Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jun-2021

الجوع أصبح سلاح حرب في إثيوبيا

 الغد-هيئة التحرير – (الواشنطن بوست) 15/6/2021

 
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
 
أفادت الأمم المتحدة بقيام القوات الأثيوبية والأريتيرية بارتكاب عمليات اغتصاب جماعي للنساء وارتكاب مذابح في حق المدنيين وأعمال تطهير عرقي في منطقة تيغراي. وفر نتيجة للعنف أكثر من مليوني شخص من منازلهم تاركين وراءهم حقولهم. ويجري القبض على الرجال التيغريين وإعدامهم بإجراءات موجزة.
 
* *
على مدى أشهر، حذرت الوكالات الإنسانية باستمرار من أن المجاعة يمكن أن تنتشر في منطقة تيغراي الإثيوبية إذا لم تنه القوات الحكومية والقوات المتحالفة معها من إريتريا المجاورة الحملة الوحشية التي تشنها لإخضاع المنطقة. والآن، أصبحت حالة الطوارئ التي جرى التحذير منها واقعاً. وذكرت وكالات الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن أكثر من 350.000 من سكان تيغراي البالغ عددهم 6 ملايين يعيشون في ظروف مجاعة، وأن مليوني شخص آخرين معرضون لخطر الالتحاق بهم. ووفقًا للـ”يونيسف”، فإن حوالي 140 ألفًا من الذين يواجهون المجاعة هم من الأطفال، والذين تقول الوكالة إن 33 ألفًا منهم معرضون لخطر الموت الوشيك.
هذه الكارثة الإنسانية، التي يقول مسؤولو الأمم المتحدة إنها يمكن أن تنافس المجاعة الإثيوبية الملحمية التي شهدها البلد في العام 1984 إذا لم يتم إيقافها، هي نتيجة متعمدة للحملة العسكرية التي شنتها في تيغراي منذ أواخر العام الماضي حكومة أبي أحمد ونظام أسياس أفورقي الإريتري المتحالف. ووفقًا لمسؤولين في الولايات المتحدة والأمم المتحدة وتقارير صحفية، فقد أحرقت قوات الحكومتين حقول المزارعين ومخازنهم وذبحت أو سرقت مواشيهم. كما قامت بشكل منهجي بمنع إيصال المساعدات إلى أجزاء من تيغراي التي لا تخضع لسيطرة الحكومة. وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، الأسبوع الماضي، إن القوات الإريترية “تحاول التعامل مع سكان تيغراي من خلال تجويعهم”. وقال لوكالة رويترز للأنباء إن الطعام “بالتأكيد يستخدم كسلاح في الحرب”.
ليس التجويع القسري للأطفال سوى المظهر الأحدث فقط من الأعمال الوحشية التي لجأت إليها القوات الإثيوبية والإريترية فيما كانت حتى الآن محاولة فاشلة لسحق “جبهة تحرير تيغراي الشعبية”، التي سيطرت على المنطقة لعقود وهيمنت على الحكومة الإثيوبية إلى أن وصل السيد أبي إلى سُدة السلطة في العام 2018. كما أفادت الأمم المتحدة بحدوث عمليات اغتصاب جماعي للنساء وارتكاب مذابح في حق المدنيين وأعمال تطهير عرقي. وقد فر نتيجة للعنف أكثر من مليوني شخص من منازلهم تاركين وراءهم حقولهم. ويجري القبض على الرجال التيغريين وإعدامهم بإجراءات موجزة.
حاولت الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى، من دون جدوى، وقف هجوم الأرض المحروقة. وبدأ وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكين، بالمطالبة علناً بانسحاب الميليشيات الإريترية والإثيوبية من تيغراي بعد فترة وجيزة من توليه منصبه؛ وتم إرسال السناتور كريستوفر أ. كونز (ديمقراطي من ديلاوير)، وأحد المقربين من الرئيس بايدن، للضغط على الحاكم الإثيوبي من أجل وقف الحملة. وفي الشهر الماضي، أعلن السيد بلينكين فرض عقوبات على المسؤولين الإثيوبيين والإريتريين المتورطين في انتهاكات أو في منع وصول المساعدات الغذائية إلى المنطقة. كما علق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مساعدات بمئات الملايين من الدولارات.
لكنّ أياً من هذا لم ينجح. وكان السيد أبي قد وعد في آذار (مارس) بأن القوات الإريترية ستغادر تيغراي، لكنها ما تزال هناك. وكذلك الأمر بالنسبة لميليشيات الأمهرة المقبلة من منطقة إثيوبية مجاورة، والتي شاركت في عمليات التطهير العرقي وفي منع وصول الغذاء أيضاً. وتم اعتقال أو طرد الصحفيين الذين يكتبون عن الفظائع من البلاد. وفي غضون ذلك، منعت الصين وروسيا اتخاذ إجراء من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي -للأسف- لم يجتمع بشكل علني لمناقشة أزمة تيغراي بعد.
كانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، من بين أولئك الذين حذروا من قدوم مجاعة إثيوبية ضخمة أخرى. وقالت الأسبوع الماضي: “لا يمكننا أن نرتكب الخطأ نفسه مرتين. لا يمكننا أن نترك إثيوبيا تتضور جوعاً”. ومن جانبه، تعهد السيد بلينكين “بمزيد من الإجراءات التي ستتخذها الولايات المتحدة” إذا لم “يعكس المسؤولون” عن الأزمة “مسارهم”. وعلى الرغم من أن إثيوبيا كانت حليفًا مهمًا للولايات المتحدة، إلا أن إدارة بايدن لا تمتلك خياراً آخر الآن سوى اتخاذ هذا الإجراء.
*نشرت هذه الافتتاحية تحت عنوان: Starvation has become a weapon of war in Ethiopia. U.S. action is urgent.