Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Jul-2015

معاً.. كي يكون لشبابنا حصّة في مستقبل العالم
الرأي - 
بقلم: مارتنروسكي وويليامريس
يسعدني أن أتشارك في كتابة هذه التدوينة مع مارتن روسكي، المدير التنفيذي للبرامج في مؤسسة»صلتك». ففي الواقع، عملت كلا مؤسستينا يداً بيد، وتضافرت جهودهما لسنوات عديدة، بما فيه صالح الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وعقدنا مؤخّراً في العاصمة الأردنيّة عمّان مؤتمر «توظيف الشباب العربي: تعزيز الحلول المبتكرة للتحديات العالقة»، والذي ركّزعلى أهميّة الشراكات في تعميم نجاحات مبادرات تشغيل الشباب في المنطقة، وتوسيع نطاقها.
 أشار أحد رواد الأعمال الأردنيين الواعدين: «ليس من الضروري للمرء هنا أن يختار بين إطلاق أعمال ناشئة مبتكرة أو تقليدية، فالجمع بين الأمرين ممكن في ثقافتنا». فأجابته شابة أطلقت حديثاً مشروعها الاجتماعي الذي يهدف لتحسين البيئة المحلية: «نعم، ولكن مهما فعلنا، فعلينا نحن الشباب أن نواجه بأنفسنا للتحديات الاجتماعية والاقتصادية الهائلة التي تواجهها المنطقة، من دون أن ننتظر الحكومات، أو أي جهة أخرى، لتفعل هذا بالنيابة عنا».
كان هذا جزءاً من حوار دار بين رائدي أعمال اجتماعية شباب، ضمن مؤتمرعُقد مؤخراً في العاصمة الأردنية عمان، واستقطب قرابة 500 شخص من أصحاب الأعمال والمسؤولين الحكوميين، ومن الوجوه البارزة في المجتمع المدني، إلى جانب رواد شباب من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتصدر جدول أعمال المؤتمر موضوع مهمّ وهو: بناء قوة دافعة لتلبية الحاجة الملحة لتوسيع فرص العمل وريادة الأعمال في المنطقة بأسرها. فمعدل البطالة بين الشباب العرب، هو الأعلى في العالم حالياً، إذ قفز من 24% في 2009 إلى 29% في 2014. وينذر ارتفاعه المستمر بخطر أكبر في المنطقة بأسرها، قد يخلف ملايين إضافية من الشباب الذين يكدحون لإيجاد عمل لائق، يسدّ رمق عائلاتهم ويعينهم على العيش بكرامة.
لقد عملت مؤسسة «صلتك» والمنظمة الدولية للشباب سنواتٍ معاً في بلدان عدة في سائر أرجاء المنطقة، بغية وضع استراتيجيات جديدة واستقطاب شركاء جدد لعكس اتجاه هذه الإحصائيات المثيرة للقلق. ويجمعنا الالتزام العميق بضمان أن يتمكن عدد أكبر من الشباب العرب من استغلال كامل إمكاناتهم وقدراتهم، وبناء مستقبلهم ومجتمعاتهم. ولهذا السبب، فقد اشتركنا في رعاية مؤتمر عمّان بهدف المساهمة في عرض البرامج والاستراتيجيات التي أثبتت تأثيرهاالمستدام على حياة الشباب. أردنا أيضاً أن نجمع معاً الأطراف المؤثرة الرئيسية، كي تحشد الموارد بهدف توسيع نطاق هذه المجهودات الناجحة في عموم المنطقة، ووضع خطط لتطبيق الخطوات اللازمة للمضي قدماًلتحقيق الكثير لجيل الشباب، واستحداث الفرص الاقتصادية بما يتيح لهم الإسهام في بناء مجتمعاتهم.
وفي الحقيقة، فإن معدلات البطالة المرتفعة بصورة غير مقبولة بين الشباب العرب تعود إلى عوامل مركبة عديدة تشمل سنواتٍ من الظروف الاقتصادية غير المواتية، والتوجّهات الخاطئة في منظومة التعليم،والنظم البالية التي أخفقت في إعداد الشباب. وإذا كانت بعض البلدان العربية أطلقت حلولاً ناجعة لأزمة البطالة، تشمل تحديث التعليم المهني وإنشاء صناديق استثمار لدعم برامج الشباب، فإنّ هذه الخطوات أخفقت عموماً في التصدي للمهمة الأكبر التي تتمثل فيإدماج الشباب العرب في اقتصاد سوق العمل العالمي. وببساطة، لم يعد الوضع الراهن مقبولاً، فشباب المنطقة ومناطق العالم الأخرى يدفعون أثماناً باهظة.
ما زالت هناك مهام كثيرة تنتظر إنجازها للتصدي لهذا التحدي المُلِّح، ويمثّل لقاء عمّان دلالة على أننا في الطريق الصحيح لتحقيق التقدّم. وحين استمعنا إلى شباب مفعمين بالحيوية، يصفون نجاحاتهم الريادية وتوقهم لقيادة التغيير، تأكّد لنا مدى انخراط الجيل الشاب فعلياً في العمل على إعادة بناء مجتمعه، من خلال استحداث فرص عمل جديدة، والتطلع نحو المستقبل بأمل.
وفي الواقع، فقد أُنجز تقدم ملحوظ على صعيد بعض القضايا العالقة، من قبيل سد «فجوة المهارات»، وهي الفجوة القائمة بين احتياجات السوق من الوظائف وبين المهارات التي يكتسبها الشباب في المدارس أو برامج التدريب المهنية. وثمة إجماع كبير على أن نجاح الشباب يعتمد على اكتساب مهارات أساسية توازي، أو ربما تفوق، المهارات التقنية والمهنية. وينطبق هذا على الشابات والشباب الذين يسعون لتأسيس أعمالهم الخاصة، وعلى الذين يسعون للانخراط في قوة العمل. إنّ تعليم مهارات، كالعمل الجماعي ضمن فريق، وحل المشاكل، والإقدام على المخاطرة، والتواصل، وإدارة المشاريع، بات توجّهاً ينمو شيئاً فشيئاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونتيجة لهذا، فقد أصبح بمقدور عدد أكبر من الشباب، حتى حملة الشهادات دون الجامعية الذين يكافحون للعثور على عمل، أن يحققوا نجاحاً أكبر.
نحن ندرك أن إحداث تقدم حقيقي، إقليمياً أو عالمياً، يتطلب تغييراً في الأنظمة و»معايير جديدة» تتّبعها منابر التعليم، وبرامج التدريب، والقطاع الخاص، في تأهيل الشباب لوظائف القرن الحادي والعشرين. وهذا يستلزم منا جميعاً توسيع نطاق المبادرات الفعالة والمستدامة بما يعود بالفائدة على مئات وآلاف بل ملايين الشباب، وبالتالي بناء بيئة تدعم الخبرة والتحديث والتعلم المتبادل، وبناء شراكات ذات قاعدة عريضة تضم عدّة أطراف عازمة على العمل، وملتزمة بالعمل معاً ليس لعامين أو ثلاثة أعوام، بل لعقود مقبلة.
لا شك أن استحداث الفرص الاقتصادية، وبثّ الأمل بين شباب اليوم، هي مهمّات شاقة سواء هنا في الشرق الأوسط أو على مستوى العالم. لكن التعاون سبيل التقدم. فتعالوا، وضعوا أيديكم بأيدينا.
 مارتنروسكي، الرئيس التنفيذي للبرامج في مؤسسة صلتك. ويليامريس،هو الرئيس والمديرالتنفيذي لمنظّمة الشباب الدولية