Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Dec-2018

القدس في عين وقلب عمان* كمال زكارنة
الدستور -
 
استشعر الاردن الخطر الحقيقي الذي تتعرض له مدينة القدس المحتلة، وما تقوم به سلطات الاحتلال من حملات على الارض، تستهدف تغيير الواقع وصورة القدس كليا، في اطار المخطط التهويدي للمدينة المقدسة، حيث وصلت الاوضاع الى ذروتها، وبلغ السيل الزبى، ولم تعد هناك مراهنات على هذا الاحتلال، الذي ادار ظهره تماما للعالم، برفضه السلام واصراره على تنفيذ مشروعه الصهيوني في فلسطين التاريخية.
يسعى الاردن الى لملمة الصف العربي والاسلامي، ووضع العرب والمسلمين امام مسؤولياتهم الدينية والقومية والانسانية تجاه القدس، وفي هذا السياق دعا الى عقد مؤتمر دولي في عمان لبحث قضية القدس، وما يستوجب عمله لانقاذها وحمايتها ودعم اهلها وتعزيز صمودهم، والحفاظ على هويتها العربية الاسلامية والمسيحية.
لعل هذا المؤتمر يشكل انطلاقة حقيقية للوقوف مع القدس، وتكون نتائجه مختلفة عن المؤتمرات السابقة، من حيث المتابعة والتنفيذ، خاصة وان
وان البيانات والتوصيات لم تعد تجدي نفعا، والمطلوب مواقف عملية جادة يلمس المقدسيون اثرها على الارض، وكذلك الشعوب العربية والاسلامية .
المسؤولية تجاه القدس يتحملها الجميع، قادة وحكومات وافراد ولا يمكن لاحد ان يفر منها، فهي واجب مقدس كما هي القدس مقدسة، وبامكان الدول العربية والاسلامية ان تغرق القدس بالمال، وان توفر للصامدين فيها كل ما يحتاجون اليه، فهم يتعرضون لخنق اقتصادي ومالي من قبل الاحتلال الصهيوني اوصلهم الى الجدار، وفي ذات الوقت يتعرضون ايضا لاغراءات مالية هائلة مقابل مغادرة البلد او بيع اي عقار فيها، وهناك منظمات وجمعيات يهودية وغير يهودية مدعومة ماليا بقوة، تعمل على اصطياد اي فرصة وابتلاع اي عقار او ارض في القدس .
عندما يتعلق الامر بالقدس فان الجميع يجب ان يقف في صف المواجهة، ولا يجوز ان يترك الاردن وفلسطين وحدهما في الميدان، وربما يشكل هذا المؤتمر فرصة مناسبة لتغيير النهج والاسلوب الذي يتعامل فيه الجميع مع القدس، وقد يكون من المفيد ان يتم فرض نسبة مئوية من الدخل القومي لكل دولة عربية واسلامية لصالح القدس، توضع في حساب او صندوق مخصص لدعم القدس، على ان يلقى به الى نفس المكان الذي تتجمع في الصناديق السابقة، وان ينسحب هذا القرار او المقترح على الشركات والمصانع العربية والاسلامية، وعلى رجال الاعمال العرب والمسلمين لتجنيد المال العربي والاسلامي من اجل القدس وحمايتها والحفاظ عليها، ووضع الآليات المناسبة لافادة القدس والمقدسيين من هذه الاموال.
التخلف عن حضور المؤتمر هروب من المسؤولية ازاء القدس، والتغريد خارج السرب اثناء انعقاد المؤتمر تراجع عن واجب مقدس، والخروج عن الاجماع العربي والاسلامي في قضية القدس انحياز لاعداء القدس .
يا قدس لا تحزني ولا تيأسي فأنت في عين وقلب عمان.