Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Mar-2017

الحل «الوحيد» ! - صالح القلاب
 
الراي - ربما أنَّ ما يمكن اعتباره «حولاً سياسياًّ» هو الذي حال دون رؤية اتفاق أريحا الشهيرعام 1949، الذي جعل الضفة الغربية الجناح الآخر للمملكة الأردنية الهاشمية، ببعده الوطني والقومي وحيث أنَّ هناك من الذين وصلت بهم النزعة الإقليمية إلى النخاع الشوكي قد بقوا ينظرون إلى تلك الخطوة على أنها مصادرة لأرض فلسطينية وأن بعضهم قد طار فرحاً عندما استكمل الإسرائيليون عدوانهم واحتلالهم بالوصول إلى نهر الأردن في حزيران (يونيو) عام 1967.
 
إنَّ العودة لهذا الماضي الذي غدا بعيداً ليس من قبيل نكئ الجراح ولا من قبيل إسقاط الماضي على الحاضر وإنما من أجل انصاف الذين كانوا قد أقدموا على تلك الخطوة المبكرة، إن كانوا من الأردنيين وإن كانوا من الفلسطينيين ومع العلم إننا كنا شعباً واحداً وإننا سنبقى شعباً واحداً، والذين لم يكن هدفهم لا التوسع شرقاً ولا التوسع غرباً وإنما حماية الضفة الغربية من احتلال كان الإسرائيليون ينتظرون اللحظة المناسبة للقيام به.
 
منذ اليوم الأول لا بل منذ اللحظة الأولى بعد إعلان قيام دولة إسرائيل في عام 1948 كإفراز لمؤامرة دولية دنيئة عنوانها وعد بلفور وإتفاقيات سايكس – بيكو أكد ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لهذه الدولة، أن الهدف هو الوصول إلى نهر الأردن لأنه يشكل الخط الآمن للدولة الإسرائيلية ولذلك فإن هدف إتفاقية أريحا في عام 1949 هو حماية الضفة الغربية من الإحتلال بتحويلها إلى جزء من دولة عضو في الأمم المتحدة هي المملكة الأردنية الهاشمية.
 
لذلك فإن إثارة هذه المسألة، التي يعتقد البعض أن حركة التاريخ قد تجاوزتها، هي من أجل إدراك أهمية الإصرار، إصرار جلالة الملك و»أبو مازن» والأردن والسلطة الوطنية على حل الدولتين ورفض حل الدولة الواحدة وبخاصة إذا كان المقصود هو الحل الإقليمي الذي يتحدث عنه الإسرائيليون والذي يقصدون به العودة لواقع ما قبل عام 1967 وإلحاق الضفة الغربية بالمملكة الأردنية الهاشمية ولكن بعد إغراقها بغابة من المستوطنات وبعد السيطرة الأمنية الإسرائيلية عليها بحجة أنَّ أمن إسرائيل هو من النهر إلى البحر وكما كان قال ديفيد بن غوريون ذات يوم بعيد.
 
ولذلك أيضاً فإن جلالة الملك قد دأب في الفترة الأخيرة على التأكيد ويومياًّ على أنه لا حل بالنسبة لقضية فلسطين إلا حل الدولتين، أي دولة فلسطينية على حدود حزيران (يونيو) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة إسرائيلية على حدودها التي رسمت في عام 1948، وهذا هو ما رد به الرئيس محمود عباس (أبومازن) على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي أعلن أنه بصدد القيام بمبادرة لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط .
 
إن ما يريده بنيامين نتنياهو، وهذا قيل مراراً وتكراراً، هو إلحاق الضفة الغربية بكل غابات المستوطنات فيها التي تزداد يومياًّ وبـ»أمن» من النهر إلى البحر بالأردن وبعد ذلك تبدأ عمليات التهجير والإخلاء وبحجة أن للفلسطينيين دولة في الضفة الشرقية وأن عليهم أن ينتقلوا إلى هذه الدولة ولذلك فإن الجميع، الشعب الأردني والشعب الفلسطيني، مع جلالة الملك بأن حلّ الدولتين هو الحل «الوحيد» الذي لا غيره حل .