Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Nov-2018

الدولارات لا تشتري الهدوء - اليكس فيشمان

 

يديعوت أحرنوت
 
الغد- نتنياهو محق: "لا يمكنني أن اعقد تسوية سياسية مع جسم ايديولوجيته هي ابادتنا"، قال أمس رئيس الوزراء في المؤتمر الصحفي في باريس. "لا حلا سياسيا لغزة، ليس عندي حل لداعش، ليس عند حل لإيران طالما هي تعلن بانها تحاول ابادتنا". 
حتى الحادثة أمس وتبادل اطلاق النار في قطاع غزة، فإن المنطق الذي وقف خلف الصمت والتجاهل في الطرف الإسرائيلي لنقل حقائب الدولارات إلى حماس يقول ما يلي: يفضل مسلحون شبعى على مسلحين جوعى ويعربدون على الجدران. لقد جربت إسرائيل شراء الهدوء، نقدا. وقد فعلت هذا منذ زمن بعيد. 
كل الهازئين والمتذمرين، ولا سيما الوزراء ووزراء الكابينيت – كان يفترض بهم ان يعرفوا بان هذه ليست المرة الأولى التي يدخل فيها المبعوث القطري الخاص لاعمار القطاع المال اليه. كانت مرات فعل هذا من خلال بنوك السلطة، كانت مرات أدخل فيها حقائب المال سرا، وكانت مرات أدخل فيها المال النقدي الذي ذهب مباشرة لدفع رواتب الذراع العسكري لحماس. يمكن لنا أن نفترض بان وزراء في الكابينيت، مثل الوزير بينيت، كانوا يعرفون بهذه التحويلات المالية. فالأزمة مع حماس عشية حملة الجرف الصامد بدأت، ضمن امور اخرى، لان إسرائيل لم توافق على ادخال المال إلى القطاع لغرض دفع الرواتب. ومنذئذ تعلموا عندنا شيئا ما. 
المال القطري الذي وزع في نهاية الأسبوع هبط قبل ذلك في مطار بن غوريون، وسافر بعد ذلك من هناك إلى غزة. معقول الافتراض أن كل هذه الخلطة تمت بمرافقة وعلم المخابرات الإسرائيلية ومكتب رئيس الوزراء. الدولارات التي وزعت على موظفي الدولة الفلسطينيين في القطاع ليست عملة تنتقل إلى تاجر في غزة، فالناس تراكضوا إلى البنوك وحولوها إلى شيكلات (شيكل العملة الإسرائيلية- تحرير الترجمة). وأحد ما سمح بادخال الشيكلات إلى القطاع بكميات كبيرة. ومع ذلك، 15 مليون دولار. وبالتالي بدلا من التذمر لعله يجدر بنا ان نسأل أيضا وزير المالية.
لم يكن لإسرائيل بديل آخر، إذ ان ليس لديها حل آخر، باستثناء الحرب، لتحقيق الهدوء على الجدار. كان يمكن ان يكون هناك بديل، لو كانت لها سياسة ما في المسألة الفلسطينية بشكل عام وفي مسألة غزة بشكل خاص. حكومة إسرائيل كان يمكنها مثلا ان تتعاون مع مصر في ممارسة ضغط وحشي على ابو مازن كي يبدأ يتحمل المسؤولية عن غزة. ولكن إسرائيل لا تريد حقا ان يتلقى ابو مازن المسؤولية عن غزة. 
الطرفان لا يريدان الحرب، لا يمكنهما ان يتوصلا إلى الاعتراف الواحد بالاخر، وهذه هي النتيجة: صفقة مؤقتة، مشروطة، للهدوء مقابل المال والامتيازات الانسانية. حسب التقارير التي وصلت من غزة أمس، هناك انطباع بأن هذه الصفقة هي الاخرى تفجرت.