Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Feb-2017

ارفعوا الأيادي المأجورة عن كلية الفنون والتصميم - أ. د. أيمن تيسير
 
الغد- رداً على مقالة الكاتبة والشاعرة زليخة أبو ريشة، والمنشورة في "الغد" بتاريخ 31 كانون الثاني (يناير) الماضي، حول ما جرى في كلية الفنون والتصميم بالجامعة الأردنية.
لِتجفَ الأقلام وترفع الصحف التي نشبت مخالبها الجارحة بعنف غير مبرر، ومنطق غير مدروس، قاصدة تشويه صورة صرح لطالما عملنا كأكاديميين وفنانين على بنائه؛ "كلية الفنون والتصميم"، منارة تشع أطياف الفن بكل أنواعه، ومرساة لكل من أبحر بريشته، وشرَّع بوتره، ونَصَبَ تمثالَهُ يْمخُر عِبابَ الفنِ والإبداع.
لتصمت الأفواه المُلقنة، ولتلجمَ الألسنة المدججة، ولتحيّد الأقلام التي أنبرت للتسايف في ميدان حربٍ أشعلتها أخبارٌ كاذبة ضد جريمة "ملفقة" بحق كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية. ولتَتَرجل الكاتبة "زليخة أبو ريشة" من على حصان طروادتها القشي، بعد أن دقت ناقوس الخطر لمواجهة جيش مدمج بالعِلم والفن والمعرفة، بعد أن استفزتها أخبار ملفقة لم تتحر "زليخة" صدقها في زمن الاتصالات السريعة وتكنولوجيا المعلومات التي تجاهلت، وحرَّكتها صورة فوتوغرافية وصلتها من أقزام يحاولون بظلمهم إخفاء الحقيقة.
لا يا سيدتي... لا يا مَن خططتِ بقلم الكاتبة المتميزة سطوراً تحاربين بها التطرف... لا وأنتِ المربية الفاضلة التي تقلدت قيادة معركة التنوير للوقوف ضد كل من يدعو إلى محاربة الانغلاق والتعصب... لا وأنت العالمة والمثقفة التي تحارب التطرف بالانفتاح الفكري، واحتكار الرأي بالتنوع الثقافي والديني واحترام الآخر.
كلنا اليوم في مواقعنا كأكاديميين في مكاتبنا في كلية الفنون والتصميم بالجامعة الأم؛ الجامعة الأردنية، وفنانين في مراسم ومشاغل ومسارح ذلك الموقع الذي استباحه قلمك الذي اسْتُعمل للتشويه والتلفيق والتلاعب بالعواطف وأنت بعيدة كل البعد للفوز بأي سبق صحفي أو تسويق إخباري.
فالذي تناولته مقالتك الجائرة يا سيدتي "زليخة" بعيد كل البعد عن الصحة وكنتِ من خلاله تخطين كتاب كراهية موجها من غير وجه حق... لمجرد أن إحداهن قد نجحت، كما نجح من خلق "داعش"، في دّسّ سم الخبر في حبر قلمك فتأول أن موظفي كلية الفنون والتصميم قاموا بهدم مشروع تخرج إحدى طالباتها القدامى وقاموا بإهداره في مكب النفايات. 
كتبتِ عن حدث لم تستقص منشأه، واستقرأتِ صورة لم تعرفي محتواها، وأصبحتِ مدافعة عن جرم ارتكب بحق كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية.
ما كتبتِ ليس صحيحاً، فالمشروع هو عمل غير مكتمل لطلبة كانوا على مشارف التخرج في تخصص النحت، وكانوا من شدة حرصهم على أعمالهم أن تخرجوا ولم يكملوها ولم تر النور، فقبعت في ظلام مخازن الكلية تعاني رطوبة وإهمال من استلهمها وتشكو نسيان بنانَ من شكلّها. وبعد أن ضاقت نوافير الخطر ومراسيل التذكير منذ العام 2013 في استدعاء صاحبة المشروع لتأتي فتكمله أو تنظر بعين العطف عليه ليصبح منحوتة تشهد بنبوغ منها. ومرور 3 سنوات كفيلة بإجهاض أي منحوتة طينية لم تكن هي الموجودة في الصورة الفوتوغرافية التي عُرضت ولم تستحق من صاحبتها كل هذا العويل والصراخ الذي استنفدت.
إن الحدث فريدٌ حقاً بسبب إهمال المنحوتة من قبل "مبدعتها"، وخارقٌ أيضاً بسبب تخبطك في عرض ما هو بعيد عن الحقيقة، ومجزرة حقاً بحق كلية ضمت بين جدرانها فنانين عشقوا الفن تحت سقف كليتهم مني أنا عميداً وأستاذاً وفناناً ومن زملائي الأكاديميين والفنانين قادة الفن المعاصر محلياً وعربياً ودولياً، مثل مهنا الدرة إلى غسان أبو لبن وحازم الزعبي وجهاد العامري مروراً بخلدون حجازين وشنيار العبدالله وآخرين. هل ممكن أن يتحول كل هؤلاء إلى "مجرمي فن"؟! هل يعقل أن من قام وبنجاح باهر بعقد أول مؤتمر لكلية الفنون والتصميم أقيم هذا العام بعنوان "الفنون في مواجهة التطرف والإرهاب" يمكن يُقدم على "تحقير الفن" "وتدعيشه"؟! أنتم من تقفون ضد الثقافة. 
وأطلب منك ومن الفنان المعماري الأركيولوجي عمار خماش تحري الحقيقة واستكمال التحقيقات "لتعيدي الحق لمن استحقه واستبدال الجهل والقبح في تغيير الحقائق إلى كشف الوجه المضيء لكلية سابقت الزمن بنضج منجزاتها وسمو أهدافها فتفوقت في تحقيقها مع تواضع امكانياتها. نعم، فلترفعي قلمك مرة أخرى لتشيحى ذلك الوجه القبيح الذي خططتِ وتفصحي عن وجه الكلية المشرق الذي جهلتِ.
 
*عميد كلية الفنون والتصميم - الجامعة الأردنية
 
*عميد كلية الفنون والتصميم - الجامعة الأردنية