Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Apr-2019

سدنة الإرهاب*رشيد حسن

 الدستور-مفزع أن يجتاح الارهاب العالم كله، ويصبح هذا العالم على اتساعه، بقاراته،وميلياراته السبعة من البشر، في قبضة الارهاب، فلا مكان بعيد عن سدنته، ولا دولة عصية على هذا الجنون...

 
ومؤلم جدا ان يستمر هذا الموت في حصد ارواح الابرياء،وفي تصاعد مستمر، في الوقت الذي يجمع العالم فيه على ادانته، وتعقد عشرات المؤتمرات للبحث في كيفية استئصاله واجتثاثه..!!
 
ما يعني ويؤكد ان اقتلاع هذا الوباء أصبح متعذرا، أو بالاحرى مستحيلا، في ظل بقاء الاسباب التي اوجدت هذه الظاهرة الخطيرة.
 
وهذا ما يحتم علينا البحث عن الاسباب الدفينة، التي اوجدت، ودفعت بطاحونة الموت هذه الى الوجود..لتستبيح ما حرم الله..وتنشر الخوف وعدم الاطمئنان في كل بقاع الارض..
 
وفي تقديرنا فان اول هذه الاسباب وأخطرها هو الاحتلال الاسرائيلي، فهذا الاحتلال علاوة على انه يمثل رأس الارهاب، لأنه يصادر ابسط حقوق الانسان الفلسطيني في الحرية والعدالة، والعيش بكرامة، ويصادر حقه في تقرير المصير، ويحكم عليه بالنفي الابدي في اربعة رياح الارض، علاوة على كل ذلك، فانه يمهد الارض لتفريخ فيروسات هذا الوباء اللعين.!!
 
وبوضع النقاط على الحروف..
 
فان اميركا هي المسؤولة عن تجذر الارهاب الصهيوني، وتمدده وانتشاره في كل المعمورة، وذلك بحماية حليفها وربيبها، العدو الصهيوني من العقوبات الدولية، من خلال خيمة «الفيتو» التي يستظل بها.. واشهرتها في مجلس الامن لاكثر من «50» مرة، ما دفع جلاوزة الارهاب الى الاستمرار في اقتراف جرائمهم، واقتراف حرب ابادة، وتطهير عرقي، بابشع صوره، كما تشهد عليها جريمة حرق عائلة» الدوابشة «، وقتل الطفل «ابوخضير»..والحكم على مليوني فلسطيني بالموت البطيء في قطاع غزة، من خلال فرض حصار ظالم.. ولا انساني مضى عليه «12» عاما ويزيد... امام سمع وبصر عالم منفق متواطىء..
 
ما دفع المنظمات الدولية الى الاعلان بعد زيارتها للقطاع « بانه لم يعد صالحا للحياة الانسانية « بعد ان منعت سلطات الاحتلال وصول مقومات الحياة الطبيعية الى السكان.
 
ويشكل فقدان العدالة وممارسة القمع والبطش والاستبداد والظلم والفقر، بابشع صوره العامل الثاني والاخطر في نشأة وتنامي ظاهرة الارهاب، وخاصة في اوروبا واميركا، وتشكل مدن الصفيح مؤشرا اضافيا يضيء اسباب هذه الظاهرة الخطيرة، ويكشف المعاناة الخطيرة لملايين المهاجرين الذين عبروا المحيطات بحثا عن شعاع الحرية، أو لقمة العيش.
 
المفارقة الخطيرة، ان واشنطن وحلفائها الغربيين، ممن يتشدقون بالدفاع عن حقوق الانسان، هم من اسهموا في نشوء الارهاب، وتهيئة الارض الخصبة لينمو ويترعرع تحت اعينهم..
 
فمن يصر على تحويل سكان الارض الى عبيد، ومن يصر على دعم الصهيونية الفاشية، ومن ينهب خيرات ومقدرات الشعوب هو وراء اطلاق هذا الجنون..
 
فاميركا هي من احتضنت فيروسات الارهاب، واطلقتها لتدمير الوطن العربي «الفوضى الهدامة «.. لاعادة تقسيمه من جديد. واحكام السيطرة عليه، ونهب خيراته ومقدراته ونفطه، واخيرا لتصفية القضية الفلسطينية، وتنصيب العدو الصهيوني شرطيا على المنطقة كلها..
 
وبكلام اكثر تحديدا..
 
فالامبريالية المتوحشة التي تشكل الايدلوجيا والعقيدة لواشنطن، تؤمن بتسخير القوة.. والقوة فقط لتحقيق اهدافها..
 
فهذه الامبريالية هي وراء ضرب اليابان بالقنابل النووية، ووراء احتلال العراق وافغانستان، ووراء دعم الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ووراء التدخل السافر في فنزويلا، وتكليف»السي. اي. ايه» بتدبير الانقلابات العسكرية ضد الشرعية في تشيلي، ونيكاراغوا والبرازيل والارجنتين...الخ، ووراء التدخل السافر في شؤون دول اميركا الجنوبية، لمنع شعوبها من ممارسة الديمقراطية الحقيقية..واعتناق مبادىء محرر هذه الدول سيمون بوليفار التحررية التقدمية..
 
باختصار..
 
سيبقى الارهاب يتمدد وينتشر انتشار النار في الهشيم، ما دام الاحتلال الصهيوني موجودا، وما دامت العدالة مفقودة، وما دام القمع والاستبداد والظلم والفقر والتمييز العنصري يفترس ملايين لا بل المليارات من البشر..
 
سيبقى الارهاب.. ما دامت اميركا والغرب عموما يصر على ان يبقى سيدا يتحكم بمصير الكون والاخرين عبيدا..