Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Oct-2014

.. حين تموّل الوطنية حركة النهوض!*طارق مصاروة

الراي-تستطيع أن تتلمس «الوطنية المصرية» في شأن عام لا علاقة له بالإعلام، ولا بمظاهرة أو اعتصام، فتلك المسرحيات قديمة لم تعد تحركها.
ازعم انني تلمست هذه «الوطنية المصرية» في اقبال الناس على شراء اسهم الاستثمار في مشروع قناة السويس الجديد... فالمطلوب ستين مليار جنيه اكتتب فقراء مصر في 48 حتى الآن، وبقي القليل وهو الآن بين يدي اغنياء مصر.
هذه الجدية التي تعامل بها المصريون مع اسهم الاستثمار في القناة، هي عنوان عزوف المصري عن الالاعيب السياسية، ومن القتل المجاني.. ومن تورط اكبر حزب سياسي بالتحريض العلني على قتل جنود الجيش والامن العام، ففي مصر ينقلب الجيش على وزارة النحاس باشا المنتخبة والحكم الديمقراطي، او ينهزم في سيناء، فذلك لا يغيّر من احترم المصري لجيشه، وحين دعا المشير السيسي الى فتح قناة موازية، وبناء مدن جديدة موازية لبورسعيد، وبؤر فؤاد.. وكلف الجيش بالمهمة الصعبة، واعطاه عاما واحدا لانهائها.. ادرك الناس انهم امام قرار وطني لا يختلف عن قرار تأميم القناة وبناء السد العالي، فحملوه على عاتقهم بشراء سندات الاستثمار، فقد اراد السيسي ان يلجأ الى القوة التي يطال الفقر روحها وخبزها، لا الأحزاب ولا اموال السحت التي مارست اخطر انواع الفساد.. فهو يلجأ الى قوة الشعب الغلاّبة.
مشروع قناة السويس الجديد حرّك روح الشعب المصري، وحرّك الاقتصاد أكثر من اي اجراء ثوري او ديمقراطي.. فالناس تريد انتصاراً بأي ثمن.
.. هذا القرار الوطني يدفعنا الى السؤال: لماذا لا تدعو الحكومة إلى سندات استثمار لتمويل مشروع سكك الحديد الوطنية؟!. لماذا ننتظر استثمار الآخرين وعندنا رؤوس اموال هائلة: روحيّة في ضمائر وسواعد شعبنا.. ومادية في المليارات التي يكنزها الناس في الفلل الفخمة، والتجمعات الغريبة التي نسميها الشركات الاستثمارية المساهمة؟
- كم يكلف مشروع سكك الحديد الوطني؟!
- .. حين تهرب الحكومة من مشروع عظيم تبدأ باستملاكات الاراضي التي يمر منها المشروع، ويتشاطر الناس فيطلبون الملايين.. وينتهي المشروع بلا معرفة.
- لماذا لا تمر سكة الحديد الوطنية من ارض سكة الحديد القديم العثماني؟. كيف استطاعت اسرائيل تحويل الخطوط القديمة الى خطوط عريضة، ووضعت عليها قاطرات حديثة وقودها الكهرباء؟
ما نزال نفكر بعقلية «وقف الهدر في موازنة الدولة» وهي موازنة على قدر الرواتب والتقاعد فقط!! اما الجزء الرأسمالي فبانتظار المحسنين..
الدعوة هي: العودة الى الشعب، واستنهاض الناس، ووضع المشروعات الكبرى بين ايديهم.. فالوطنية الاردنية كالوطنية المصرية بحاجة الى العمل.. لكن ينقصنا التجنيد الجماهيري.. وعندنا هذه القوة شرط رفعها من الشارع الى اشراكها في القرار.