Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-May-2018

الصدر.. والمواجهة العربية!! - صالح القلاب

الراي -  كما أن سورية واليمن ولبنان غدت ساحات مواجهة مع التمدد الإيراني كذلك فإن العراق بدوره قد إشتدت فيه هذه المواجهة مع هذا التمدد خلال وبعد الإنتخابات النيابية الأخيرة ولعل من حسن طالع العراقيين والعرب أن السيد مقتدى الصدر، هذا القائد العروبي الكبير، بقيادته لهذه المعركة تحت عنوان: «لا لتدخل إيران وأميركا في الشأن العراقي» قد أبعد عن هذا الصراع أي معطيات طائفية ومذهبية !!.

هناك إصرار إيراني، الآن إنْ مباشرة وإنْ من خلال الأتباع والإمتدادات المعروفة، على إفشال هذه المعركة التي يقودها مقتدى الصدر ومعه بالطبع عمار الحكيم وكل الخيرين العراقيين إنْ سنة وإنْ شيعة، فالمواجهة في بلاد الرافدين ليست لا طائفية ولا مذهبية.. إنها مواجهة وطنية أولاً وقومية ثانيا والشعب العراقي بغالبيته ومن كل الطوائف والقوميات ما عاد يحتمل كل هذه التدخلات السافرة في شؤون بلده الداخلية وحقيقة أنَّ هذا هو عنوان الصراع المحتدم في العراق الآن.. وأيضاً في سورية وفي اليمن ولبنان.
كان الأميركيون، إمّا لحماقة أو لتآمرٍ، قد فتحوا أبواب العراق بعد إسقاط نظام صدام حسين في عام 2003 للإيرانيين الذين كانوا بدوافع قومية مغلفة بلون طائفي زائف يتضورون جوعاً للسيطرة على هذا البلد العربي وإستعادة ما يعتبرونه «أمجاد فارس» القديمة، إنْ في الفترة الصفوية المعروفة وإن قبل ذلك، وهكذا فإنهم قد إستغلوا التواطؤ أو الغباء الأميركي وإنهيار الدولة العراقية كدولة وإندفعوا تلك الإندفاعة العسكرية والسياسية والإقتصادية المعروفة وسيطروا على هذا البلد العربي الذي بات الآن يتعافى من كبوته وبات ينشد التحرر والإنعتاق بشيعته وسنته وبأقلياته القومية المعروفة كلها بلا إستثناء ولا قومية واحدة.
وحقيقة أنَّ هذه المعركة «الوطنية القومية» التي يقودها مقتدى الصدر ليست لا هينة ولا سهلة على الإطلاق فإيران كما هو واضح قد ألقت بكل ثقلها في هذا الإتجاه فهي تعرف لا بل هي متأكدة من أن خروجها من العراق سيعني حتماً خروجها من سورية وخروجها من اليمن وخروجها من لبنان.. وسيعني أيضاً أن قبضتها على أوضاعها الداخلية ستصاب بـ»الإرتخاء» وأنه ستكون هناك إنْ على المدى القريب أو البعيد إيران أخرى غير هذه الإيران الحالية القائمة!!.
نحن كعرب لا ننتمي لهذا البلد، الذي من المفترض أنه جار عزيز تربطنا به رغم كل المنغصات السابقة
واللاحقة علاقات قديمة بالإمكان القول أنها كانت مقدسة، إلا الخير وإلاّ الإزدهار والإستقرار.. لكن ما العمل إذا كان هذا الحب هو من طرف واحد؟؟ وما العمل إذا كانت هذه «الثورة» التي كان معظمنا قد «صفقوا» لها حتى إحمرت أكفهم قد إنقلبت علينا قبل أن يصيح الديك وذلك إلى حد أننا بتنا نتمنى عودة النظام الشاهنشاهي الذي كانت معاناتنا منه ومن تطلعاته التوسعية أقل بألف مرة من معاناتنا مع هذا النظام الذي كنّا قد راهنا في فبراير عام 1979 على أنه سيكون «عضيدنا» في مواجهة إسرائيل وتحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.