Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Aug-2016

"رابعة عمان": مزيج انتخابي بين العشائري والسياسي

 

جهاد المنسي
عمان -الغد-  تقف الدائرة الرابعة في عمان على الكتف الجنوبية الشرقية للعاصمة، وتحادد الصحراء جنوبا، وشرقا، وتمتد من منطقة القويسمة، وأبو علندا وجاوا وخريبة السوق مرورا بسحاب والمقابلين وأم قصير، فالعلكومية، فخشافية الشوابكة، فالموقر، فالنزهة، فمشيرفة الرقاد، فجاوا، فسوق الخضار فالصوامع، فإسكان الكهرباء، فقرية سالم لتصل في نهاية مطافها حتى مخيم الطالبية (زيزيا).
وبحسب التنظيمات الإدارية في أمانة عمان الكبرى، فإن الدائرة تشمل مناطق (القويسمة، الجويدة، أبو علندا، خريبة السوق، جاوا، اليادودة، أم قصير والمقابلين) من الأمانة، وألوية سحاب، والجيزة، والموقر، باستثناء بدو الوسط.  
وخصص للدائرة الرابعة البالغ عدد الناخبين فيها 253878 ألفا، أربعة مقاعد في مجلس النواب الثامن عشر، بزيادة مقعد عن حصة الدائرة في المجالس السابقة، تتنافس عليها 11 قائمة انتخابية.
وترشح لخوض الانتخابات عن الدائرة الرابعة 7 نواب سابقين، من بينهم نواب الدوائر الثلاث في المجلس السابق، وهم خير أبو صعيليك وعساف الشوبكي وأحمد هميسات، كما ترشح النائب في المجلس السابق عن القوائم الوطنية عبدالهادي المحارمة.
كما ترشح لخوض الانتخابات 3 نواب من غير السابع عشر، وهم حمد أبو زيد، ونايف أبو محفوظ، وعدنان حسونة، والأخير ترشح عن قوائم التحالف الوطني المدعومة من حزب جبهة العمل الإسلامي.
وما يميز الدائرة الرابعة، أن تقسيماتها العشائرية واضحة، فهي تضم ما يطلق عليهم "بلقاوية عمان"، وهؤلاء يتواجدون في مناطق القويسمة والمقابلين وخريبة السوق وأبو علندا.
كما تضم عشائر لواء سحاب والموقر، وفيها تجمع لعشيرة الرقاد، وتجمع آخر لعشيرة الشوابكة، إضافة إلى أنها تضم تجمعا كبيرا لعشائر بئر السبع، وهم يتواجدون في مناطق الصوامع والطالبية، وخريبة السوق، وجاوا، إضافة إلى تجمع مماثل لعشائر جبل الخليل (بني قيس)، المتواجدين في المنطقة الممتدة من القويسمة والعلكومية، والطيبة وجاوا.   
عمليا، فإن الدائرة الرابعة تضم تجمعات لا يمكن إغفالها، وهي البلقاوية وسحاب، والسبعاوية وجبل الخليل وعشائرها، إضافة إلى تجمع الشوابكة والرقاد، والدعجة، وبالتالي فإن القوائم الـ11 التي تم تشكيلها فضلت أن يكون أعضاؤها من بين تلك التجمعات البشرية الكبيرة في المنطقة. 
أما خزان الأصوات التصويتي الحقيقي، فيكمن في مناطق القويسمة وسحاب ومخيم الطالبية، ولذلك فإن خطب ود تلك المناطق وعشائرها، أمر يعرفه المرشحون ويعملون عليه منذ اليوم الأول.
وخلت القوائم الـ11 المتنافسة في الدائرة، من "الحزبية"، باستثناء قائمتين، واحدة أعلن عنها التحالف الوطني للإصلاح المدعومة من جبهة العمل الإسلامي، وقائمة ثانية يبدو أنها نتاج تحالفات سياسية، فيما اعتمدت القوائم الأخرى على مرشحين عشائريين، وناشطين سياسيين غير محزبين، وناشطين اجتماعيين، وشيوخ عشائر ومخاتير وخلافه.
وتبدو الصورة في الدائرة ضبابية إلى حد الغبش، والتكهن بمعرفة ما ستؤول إليه نتائج انتخابات العشرين من الشهر المقبل، صعب في الوقت الراهن، خاصة أن فكرة القوائم وعقد تحالفات تعتبر تجربة جديدة في الانتخابات المقبلة، ما يتطلب انتظار النتائج ومعرفة قوة التحالفات، ومن هناك يمكن قراءة المشهد بشكل أكثر وضوحا، لمعرفة توجهات ناخبي الدائرة ومدى قدرة القانون الجديد على إخراج الناس من بوتقة الصوت الواحد، والذهاب بهم بعيدا إلى فكرة القوائم والبرامج الانتخابية، وعقد لقاءات مشتركة للقائمة الواحدة والتصويت للقائمة وبجميع أفرادها.
وفي كل الأحوال، فإن الدائرة الرابعة في عمان، رغم رفع حصتها في عدد المقاعد، بمقعد واحد، فإن نوابها لطالما اعتبروها "مظلومة" بالتمثيل، على اعتبار أن عدد ناخبي الدائرة يحق لهم أكثر من 5 مقاعد، كما أنها مظلومة من حيث الخدمات، لاسيما وأن الدائرة تحادد الطريق الصحراوية والحزام الدائري ومناطق الكسارات والمصانع، الأمر الذي يتسبب بتلوث بيئي كبير في المنطقة لطالما اشتكى منه السكان.
عمليا فإن الهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي يحضر بقوة لدى ناخبي الدائرة، إذ إن وجود مخيم للاجئين الفلسطينيين فيها، من شأنه أن يزج بالهم السياسي في كل مفاصل برامج مرشحيها، كما أن وجود بؤر فقر وبطالة متأصلة في الدائرة، ستجعل تلك القضايا حاضرة في شعارات المرشحين، لكن هذا الحضور يتطلب عملا، وخططا قابلة للتطبيق وليس مجرد شعارات وكفى.