Tuesday 19th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Dec-2018

لا يوجد تصد جدي - اليكس فيشمان

 

يديعوت أحرونوت
الغد- ثمة لأحد ما في القيادة السياسية، مصلحة في أن تبقى عيون الجمهور تتطلع إلى غزة وآذانه تنصت لما يجري في سورية وفي لبنان، حيث يتصورون مع الجنود ولا يتصارعون مع المسائل الايديولوجية. فمعالجة الانفجار الامني الاخذ في النضوج في جبهة الضفة يفضلون ابعاده عن الأضواء، وهم ينجحون.
في عمليات الارهاب في الضفة قتل هذه السنة عشرة إسرائيليين واصيب 76 شخصا، اكثر مما في جبهة غزة وفي جبهة الشمال معا. ولكن عندما تقع مثل هذه العملية يستيقظون عندنا للحظة، يسألون الاسئلة المجردة، اين كان جهاز الامن العام، ماذا حصل للجيش، كيف لم يعرفوا، كيف لم يمنعوا وماذا عن الردع، وبعدها يعودون للغرق في كليشيه الهدوء الخادع.
بعد كل عملية تنتج القيادة السياسية صلية من التعابير الوطنية الحماسية، اما التصدي الجدي فليس قائما. وحتى عندما يظهر رئيس الاركان ورئيس جهاز الشاباك في الاسابيع الاخيرة أمام لجنة الخارجية والأمن ويحذران من دمّل العنف الذي ينمو في الضفة، لا يكون هذا في الصدارة الا ليوم واحد.
ان المعطيات التي يعرضها قادة جهاز الامن تشير إلى ارتفاع جوهري في مدى العمليات، في محاولات العمليات وفي الاخطارات في الضفة. فاذا كان جهاز الامن “الشاباك” اعتقل في 2017 ما مجموعه 148 خلية ارهابية تنتمي لحماس، فهذه السنة اعتقل حتى الان 250 خلية كهذه. هذه القفزة ليست صدفة. فالفكرة التي توجه حماس – والتي تعتاد إسرائيل العيش معها، هي تدمير السلطة، المس بإسرائيل والوصول إلى تسوية في غزة. من ناحيتها لا يوجد تناقض.
كلما ارتفع عدد الخلايا والمحاولات لتنفيذ العمليات، هكذا يرتفع أيضا الاحتمال في أن تنجح عمليات أكثر في الخروج إلى حيز التنفيذ. وتفيد المعطيات بان الثقوب في شبكة جهاز الامن لم تتسع او تضعف، ولكن كمية السمك اكثر بكثير. فاذا كان احبطت في العام 2017 نحو 400 عملية ذات مغزى (اختطاف، انتحار، اطلاق نار وعبوات)، فقد احبطت هذه السنة 530 عملية كهذه، كل واحدة منها كان من شأنها ان تنتهي بعشرات المصابين.
ان عملية اطلاق النار في عوفرا مساء الأحد هي قطعة اخرى في لوحة الفسيفساء لصورة الارهاب هذه، الاخذة في الاتساع. وفي خلفية تحذير رئيس المخابرات ورئيس الاركان يقبع أيضا تقويم للوضع يقول ان السلطة الفلسطينية أمام مسيرة جدية من الضعف. فليست السلطة فقط في عشية تبديل للحكم، بل ليس في يدها أيضا أي انجاز يمكنها أن تعرضه لجمهورها – وهكذا فإنها تفقد الشارع.
تعد السلطة في الجمهور الفلسطيني جسما عاجزا، بخلاف حماس غير قادرة على الضغط على إسرائيل، وحكومة إسرائيل تفعل كل شيء كي يسير هذا الميل إلى التعمق فقط. حين تضعف السلطة تضعف اجهزتها الامنية، وحين تفقد هذه قوتها تدخل حماس بكامل قوتها إلى الفراغ وتوفر الوقود للطاقات الهدامة التي تعتمل في الميدان. العملية في عوفرا هي تذكير آخر بذلك، سننساه حتى يوم غد.