Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Nov-2018

الغازات السامة وحكاية «راجح»!! - صالح القلاب

 الراي - لأن الروس قد حذروا من وصول غازات سامة إلى منطقة حلب وأنها قد تُستخدم عشوائياً ضد الأبرياء من أبناء هذه المنطقة فالمفترض أنهم قد تصدوا لها قبل إستخدامها وبالطبع بالتعاون مع حلفائهم الأتراك الذين هم أيضاً من «الضامنين» للمنطقة المنزوعة السلاح والذين يهمهم ألاّ يكون هناك أي اختراق لإتفاق «إدلب» والواضح أن هناك محاولات لإختراقه من قبل نظام بشار الأسد بالإتفاق مع الإيرانيين الذين باتوا يخترقون جبهة شرقي الفرات بهدف الإلتفاف على قوى المعارضة والوصول إلى شواطئ المتوسط بمحاذات لواء الإسكندرون وهذه مسألة غدت معلنة ومعروفة.

وبالطبع ولأن الروس يحاولون التملص من إتفاق «إدلب» فقد بادروا إلى إبلاغ نظام بشار الأسد بضرورة إثارة هذه المسألة، مسألة الغازات السامة، هذه وضرورة إلصاق التهمة ليس بـ»جبهة النصرة» وإنما بالمعارضة المعتدلة التي هي متمسكة بضرورة الحل السياسي لهذه الأزمة الطاحنة والتي هي ملتزمة بالموقف التركي الذي يعتبر نجاح إتفاق إدلب نجاحاً له والذي هو الأكثر معرفة بالألاعيب والمناورات الروسية وبأن الروس هم من أوصل الصراع ليس في سورية وفقط بل في المنطقة كلها إلى ما وصل إليه.
وهنا فإن المفترض أنه معروف أنَّ جبهة النصرة هذه مثلها مثل «داعش» قد أوجدت بالأساس من قبل دولة عربية، كانت ولا تزال تستضيف حركة طالبان الأفغانية الإرهابية، وبالتنسيق مع الروس والإيرانيين لتكون ورقة جاهزة للإستخدام عند اللزوم وهذا هو ما حصل في «مناورة» الغازات السامة هذه وما كان حصل في مرات سابقة كثيرة ولعل ما تجدر الإشارة إليه أن حكاية هذين التنظيمين، «النصرة» و»داعش» هي كحاية «راجح» في مسرحية :»بياع الخواتم» للفنانة اللبنانية المبدعة فيروز أمدَّ االله في عمرها!!.
كان «داعش» هذا قد اختطف أمام عيون ضباط وجنود «الجيش العربي السوري» عدداً من النساء من منطقة السويداء «الدرزية» وقد احتفظ بهن لفترة طويلة ثم ما لبث أن أبلغ ذويهن وقيادات هذه المنطقة العروبية، التي أنجبت المجاهد الكبير سلطان باشا الأطرش ونجله منصور وعدداً من القيادات والرموز القومية كـ «شبلي العيسمي» وغيره، بأنه على استعداد لإطلاق سراحهن إذا استأنف الدروز إلتحاقهم بالخدمة العسكرية الإجبارية.. فماذا يعني هذا؟!.
لقد كان المفترض أن تقتلع «النصرة» هذه، التي أصبح اسمها من أجل التشويه والضحك على الذقون: «جبهة فتح الشام» ثم أصبح «هيئة تحرير الشام» منذ البدايات لكن لأن الذين أوجدوها ويقفون خلفها أرادوها مثل «راجح» في مسرحية «بياع الخواتم» فقد أبقوا عليها كما أبقوا على «داعش» لتشويه المعارضة السورية وتشويه الجيش الحر وهذا هو ما حصل في «لعبة الغازات» الأخيرة هذه وما كان حصل سابقاً وما سيبقى يحصل مادام أن هذا النظام موجود ومادام أن تدخل إيران في هذا البلد العربي مستمر ومادام أن الروس لم يحققوا كل أهدافهم الذين يسعون إليها في هذه المنطقة!!.