Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Sep-2017

الجيش السوري يكسر حصار "داعش" لدير الزور
 
دير الزور (سوريا)-نجح الجيش السوري أمس في كسر حصار فرضه تنظيم داعش بشكل محكم على مدينة دير الزور في شرق البلاد منذ مطلع العام 2015 تمهيدا لطرده من المدينة، في هزيمة جديدة تضاف الى سجل الدواعش.
وفور كسر الحصار، عمّت الاحتفالات في صفوف وحدات الجيش التي التقت في قاعدة اللواء 137 المحاذية لأحياء دير الزور الغربية، وتجمع الاهالي ابتهاجا بكسر الحصار على وقع تحليق الطائرات السورية والروسية في سماء المدينة.
ويشكل تقدم الجيش نحو دير الزور وفق محللين هزيمة كبيرة لتنظيم داعش الذي مُني في الاشهر الاخيرة بسلسلة خسائر ميدانية في سورية والعراق المجاور.
وأعلنت قيادة الجيش السوري في بيان أمس ان وحداتها "بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة وباسناد جوي من الطيران الحربي السوري والروسي (...) تمكنت من فك الطوق عن أهلنا المحاصرين". واعتبرت أن هذا الانجاز "يشكل تحولا استراتيجيا في الحرب على الإرهاب".
وجاء هذا الإعلان بعدما أورد الاعلام الرسمي "كسر" الجيش الحصار عن المدينة "بعد وصول قواته المتقدمة من الريف الغربي الى الفوج 137"، وهي قاعدة عسكرية محاذية لاحياء في غرب المدينة يسيطر عليها الجيش السوري وكان يحاصرها داعش.
وهنأ الرئيس السوري بشار الاسد في اتصال اجراه مع قادة الوحدات التي كانت محاصرة في المدينة، بالانجاز الذي تحقق.
وقال وفق ما نقلت حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي "ها أنتم اليوم جنبا الى جنب مع رفاقكم الذين هبوا لنصرتكم وخاضوا أعتى المعارك لفك الطوق عن المدينة وليكونوا معكم في صف الهجوم الأول لتطهير كامل المنطقة من رجس الإرهاب".
ووصفت روسيا، أحد ابرز حلفاء دمشق والتي تدعمها عسكريا بالغارات والمستشارين، كسر حصار دير الزور بـ"الانتصار الاستراتيجي المهم جدا".
وفي طهران، تحدث الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني عن "نجاح لا يقدر بثمن" للجيش السوري وحلفائه في دير الزور.
في القاعدة العسكرية حيث التقت وحدات الجيش، نقل صحفي متعاون مع وكالة فرانس برس مشاهدته مبادرة الضباط من الجهتين الى تبادل العناق، على وقع هتافات "بالروح بالدم نفديكِ يا سورية". ورفع العسكريون علامات النصر واطلقوا النار في الهواء ابتهاجا.
وشاهد بعض الضباط الروس في عداد القوات المتقدمة. وقال انه فور التقاء القوات، حلقت طائرات روسية وسورية في الاجواء.
وقال قائد اللواء 104 في الحرس الجمهوري عصام زهرالدين، الذي كان محاصرا في المدينة وخاض معارك ضد داعش، "اقسمنا بحق الفرات ان دير الزور لن تسقط، اقسمنا ووفينا بالوعد".
على طول الطريق المؤدية من القاعدة العسكرية إلى داخل المدينة، تجمع المدنيون تعبيرا عن ابتهاجهم. وبثت مكبرات صوت في الشوارع اغاني وطنية.
يسيطر التنظيم منذ صيف 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور النفطية والحدودية مع العراق وعلى نحو ستين في المائة من مساحة المدينة.
ومنذ مطلع العام 2015، تمكن التنظيم من محاصرة أحياء عدة في المدينة ومطارها العسكري لتصبح المدينة الوحيدة التي يحاصر فيها التنظيم الجيش.
وشدد التنظيم مطلع العام الحالي حصاره على المدينة بعد تمكنه من فصل مناطق سيطرة الجيش في غربها إلى قسم شمالي وآخر جنوبي يضم المطار.
وبدأ الجيش السوري منذ أسابيع عدة عملية عسكرية واسعة باتجاه محافظة دير الزور، وتمكن من دخولها من ثلاثة محاور رئيسية هي جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوبا من محور مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، فضلا عن المنطقة الحدودية مع العراق من الجهة الجنوبية الغربية.
ودخلت القوات المتقدمة من محور الرقة الى قاعدة اللواء 137.
وتتواجد تلك المتقدمة من جبهة السخنة على بعد نحو 35 كيلومترا من المطار العسكري بعدما اضطرت الى التراجع الثلاثاء على وقع هجمات التنظيم، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ومن المتوقع ان يخوض الجيش مواجهات شرسة في الايام المقبلة لطرد الدواعش الذين يطوقون المطار العسكري وعددا من الاحياء المحاذية له.
ومن شأن سيطرة الجيش على كامل مدينة دير الزور أن تجرد التنظيم من احد ابرز معاقله في وقت خسر أكثر من ستين في المائة من مساحة مدينة الرقة، معقله في سورية، منذ حزيران(يونيو) على وقع تقدم قوات سورية الديمقراطية بدعم أميركي.
وراى الباحث في الشأن السوري ارون لوند في تعليق للصحفيين عبر البريد الإلكتروني ان تقدم الجيش "يشكل من الناحية السياسية انتصارا نوعيا لحكومة الرئيس بشار الاسد ومؤيدي الحكومة السورية وهزيمة كبرى لتنظيم داعش".
واعتبر ان ما جرى يبدو وكأنه "نقطة تحول محتملة في الحرب في شرق سورية".
وتسبب حصار التنظيم للمدينة بمفاقمة معاناة السكان مع النقص في المواد الغذائية والخدمات الطبية، حيث بات الاعتماد بالدرجة الاولى على مساعدات غذائية تلقيها طائرات سورية وروسية وأخرى تابعة لبرنامج الاغذية العالمي.
ويقدر عدد المدنيين الموجودين في الاحياء تحت سيطرة الجيش بنحو مائة ألف شخص فيما يتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن وجود أكثر من عشرة الاف مدني في الاحياء تحت سيطرة التنظيم. وتشير تقديرات أخرى الى ان العدد أكبر.
ومن المتوقع دخول شاحنات مساعدات الى المدينة في الساعات المقبلة.-(وكالات)