Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-May-2017

\5«الإنجازات».. هي الثوابت! - 3
 
الراي - ليس مستغرباً أن ترفض حركة الجهاد الإسلامي «وثيقة حماس» وأن تقول فيها أكثر مما قاله مالك في الخمر وأن تصفها بأنها «تمس» بالثوابت وأنها «تعيد إنتاج المتاهة التي أدخلنا فيها البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير» فهذا أمر متوقع مادام أن هذه «الحركة» تتبع لإيران وأنها مثلها مثل حزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي وأيضاً مثل «فيلق القدس» الذي يقوده قاسم سليماني تعتبر الولي الفقيه علي خامنئي مرجعيتها إن ليس الدينية فالسياسية وبخاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
 
كانت حركة «حماس» قد سبقت حركة «الجهاد» على هذا الطريق وكانت قد أشبعت قرارات المجلس الوطني الفلسطيني، الذي إنعقد في الجزائر في عام 1988 شتماً وتنديداً تلك القرارات التي أعتبرت تحولاً «إستراتيجيا» في المسيرة الفلسطينية قبل وبعد إنطلاق «المقاومة» في عام 1965، تلك القرارات التي نصت على إقامة الدولة المنشودة على ما أحتل من فلسطين في حرب عام 1967 والإعتراف بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 الذي يعني فعلياً الإعتراف بالدولة الإسرائيلية التي كانت قد أعلنت في عام 1948.
 
ربما أن «الجهاد» لا تعرف أن إقناع الدكتور جورج حبش، الذي لا يستطيع أي فلسطيني ولا أي عربي التشكيك بوطنيته الصادقة وبإلتزامه القومي «النظيف» بهذا التحول التاريخي قد إستغرق ليلة كاملة في إحدى قاعات قصر المؤتمرات في الجزائر وأن إقامة الدولة الفلسطينية المنشودة على ما أحتل من فلسطين في يونيو (حزيران) 1967 يعتبر إنجازاً كبيراً في ظل واقع الحال وفي ظل الظروف والمعادلات الدولية التي لا تسمح بتحرير الوطن المحتل كله ودفعة واحدة.
 
لقد كان صلاح خلف (أبوإياد) أكثر المتحدثين من القادة الفلسطينيين في تلك الليلة الطويلة وهكذا ولأن حديثه الذي كان وجهه مباشرة إلى الأمين العام للجبهة الشعبية التي كانت ولا تزال تعتبر أحد الفصائل الفلسطينية الرئيسية فإن الدكتور جورج حبش لم يستطع السيطرة على عواطفه الجياشة وأنه قد أجهش بالبكاء وبصوت مرتفع مما كان له الأثر الكبير في الإستجابة لتوجهات الذين كانوا يدعون لضرورة تبني برنامج منظمة التحرير الجديد المقترح وفي مقدمتهم (أبو عمار) رحمه الله وبالطبع محمود عباس (أبومازن) ومعظم قادة «فتح» إن ليس كلهم.
 
وهنا فإنه على حركة الجهاد الإسلامي أن تنظر إلى هذا التحول التاريخي، الذي أقدمت عليه حركة «حماس» بعد ثلاثين عاماً من «الممانعة» العدمية، بعين فلسطينية وليس بعين إيرانية فالمؤكد أنها إن هي فعلت هذا فإنها سترى أن عدم التنازل عن «الثوابت» يتطلب تحقيق إنجاز فعلي للشعب الفلسطيني وعلى أساس الممكن.. ويقيناً إن هذا الإنجاز هو إقامة الدولة التي بالإمكان إقامتها، ورغم كل الصعاب، على ما أحتلته إسرائيل من وطن الشعب الفلسطيني في عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. إن «الثوابت» هي ما يتحقق من إنجازات على الأرض وما عدا ذلك فإنه كلام في كلام وحتى وإن كان ببلاغة المعلقات السبع وجزالة ألفاظها .