Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jul-2017

اتصال الملك بنتنياهو يحمل رسالة غضب أردنية واضحة من إغلاق الأقصى

 

زايد الدخيل
عمان -الغد-  حملت تصريحات جلالة الملك عبدالله الثاني أول من أمس، خلال اتصاله مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسالة أردنية واضحة تعبر عن القلق والغضب الكبيرين حيال التصعيدات الإسرائيلية الأخيرة في القدس والمسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف، وتأكيد جلالته رفض العنف بجميع أشكاله، خصوصا في الأماكن المقدسة.
وأشار مراقبون، إلى الوضوح والصراحة والحزم في تصريحات جلالته، وتأكيده على "ضرورة عدم السماح لأي جهة بتقويض الأمن والاستقرار وفتح المجال أمام المزيد من أعمال العنف والتطرف"، الأمر الذي قد ينعكس مستقبلاً على العلاقة بين الأردن وإسرائيل، ومطالبة الجانب الإسرائيلي بنزع عوامل التوتر وإعادة الهدوء إلى القدس، خصوصا في المسجد الأقصى ومحيطه.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قررت الجمعة الماضية، إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين وأعلنته منطقة عسكرية يمنع بموجبها على المصلين دخوله، كما أعلنت عن منع إقامة صلاة الجمعة في الحرم القدسي الشريف للمرة الأولى منذ الاحتلال الاسرائيلي للقدس الشرقية العام 1967، عقب عملية إطلاق النار التي وقعت صبيحة ذلك اليوم، وأدت إلى استشهاد ثلاثة شبان فلسطينيين ومقتل اثنين من أفراد شرطة الاحتلال قرب باب الأسباط.
وفي هذا الشأن، قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية د.وائل عربيات إن "ما تعرضت له المقدسات في الأقصى الشريف من اعتداءات وإغلاقات أمر مرفوض جملة وتفصيلا"، مؤكدا أن "الدولة الأردنية ووزارة الأوقاف، تابعت منذ اللحظة الأولى عملية الإغلاق وعملت بكل مؤسساتها ودبلوماسيتها على حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية على الأراضي الفلسطينية".
وشدد عربيات لـ"الغد" على أن "الوصاية الهاشمية على المقدسات في الأقصى المبارك حفظته من عبث الإسرائيليين"، مبينا أن "متابعة وحرص الملك عبد الله الثاني والدولة الاردنية كانت مصدا لهم ولعبثهم".
وشدد على أن جلالته "وجه رسالة حازمة الى الجانب الإسرائيلي لفتح المسجد الأقصى أمام المصلين، ووقف الاعتداءات والانتهاكات الصهيونية التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة، لمنع تنفيذ أي مخطط أو محاولات للالتفاف على كامل قدسية الحرم الشريف".
وأشاد بجهود جلالته التي أعطت بعدا عربيا دوليا لقضية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، واعتبار المسجد الأقصى خطا أحمر، مؤكدا أن الأردن بقيادة جلالته سيتصدى بحزم لكل ما يمس المقدسات الإسلامية والمسيحية تنفيذا للوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف.
وتعترف إسرائيل، التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن عام 1994، بإشراف المملكة على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس.
من جهته، قال وزير الأوقاف السابق هايل داود، إن الأردن هو "صاحب الولاية على المسجد الأقصى، وعلى إسرائيل احترام واجباتها كدولة محتلة تجاه أماكن العبادة ومنع إغلاقها أمام المصلين".
وأضاف داود لـ"الغد" أن الأردن "يعمل وبشكل مستمر وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني، على وقف هذه الانتهاكات الخطيرة"، مطالبا الدول الكبرى بضرورة النهوض بمسؤولياتها للجم العدوان الصهيوني على المقدسات الإسلامية في القدس.
وأكد أن الأردن يتحمل في ظل القيادة الهاشمية منذ بدايات القرن الماضي مسؤولياته التاريخية والدينية، ويبذل كل جهد متاح في مختلف المحافل وعلى جميع الصعد، في سبيل الحفاظ على الحرم القدسي الشريف ورعايته وإعماره، والوقوف في وجه أي محاولة لتهويده.
وبين داود أن الأردن بقيادة جلالته، يقوم بدور مهم في مواجهة محاولات تهويد المسجد والسيطرة عليه وتقسيمه، في وقت تتواصل فيه الإعمارات الهاشمية والمشاريع الحيوية التي يتم تنفيذها من خلال لجنة إعمار الأقصى والصخرة المشرفة، إضافة إلى أعمال الإدارة والرعاية والصيانة والترميم.
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء الأسبق العين توفيق كريشان، إن "جلالة الملك عبدالله الثاني لم يقف مكتوف اليدين حيال الانتهاكات المتطرفة للمسجد وإغلاقه أمام المصلين، بل طالب بلغة حاسمة وحازمة الجانب الإسرائيلي بضرورة إعادة فتح الحرم القدسي الشريف أمام المصلين، مشددا على رفض الأردن المطلق لاستمرار إغلاق الحرم الشريف".
وشدد كريشان لـ"الغد" على ضرورة أن يحظى الجهد الاردني بدعم الدول العربية والإسلامية، وصولاً إلى لجم التصعيد الإسرائيلي وحماية الأقصى والمقدسات، مشيرا الى "تراجع التأثير العربي الإسلامي بعد دخول دول عربية في دوامة الأحداث الداخلية التي فتحت الباب للحكومة الإسرائيلية لتصعيد إجراءاتها على المدينة المقدسة".
ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لحماية القدس والمسجد الأقصى، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية التي تقوض الجهود والمبادرات الرامية إلى إيجاد حل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية.
وبين أن الأردن لم يتوان يوما عن حماية الحرم القدسي الشريف، "حيث سطر بواسل الجيش العربي المصطفوي ملاحم بطولية أسطورية على أسوار القدس، رغم ضآلة الإمكانات وصعوبة الظروف".
بدوره، أشاد وزير الخارجية الأسبق، رئيس المعهد الملكي للدراسات الدينية، د. كامل أبو جابر، بجهود المملكة بقيادة الملك عبدالله الثاني، للتصدي لمحاولات الجانب الإسرائيلي تغيير الواقع على الأرض من خلال إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين للمرة الأولى منذ نحو نصف قرن.
وأوضح أبو جابر لـ"الغد" أن جهود جلالته المتواصلة فيما يخص المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، أعطت بعدا عربيا دوليا لها، الأمر الذي أسهم بإجهاض أي محاولات إسرائيلية تهدف لتهويد القدس، بما يخالف الشرائع الدولية والإنسانية كافة.
وأكد أن الأردن يتحمل، في ظل القيادة الهاشمية، مسؤولياته التاريخية والدينية، ويبذل كل جهد متاح في مختلف المحافل وعلى جميع الصعد، في سبيل الحفاظ على الحرم القدسي الشريف ورعايته وإعماره، والوقوف في وجه أي محاولة لتهويده.
وحذر من المخاطر التي تتعرض لها الأماكن المقدسة، في ظل حالة الفراغ العربي والانشغال بالخلافات الجانبية والأوضاع الداخلية، خاصة باتباع سلطات الاحتلال الإسرائيلية سياسة التدرج المكشوفة للسيطرة على المدينة المقدسة.