Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jan-2020

هل يشهد العالم 2020.. «اختفاء» نتنياهو وترمب سياسياً؟*محمد خروب

 الراي

يقترب الثاني من آذار، بما هو موعد الانتخابات البرلمانية (الثالثة) في دولة العدو الصهيوني التي تجري في أقل من عام (الانتخابات الأولى جرت في 9 نيسان الماضي والثانية 17/9)، فيما يواصل نتنياهو «معارِكه» على أكثر من جبهة داخلية وخارجية، ليس فقط لمراكمة ما يستطيع من أوراق ومكاسب تسمح ببقائه في الموقع الذي يشغله منذ عشر سنوات متواصِلة، دون أن يجد من ينافسه داخل «الليكود» (تم تتويجه مؤخراً على رأس الليكود بعد أن ألحق هزيمة مذلة بمنافسه داخل الحزب جدعون ساعر)، بل وأيضاً دون أن يقف أحد في المعارضة الضعيفة والمنقسمة ?لى نفسها ليطرح برنامجا ًبديلاً عن حكم اليمين الفاشي الاستيطاني العنصري الذي يُحكم قبضته (وأيديولوجيته العنصرية) على المشهد الصهيوني منذ أيار 1977 عندما أطاح مناحيم بيغن حزب العمل أو ما يسمى زوراً حكم اليسار الصهيوني، وبدأ (اليمين الفاشي) تعميق خطابه على نحو لم يشتت قوى اليسار المزعوم فحسب بل في دفع المزيد من الشرائح الاجتماعية لتبني خطاب التعصب وإعادة إنتاج السردية الصهيونية العنصرية، المحمولة على تلويح لا ينتهي باستخدام القوة العسكرية ودائماً في استغلال الانقسامات/ التواطؤات العربية وخصوصاً الفلسطينية, لت?ذير الاحتلال والحؤول دون قيام دولة فلسطينية أو الاعتراف بأدنى حقوق الشعب الفلسطيني، مدعوماً (الاحتلال) بدعم مفتوح من الإمبريالية الأميركية ومعظم دول الغرب الاستعماري.
 
نتنياهو يعيش هاجس فقدان مستقبله السياسي والشخصي, ولهذا لا يتورع عن استخدام كل ما في جعبته من ألاعيب وأكاذيب وتحريض على فلسطينيي الداخل, حتى لا يدخل السجن أو يذهب إلى صحراء العزلة وفقدان المكانة, التي ينتظره إذا ما وعندما تنجح المعارضة الحزبية الراهنة في استصدار قرار بعدم منحه «الحصانة» البرلمانية التي طلبها رسميّاً، يث يحتدم الجدل حولها الآن, وبخاصة أن رئيس الكنيست الليكودي «يولي ادليشتاين» يرفض تشكيل لجنة تجتمع وتقرر نزع الحصانة عن نتنياهو (كنائب)، رغم توفر تواقيع «65» نائباً معارضاً يدعون الى انتخاب لجنة?كهذه دعم تشكيلها المشتشار القضائي للكنيست.
 
في انتظار ما ستؤول إليه الأمور في شأن «حصانة» نتنياهو، يصعب كذلك معرفة طبيعة الأحداث التي ينتظرها ساكن البيت الأبيض الأميركي في طريقه لانتخابات تشرين الثاني الرئاسية، وبخاصة على الصعيد الدولي (دون إهمال التجاذبات الداخلية الأميركية) بعد أن أشعل ترمب أكثر من حريق في أكثر من منطقة، وبات في وضع لا يحسد عليه ليس بمقدروه مهما علا صوته أو استخدم المزيد من القوة العسكرية وسلاح العقوبات الاقتصادية، الاطمئنان إلى إحراز «نصر حاسم» في المعارك التي يعتزم خوضها أو تلك التي يستدرج أويُستدرج إليها، وبخاصة في منطقة مشتعلة?كمنطقتنا, التي تبدو (رغم كل التشاؤم والإحباط اللذين يفرضان نفسيهما عليها) إنها بصدد استعادة التفاؤل والقدرة على دحر العدوان الصهيوأميركي الذي تجاوز كل الحدود.
 
خروج نتنياهو وترمب من المشهدين الإقليمي والدولي, لا يبدو مُستبعداً رغم كل شيء.