Tuesday 19th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Dec-2018

قانون التجنيد والمتدينين - ميرون آيزكسون
 
معاريف
 
الغد- صادقت المحكمة العليا على تمديد لشهر (حتى منتصف كانون الثاني) بغرض استكمال اقرار تعديل قانون التجنيد. الحديث يدور عن ايجاد تسوية جديدة بخصوص تجنيد المتدينين. هذه القضية ترافق دولة إسرائيل منذ عقود، ولكن في هذه المرة الحديث يدور عن تسوية تمت صياغتها من قبل الجيش الإسرائيلي وتبناها وزير الأمن المستقيل أفيغدور ليبرمان.
حسب رأيي، بالذات الآن يجب بلورة اغلبية ثابتة في الكنيست من الائتلاف والمعارضة، للمصادقة على التسوية. لا يوجد مبرر لتأجيل اضافي، ولا يوجد سبب لإطالة الخلاف حتى ولاية الكنيست القادمة. يجب على الحكومة طرح التسوية للتصويت، ويجب على المعسكر الصهيوني وحزب “يوجد مستقبل” المساعدة على اجازته. حتى لو فازا بتشكيل الحكومة القادمة، ستكون لهما نقطة انطلاق جيدة في أي مفاوضات ائتلافية في المستقبل.
إن بلوغ الدولة ومشرعيها يمتحن، ضمن امور اخرى، بالقدرة على التمييز متى يجدر استخدام ادوات التشريع ومتى لا يجدر. في الكنيست الحالية تحول التشريع إلى اداة سياسية تقريبا مهملة. الامور التي يجب علاجها بطرق اخرى يتم رميها بالقوة إلى داخل بنود قانون زائدة وأحيانا وهمية. مشاكل مؤقتة وشخصية تتحول إلى قانون من خلال ازدراء وسطحية.
وبالذات في هذا الموضوع الحيوي يجري التشريع ببطء يثير الغضب. يمكن أن يتولد الانطباع بأن الحكومة والكنيست يتوسلان تقريبا للمحكمة العليا كي تحل الخلاف. بعد أن يتم هذا الامر بالتأكيد سيهاجمون المحكمة العليا على تدخلها الزائد. اعضاء الكنيست الاعزاء من اليسار واليمين، متدينين وحريديم وعلمانيين: لقد تم استنفاد هذا الموضوع حتى النهاية، هناك تسوية معقولة برعاية الجيش، من فضلكم اثبتوا وجود ما تبقى من المسؤولية العامة، وأنهوا هذا الموضوع.
الشجاعة المطلوبة من وزراء الحكومة هي أن يقروا هذا الموضوع حتى لو لم يكن جميع اعضاء الكنيست الحريديم سيوافقون على ذلك بسهولة. الشجاعة المطلوبة من المعسكر الصهيوني ومن يائير لبيد هي دعم تسوية معقولة حتى لو أن حكومة نتنياهو هي التي بادرت اليها.
نحن نواجه خلافات كثيرة، عدد منها حقيقي وعدد مشحون جدا. يبدو أن هناك احتمال معقول لإزالة أحد هذه الخلافات عن جدول الاعمال، وربما حتى فتح طريق جديدة للعلاقة بين الدولة والجمهور. من المفهوم أن الحل ليس كاملا، لكن من المفهوم أيضا أنه من غير المنطقي والعملي أن نجند جميع الحريديم بالقوة.
صحيح أن الخدمة في الجيش هي حق عام، ولكن يجب أيضا احترام القيمة الحيوية لتعلم التوراة، التسوية المقترحة “تسير بين النقط” وستمكن في المستقبل من توسيع عدد المتجندين والعاملين في اوساط الجمهور المتدين. سيكون مفرحا حقا لو أن المعسكر الصهيوني سينحرف عن ردوده الثابتة والمتوقعة ويسمح بقاعدة لاعادة الحوار المتجدد بينه وبين الحريديم.
سيكون مشجعا اذا أخذ الليكود مخاطرة سياسية معينة ودعم القانون، الذي هو بالفعل مدعوم من قبل حريديم كثيرين.
تخيلوا إلى أي درجة سيكون الامر لطيفا اذا لم تكن في المفاوضات الائتلافية القادمة، بغض النظر عن المشاركين فيها، قضية تجنيد المتدينين ضمن القائمة الثابتة للمطالب.