Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Aug-2019

صمود المقدسيين*عبدالحميد الهمشري

 الدستور-نتنياهو يعلم جيداً أن فشله في الانتخابات المزمع إقامتها في أيلول المقبل تعني أفول نجمه كسياسي يتحكم في صنع القرار في الدولة العبرية وبالتالي فقدانه للحصانة التي تحميه من ملاحقات الفساد التي تطارده وزوجته ، لذا تراه يسعى لنيل رضى اليمين الصهيوني المتطرف بمختلف أحزاب ذلك اليمين ليبقى في قمة السلطة .

 نتنياهو يرتكز في عقائده على أفكار جابونتسكي التي استضاء بها الكتير من القادة في الدولة العبرية من أمثال بيغين ونتنياهو، جابونتسكي هذا يعتبر الاب الروحي للفكر اليميني المتطرف في الدولة العبرية ، وأحد أكبر رموز التطرف في تاريخ الحركة الصهيونية ، فالرؤية الاستراتيجية التي طرحها ما زالت تؤثر في صياغة الاستراتيجيات الامنية والسياسية لدى دولة الكيان الصهيوني.
فقد حدد أهدافه من خلال إقامة الدولة اليهودية (العبرية) على ضفتي نهر الاردن، واعتبر ان الوطن القومي هو الوسيلة الفعالة لإقامة هذا الهدف، وكانت خطته قائمة على الاستيطان المكثف وطرح برنامجا يدعو لنزع ملكية الاراضي العربية لتصبح يهودية من اجل استيعاب الهجرة اليهودية، لهذا كانت رؤيته الخاصة بان المساعدة الدولية هي من ستحقق كل ذلك، بطريقة تمنع العرب من محاولة الاعتراض، وقد جاءت بعد ذلك فكرته في تأسيس حركة شاملة لتغيير السياسيات الصهيونية وجدت استقبالا قويا عند الشباب الصهيوني وحملت اسم « عصبة تصحيح السياسة الصهيونية» او ما نطلق عليه الحركة الصهيونية التصحيحية.
قدم جابوتنسكي فكره من خلال سلسلة من المقالات التي طرحها بأكثر من لغة وقد كانت الاساس فيما اتبعه اليمين المتطرف لإدارة مستقبله، ومقالته «الجدار الحديدي» هي شرح عملي ومفصل لكل ما يريد ان يصل اليه، 
حيث طرح من خلال مقاله «الجدار الحديدي» ، فكره القائم على استخدام القوة والعنف لفرض الامر الواقع على اصحاب الارض لإرغامهم على الاستسلام للاستعمار، فبدأ مقاله بالحديث عن استحالة وجود أي اتفاق طوعي مع العرب من اجل السماح بالهجرة والتي ستؤدي الى تغير ديمغرافي وسياسي في المنطقة، مستشهدا بما يرويه التاريخ، فلم يحدث ان قبلت أي دولة بالاستعمار طوعا، وكل الشعوب سواء كانت متحضرة ام لا كانت تقاوم الاستعمار، لأنها تعتبر ارضها وطناً قوميا لا تقبل فيه القسمة، أو أي سيادة جديدة سواء كانت بهدف الاحتلال او الشراكة او حتى التعاون، وقد كرر الجملة ذاتها اكثر من مرة « الشعوب تقاوم الاستعمار طالما كانت تملك ادنى امل في التخلص من هذا الاحتلال»، في محاولة منه لتبرير ما يطرحه من افكار لسحق هذا الامل مؤكداً ان العرب ليسوا اغبياء كما تحاول بعض القيادات الصهيونية الترويج، فهم وان كانوا متأخرين عن اليهود ما يعادل 500 عام وفق زعمه، ولا يملكون التصميم والقدرة على التحمل التي يملكها اليهودي، الا انهم يمتلكون حب غريزي لفلسطين يجعلهم يفهون ما يريده الصهاينة من هذه الارض مهما حاول الصهاينة تجميل اهدافهم وجعلها نقية، وعلى هذا فأنهم سيظلون يقاومون لمنع تحويل فلسطين الى «ارض اسرائيل».
وعلى هذا النهج كما أسلفت يسير نتنياهو في الاستيطان ومحاولته المستميتة بداية لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً تمهيداً للاستيلاء عليه وهدمه بالكامل وإقامة الهيكل المزعوم مكانه.. الدور الهاشمي فاعل وناجح في حماية المسجد الأقصى وباقي المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس لكن عدونا الصهيوني يحاول وباستماتة شق الصف العربي الإسلامي بمحاولات إنهاء الوصاية الهاشمية على المقدسات لذلك سعى من خلال تصعيده الأخير فرض سياسة الأمر الواقع بالقوة وما كان له ان يفعل ذلك لولا الدعم الأمريكي المطلق لممارساته النكراء هذه وأصوات النشاز التي تخرج من هنا وهناك حول الموضوع ، لكن الحق يعلو ولا يعلى عليه فصمود المقدسيين والإصرار الهاشمي على حماية الأقصى يحول دون تحقيق حلم نتياهو البائس.