Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Nov-2019

تحديات في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني*محمد سويدان

 الغد

بعد ثلاثة أيام يحتفل العالم باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني حيث حددت الأمم المتحدة يوم 29 تشرين ثاني ( اليوم الذي أقر فيه مجلس الامن الدولي قرار التقسيم رقم 180 في العام 1947) يوما عالميا لدعم حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف بالعودة وزوال الاحتلال واقامة الدولة المستقلة.
ويأتي هذا اليوم، والقضية الفلسطينية تواجه ظروفا معقدة وخطيرة، فرضتها بالدرجة الأولى الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب الذي لم يدخر أي جهود لتصفية القضية، وفرض واقعا جديدا لصالح كيان الاحتلال.
ويأتي هذا اليوم، والواقع العربي في أصعب أحواله، وهناك اهتمام عربي أكبر في الظروف الداخلية، ما جعل الاهتمام الرسمي العربي بالقضية الفلسطينية في المرتبة الثانية وفي بعض الاحيان بالمرتبة الثالثة أو الرابعة.
كما يأتي هذا اليوم، وهناك انفتاح لبعض الدول العربية بشكل معلن، مع كيان الاحتلال، ما دفع رئيس هذا الكيان بنيامين نتنياهو للتفاخر بعدد العلاقات التي اقامها الاحتلال في عهده مع دول عربية، حيث تبجح بنسج علاقات ممتازة مع 6 دول عربية، متوقعا توسعها في المستقبل القريب.
يأتي هذا اليوم، والخلافات بين الفصائل الفلسطينية تفرض نفسها على المشهد الداخلي الفلسطيني، فتضعفه لأقصى حد، ما يسهل من تطبيق وتنفيذ المؤامرات الخطيرة لكيان الاحتلال والراعي الأميركي.
يأتي هذا اليوم، والاحتلال يواصل عدوانه على الشعب الفلسطيني وعلى أرضه ومقدساته، فيوميا هناك انتهاكات لحرمة المسجد الاقصى والحرم القدسي تمهيدا للتقسيم المكاني والزماني، وهناك توسع في الاستيطان، وقرارات لضم وقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، حيث تتجه سلطات الاحتلال لضم غور الأردن، لتقتل بذلك حل الدولتين المعترف به من الشرعية الدولية.
هناك أيضا الكثير من التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهي كثيرة لتؤكد أن القضية الفلسطينية تعيش في أخطر مراحلها التاريخية.
ظروف القضية الفلسطينية الحالية، تفرض تحديات اضافية على الأردن، فالعلاقات الأردنية مع كيان الاحتلال في أدنى مستوياتها، جراء السياسات العدوانية التي تتبعها سلطات الاحتلال.
فالأردن الذي يرعى المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، حيث تقع هذه المقدسات تحت الوصاية الهاشمية، يواجه انتهاكات إسرائيلية متواصلة ضد المقدسات وخصوصا المسجد الأقصى الذي تسعى سلطات الاحتلال إلى فرض واقع جديد عليه، يبدأ بالتقسيم الزماني والمكاني تمهيدا لفرض سيادة الاحتلال عليه.
كما، أن محاولة الاحتلال لضم غور الأردن، والاعتراف الأميركي بشرعية المستوطنات، و محاولة تصفية وكالة الغوث، واجهاض الاحتلال لأي تحرك من اجل ” مفاوضات السلام” تفرض تحديات اضافية على الأردن، وهذا ما يفهمه جيدا الأردن، الذي يتحرك على كافة الاصعدة لتقليص الاخطار والسلبيات، ودفع الأمور باتجاه المفاوضات وإحياء حل الدولتين الذي يعتقد الأردن، أنه الحل الوحيد القادر على انقاذ المنطقة من عنف تقود اليه سياسات الاحتلال.
ومع ذلك يأتي هذه اليوم، والمقاومة الشعبية الفلسطينية والعربية لمخططات الاحتلال تتواصل، ولاتتوقف، وتزداد يوما بعد يوم حركة مقاومة التطبيع في الوطن العربي، فيما تتوسع حركة مقاطعة كيان الاحتلال على المستوى العالمي.
كما أن الدعم والتأييد الدولي باستثناء أميركا وبعض الدول الدائرة في فلكها للقضية الفلسطينية يتواصل، حيث تمكنت هذا الدول بجهود اردنية وفلسطينية من افشال المخطط الاميركي لإنهاء وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ، اذ أيدت غالبية دول العالم التمديد للوكالة الاممية، رافضة الضغوط الاميركية والإسرائيلية على هذا الصعيد.
بالرغم من الحالة القاتمة التي تمر بها القضية الفلسطينية في هذه المرحلة، إلا أن الشعب الفلسطيني وبفضل الدعم العربي والدولي الذي مايزال قائما بالحد الأدنى سيواصل كفاحه من أجل قضيته.