Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Nov-2019

الفصائل الفلسطينية ما بين حرب العصابات والحرب النظامية ...!*د.عبد الرحيم جاموس

 الدستور

إن اسوأ سلاح استخدمته الثورة الفلسطينية سابقا وحالياً هو سلاح الصواريخ والمدفعية حيث اغتال هذا السلاح مفهوم ومنهج حرب العصابات وحرب التحرير الشعبية التي اعتمدت المقاومة الفلسطينية عليها بالأساس وتعتبر الانجع والانجح في مواجهة جيوش المحتلين والتي استخدمتها فصائل الثورة الفلسطينية في بداياتها والحقت الخسائر البالغة في صفوف العدو ...
إن إستخدام الصواريخ والمدفعية قد حولا الثورة الى جيش نظامي او شبه نظامي لاتقوى على مواجهة قوى العدو وفق نظم الحرب الكلاسيكية النظامية ...
وجاءت بعد ذلك حركتي حماس والجهاد واقتفيتا نفس الأثر للاسف وبشكل عنتري واكثر سوءا ...، مما سبق وكرستا اغتيال مفاهيم حرب العصابات وحرب التحرير الشعبية ظنا منهما.... انهما سيصلان الى التوازن العسكري الاستراتيجي يوما ما مع العدو الذي يمتلك جيشا نظاميا واسلحة فتاكة ومتطورة ...
إن الأسلوب الاشجع والانجع والمناسب لشعبنا وفصائله وظروفه في مواجهة الاحتلال هو اسلوب حرب العصابات وحرب التحرير الشعبية، وليس اسلوب الكتائب النظامية أو شبه النظامية مطلقا... والذي يقود إلى الحرب الكلاسيكية.
قارن بين نتائج الاسلوبين .....
كم كانت خسائر العدو من عملية فدائية واحدة قام بها فدائي فرد اسمه (ثائر كايد حماد ) في عيون الحرامية، واحد وعشرين اصابة بين قتيل وجريح ولم يستخدم سوى بندقية بدائية ... وجميع حروب حركتي حماس والجهاد لم يلحقا مثل هذا العدد من الخسائر في صفوف العدو ....
إن كافة حروب غزة بقيادة حماس والجهاد كانت تكريس للانحراف عن الاسلوب الذي يجب اتباعه من قبل الفصائل الفدائية وكانت فقط تقدم المبرر للعدو لقتلنا وسحقنا وتدمير بيوتنا وبنيتنا التحتية .... وتصويرنا وكأننا نمتلك منظومة عسكرية تهدد امن اسرائيل حتى زوالها، وتعطيها المبرر للرد دفاعا عن النفس وتجعل العالم يتعاطف معها ...!
إن اعتماد أسلوب حرب العصابات القائم على الكر والفر وضرب العدو في نقاط ضعفه حتى يتم انهاكه.. وعدم اتاحة الفرصة لهُ أو تقديم الذريعة له لإستخدام قوته المفرطة لتدمير بيوتنا ومؤسساتنا وقتل الاعداد الكبيره من المدنيين في بيوتهم واستخدام اسلحته المتطورة في ذلك هو الأنسب ...!
هنا لا انتقد مبدأ المقاومة وإنما أؤكد عليها ... ولكني أنتقد الوسائل التي لا تناسب نضال شعبنا ولا تضر العدو بقدر الضرر العائد على شعبنا .. انا أتكلم عن فلسفة حرب التحرير الشعبية وحرب العصابات وفنونها وهي الأنسب لنا لظروفنا وظروف أي شعب لا يتوفر على المدد والحماية من جيش نظامي ...
حرب التحرير الشعبية هي التي نستطيع ارهاق العدو من خلالها، أما الحرب الكلاسيكية هي من اختصاص الجيوش النظامية في العلم العسكري وهي غير متوفرة لنا والتفوق فيها لصالح العدو الذي يمتلك جيشا نظاميا ومسلحا بأفضل الاسلحة ..
غزة لا تمتلك جيوشا نظامية تتوازن مع قدرات جيش العدو مهما ضخم الإعلام قوة حركتي حماس والجهاد، وليس مطلوبا منها ذلك وغير ممكن تحقيقه ... هنا تكمن الاشكالية .. التي يجب ان نتوقف عندها .. فلابد من استعمال الوسائل الكفيلة بالنصر وبأقل الخسائر ... ودون تعريض اهلنا وشعبنا للمجازر في غزة وغيرها.