Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Aug-2019

مستشفى الأميرة بسمة.. بلا تنظيم* محمود الخطاطبة

 الغد-شاءت الصدف أن أكون متواجدًا في مساء ثاني أيام عيد الأضحى المبارك في قسم الطوارئ بمستشفى الأميرة بسمة في مدينة إربد، الذي يخدم مئات الآلاف من المواطنين.

المراجع لهذا القسم في تلك الليلة، سيخرج بانطباع يتمثل، إن صح القول، بأن الاحتياطات التي اتخذتها وزارة الصحة بشكل عام وإدارة هذا المستشفى بشكل خاص، خلال فترة العيد، لم تكن على مستوى المطلوب، ويستطيع الحاضر في تلك الليلة أن يخرج متيقنًا بأن خطة الطوارئ التي اتخذت هي فاشلة بالتأكيد.
وللأمانة نقول، بأن المراجعين لقسم الطوارئ في تلك الليلة كان عددهم كبيرًا، وأن الأطباء المناوبين وقتها كانوا بالكاد يلتقطون أنفاسهم، أو يسرقون دقائق معدودة لاستراحة ثم يعودون إلى عملهم.
لكن، نستطيع الجزم بأن الإجراءات التنظيمية كانت بمثابة الصفر، وكان هناك نقص واضح في عدد الأطباء المناوبين وكذلك الكادر التمريضي، ناهيك عن النظافة التي كانت دون مستوى المطلوب، وخصوصًا مع وصول حالات طارئة كان الدم ينزف منها، وصلت إلى درجة أن ترى الدماء على بعض الجدران، وبقايا المستلزمات الطبية متناثرة هنا وهناك.
لقد شاهدت بأم عيني كيف كان يتعامل أحد الأطباء المناوبين مع حالة تعرضت لجرح في القدم، وكيف يعالجها ويقوم بـ”خياطة” الجرح.. لكن وللأسف بلا غرفة خاصة أو مكان معقم، قد يكون سببًا في دخول الجراثيم إلى الجروح وبالتالي التسبب بأذى للمريض، فقد كان المكان بلا رقيب أو حسيب يدخله من يشاء، ما يُسبب إرباكًا للعمل، ويؤثر سلبًا على عملية معالجة المرضى والمراجعين بشكل سليم صحيح.
بعد كل هذه الأعوام، ألا تستطيع وزارة الصحة أن تضع خطة طوارئ للمستشفيات والمراكز الصحية الحكومية، في أيام الأعياد والمناسبات المختلفة التي تحتاج إلى كادر طبي وتمريضي وإداري يكون قادرا على التعامل مع كثرة الحالات المرضية والمراجعين في الأعياد.
والغريب، أن وزارة الصحة والمستشفيات قامت بالتأكيد أكثر من مرة وعبر أكثر من مسؤول بأن الاستعدادات جاهزة للتعامل مع فترة الأعياد وكثرة مراجعيها.
نستغرب من إدارة مستشفى الأميرة بسمة، هذا المستشفى الأقدم في إقليم الشمال، الذي تأسس العام 1959، أن تصل الأمور فيه إلى هذا الحد بعد كل تلك الأعوام على بنائه، ولا يستطيع التعامل مع فترة بسيطة من الأيام.
نستغرب لماذا لم يتم زيادة عدد الأطباء المناوبين والممرضين والممرضات بشكل يضمن أن تكون معالجة الحالات والتعامل معها سلسة وسهلة وأكثر حرصا على سلامة المراجع أو المريض؟
بدل أن يكون هذا المستشفى بعد ستين عامًا على تأسيسه، مركزًا طبيًا، يأتيه الناس ليس من أبناء إقليم الشمال فقط بل من كل أنحاء المملكة، يصبح مثالًا لعدم الالتزام، وسوء التنظيم، ويُعاني من اكتظاظ مراجعين، وعدم الاهتمام بالنظافة، ما يؤثر سلبًا على سلامة المرضى. 
أيعقل بعد ستين عامًا من الخبرة والكفاءات، الطبية والتمريضية والإدارية، التي يضمها هذا المستشفى، أن يقوم مراجع بنفسه تنزف الدماء منه جراء تعرضه لـ”طعنة”، بالتنقل وحده كي يحصل على وصل مالي من المحاسبة يستطيع من خلاله الحصول على “شاش” طبي ثم يعيده للطبيب كي يتمم عمله، ومن ثم يذهب وحيدًا إلى قسم التصوير الإشعاعي، وبالتالي الحصول على العلاج والأدوية!