Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Apr-2018

المنطقة إلى أين.. للحروب أم الصفقات؟! - فيصل ملكاوي

الراي -  أجواء المنطقة وظروفها بالغة الصعوبة والتعقيد، والصراعات تمتد فيها بسرعة وتأكلها كما تاكل النار الهشيم، فمن سوريا الى العراق الى لبنان الى اليمن وليبيبا وقبل كل ذلك القضية الفلسطينية والارهاب ايضا وتصارع القوى الاقليمية والدولية على النفوذ والادوار عبر بوابات الازمات الواقعة على الارض العربية، في حين انه لكثرة اعداد اللاعبين وتعارض المصالح والاجندات فان نيران هذه الحروب ليس في وارد النهايات القربية بل ان القوى الخارجية التي بات لها وكلاء في كل مكان في هذه الازمات تتقدم الان لتخوض هذه الصراعات بالاصالة دون الوكالة او بالاعتماد بشكل اقل على الوكلاء الذين تنحصر ادوارهم وتتوسع حسب الظروف الاقليمية والدولية شديدة الاضطراب والمعقدة الحسابات والتي ايضا لا تدوم فيها التحالفات التي بات غالبيتها مبني على المصالح المؤقتة مع تبدل دائم في الاهتمامات والاولويات لغالبية الاطراف.

هناك من يرى ان المنطقة العربية احترقت بما يكفي بنيران الحروب والصراعات، وان المنحنى يجب ان يذهب الان الى الاسفل بمعنى الهدوء والحلول لكن ذلك ليس شرطا ان يحدث، فالازمة السورية خير دليل على فشل هذه النظرية، كما ان قضية العرب الاولى قضية فلسطين الاولى منذ سبعين عاما تعيش كل مرحلة ظروف اصعب واكثر تعقيدا جراء الاحتلال الاسرائيلي والانحياز الغربي خصوصا الاميركي لهذا الاحتلال وتراخي المجتمع الدولي ان يقول كلمة الفصل في هذه القضايا المزمنة والتي تمثل الظلم باشع صوره، كما انه للاسف لم تعد الاوراق في شان القضايا العربية في ايدي العرب، اذ اندس على الارض العربية وفي مسارح الازمات كل شذاذ الافاق وكل اصحاب المطامع والاجندات والمشاريع وفوق ذلك خلقوا عبر هذه الفوضى البيئة الانسب للارهاب لينمو ويعتاش ويظهر في كل مرة مرحلة باسم وجرائم اكثر بشاعة مما سبق.
المشهد السوري على وجه الخصوص يمثل الصورة الاكثر بروزا في حجم التدخلات والاستقطابات الدولية والاقليمية، فلا تكاد تجد مدينة سورية او حتى قرية دون ان تجد علم وقوات دولة على ارضها، تحت مبررات لا تعد ولا تحصى وتتغير حسب المصالح وافاق التدخل والاجندات والاستقطابات، فروسيا بوتين تدخلت في سوريا لاعلان العودة الى المنطقة والعالم كقوة عالمية كبرى، والولايات المتحدة تحت عنوان حرب الارهاب موجوده في شمال شرق سوريا، وتركيا في شمال سوريا تحت عنوان انهاء انشاء دويلة كردية على حدودها وايران في كل مكان على الارض السورية في تدخل صارخ متكرر في اكثر دولة عربية حتى ان جنرالات الحرس الثوري يتفاخرون انهم يحكمون السيطرة على اربع عواصم عربية واسرائيل تعلن ان الارض والسماء السورية ستبقى مفتوحة لضرباتها مهما كلف الثمن وقائمة المتدخلين هناك لا تنتهي وهذا ينسحب على بقية الازمات او على الاقل مرشحة لان تصل الى هذه المآلات في المراحل المقبلة.
القوتان الرئيسيتان اليوم روسيا والولايات المتحدة هما الاكثر حضورا في المكانة والتاثير في القضايا والازمات في المنطقة، وراس الادارتين في واشنطن الرئيس ترمب وموسكو الرئيس بوتين يشتعلان بالقوة والمحافظة والتشدد واجواء الحرب الباردة الثانية تهب رياحها، وكلا الطرفين يستخدمان القوة اولا في سبيل تحقيق المصالح والنفوذ في العلاقات الدولية وخاصة في منطقة تمور بالازمات والحروب وخلال الاشهر المقبلة هناك حواسم في العديد من الازمات عبر العالم الى المنطقة من كوريا الى اوكرانيا الى سوريا وفلسطين واليمن وليبيا وايران فموسكو جربت كل انواع الحروب والصفقات في سوريا والولايات المتحدة هي اليوم ( ام الصفقات والحروب ايضا) في عهد الرئيس ترمب، والمنطقة تتراوح خلال الاشهر المقبلة بين نذر حروب وهي الارجح ولكن الرئيس ترمب الذي هدد كوريا الشمالية بضربة نووية قبل اسابيع هو الان على وشك عقد قمة مع رئيس كوريا الشمالية فكل الاحتمالات واردة بالنسبة للمنطقة ايضا وروسيا التي تبدو اكثر حزما لم تلبت ان جلست للحوار اياما واياما وتوصلت الى اتفاقات وصفقات مع منظمات صغيرة فكيف اذا وجدت الفرصة مهيأة للعودة الى المنطقة والعالم بلا مزيد من الخسائر والمخاطر