Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jul-2017

اتفاق.. وثغرات كثيرة!! - صالح القلاب
 
الراي - «الشياطين تكمن في التفاصيل» فإتفاق جبهة الجنوب الغربي السورية غير مضمون صموده فالتجارب، تجارب الأكثر من ستة أعوام الماضية، علمتنا وعلمت غيرنا أنَّ بين كل وقف إطلاق نار وآخر يجسد هذا النظام ومعه حلفاؤه الروس والإيرانيون وقائع جديدة على الأرض وفي السياسة وآخر كل هذا «بدعة» إتفاقيات المناطق الأقل توتراً وكأنه مسموح أن يكون هناك توتر ولكن بنسبة أقل مما هو معتاد والحقيقة أن هذه مناورة مكشوفة ستثبت الأيام المقبلة أن وراءها لعبة قد لا تدركها ولا تدرك أبعادها هذه الإدارة الأميركية التي لا تزال تتعاطى مع الأزمات الدولية، وخاصة أزمات الشرق الأوسط، بأساليب يغلب عليها الإرتباك أيْ «مرة رِجْلٌ في الفلاحة ومرة أخرى رِجْلٌ في البور»!!.
 
والملاحظ، وهناك ملاحظات كثيرة، أنه تم تجنب الإشارة إلى أنَّ إسرائيل شريك أساسي في هذا الإتفاق إذْ إن البعض يتساءل: ما العيب يا ترى في أن تقال الحقائق وبكل وضوح طالما أن الإسرائيليين أصبحوا يشكلون رقماً في معادلات هذه المنطقة، و.. شئنا أم أبينا، وطالما أنهم لا زالوا يحتلون هضبة الجولان السورية وهنا فإن المفترض أن يكون نظام بشار الأسد قد رحل مبكراً وحتى قبل أن يستمزج «دولة العدو الصهيوني» في الخروج من كل هذه الأزمة بإقامة «دولة ساحلية» له ولأتباعه على أنقاض الجمهورية العربية السورية.. التي وللأسف التاريخي لم يبق منها إلاّ: «ما يشبه باقي الوشم في ظاهر اليدِ»!!.
 
إنها أمنيةٌ غالية أن يصمد هذا الإتفاق وأن تبقى سورية هي الجمهورية العربية السورية التي نعرفها وأن يرحل هذا النظام لتصبح بعد كل هذه التجارب المريرة دولة مؤسسات ديموقراطية ولكل أبنائها وبدون أي محاصصات طائفية وأي هيمنة مذهبية.. ولكن علينا في هذا المجال أن نتذكر وبكل حسرة وتحسُّر بيت الشعر العربي القائل :
 
وما نيل المطالب بالتمني
 
ولكـن تؤخذ الدنيا غلابـا
 
ثم وإن ما تجب الإشارة إليه هو أنه بالإضافة إلى إخفاء أن إسرائيل رقم رئيسي في هذه المعادلة الجديدة، معادلة الجبهة الجنوبية السورية، جرى أيضاً تجنب ذِكْرِ إنَّ الشرطة العسكرية الروسية هي التي ستكون مخولةً بتطبيق وضبط هذا الإتفاق عسكرياًّ وأنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أطلق تصريحاً لا نعرف لماذا لم يتم التوقف عنده قال فيه أنه لا بد من التنسيق مع الحكومة المركزية، أي نظام بشار الأسد ، لتنفيذ إتفاقيات المناطق الأقل توتراً هذه.
 
مما يعني أنَّ مخاوف المعارضة السورية، التي هي مخاوف غالبية الشعب السوري، من أن نتيجة هذا كله ستكون العودة بالأمور إلى ما قبل مارس (آذار) عام 2011 محقة وهذا من غير الممكن القبول به بعدما حصل كل هذا الذي حصل وحيث تشير التقديرات إلى أنَّ محصلة الأكثر من الأعوام الستة الماضية تصل إلى قرابة مليون شهيد وقرابة ما يزيد عن خمسة ملايين مهاجر ولاجئ وهذا بالإضافة إلى كل هذا الدمار والخراب الذي حول بعض المدن والقرى السورية إلى أكوام من الحجارة والأتربة.