Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Mar-2017

روح قتالية - رآن ايدلست
 
معاريف
 
الغد- "في المرة القادمة التي ستطلق فيها سورية النار عليها، سندمر دفاعاتها الجوية"، أعلن وزير الأمن وحول الرد السوري القادم إلى مبرر وسبب للحرب. وبشكل مواز، يتحدث الجهاز العسكري (عن طريق تحذيرات المحللين العسكريين) عن أن فصل الصيد في سورية قد انتهى، إلا اذا فرض المستوى السياسي الاستمرار في الاستفزاز. السؤال المقلق هو: هل يمكن أن هناك أحدا يريد الحرب هنا بشكل متعمد، كنوع من اريئيل شارون في العام 1982 أو إيهود اولمرت في العام 2006.
لنتذكر: جميع حكومات إسرائيل لم ترغب في الحروب. نحن فقط نرد على التهديدات، ولهذا السبب هي نشبت. هكذا جررنا من الرد المحلي والصدفي إلى العمليات المحدودة، ومن هناك إلى الحروب في مصر ولبنان وسورية وقطاع غزة والانتفاضات التي لا تنتهي في الضفة. الديناميكية متشابهة دائما: طنجرة الضغط الفلسطينية أو حزب الله. إسرائيل ترد على أي عمل وكأنه فيل مسرع وتبدأ كلمات من نوع "تصعيد" في التحليق في الهواء والاستوديوهات.
الطريقة لفهم كيف يمكن أن ننجر غدا مرة اخرى إلى الحرب التي لا نريدها، تستوجب الحفر في عملية اتخاذ القرارات التي حركت في الاسبوع الماضي عملية القصف في سورية. السؤال هو هل هناك أمر ثابت من قبل المستوى السياسي في قصف كل سلاح في طريقه إلى لبنان. ولا تسألوا اسئلة خاصة. السؤال يجب أن يسأل لأن حروب إسرائيل لها انماط التدهور والكارثة: في معظم الحروب ننجر بسبب اعتبارات لا تخص الامن الإسرائيلي الخالص أو الوجود الإسرائيلي. لهذا يجب علينا سؤال السؤال الاضافي: بماذا يسهم القصف الاخير في أمن إسرائيل؟ الجواب: إنه لا يساهم بأي شيء.
أنا آمل أن لا يكون أحد يعتقد بشكل جدي أن نتائج القصف تردع التسلح، سواء لسورية أو حزب الله، أو تقلل من كمية السلاح الموجه لإسرائيل، أو تقلل من تهديد الصواريخ – 100 ألف صاروخ وأكثر – هل تذكرون؟ الجيش الإسرائيلي مُعد لكبح أي تهديد على مستوى العمل الكثيف والمسؤولية عن التشغيل ملقاة على المستوى السياسي. المستوى السياسي الآن يركز على ايران: "80 في المئة من مشكلات إسرائيل مصدرها ايران"، قال نتنياهو. في البداية كان التهديد النووي، الذي تلاشى مع الاتفاق الذي لم يكن من المفروض أن يوقع، الآن يتم الحديث عن تدخل ايران في خط سورية – حزب الله والتهديد الايراني باستمرار السيطرة على هضبة الجولان.
من اجل تأييد العمل العنيف للجيش الإسرائيلي في سورية، اعادت ماكينة الدعاية الحكومية ايران إلى مركز الخريطة. مثلا نشر التقارير حول المليشيا الشيعية في العراق التي تعمل بدعم من ايران، والتي اعتبرت أنها الوحدة الخاصة لتحرير هضبة الجولان من الاحتلال الإسرائيلي، هذا كلام فارغ، كم من المقاتلين في هذه الوحدة التي تهدد سيطرة إسرائيل في الجولان؟ 14 شيعي مع لحى مخيفة وعيون متقدة، اضافة إلى الطباخ والسائق؟.
سورية بعد الاتفاق، غدا أو بعد سنة، لن تفتح الحرب أو تستخدم الارهاب من اجل هضبة الجولان، بل ستسير وفق تفاهم دولي وعربي وتأييد قرارات الامم المتحدة التي تقول إن هضبة الجولان ليست جزء من إسرائيل.
المشاكل الحقيقية في الصراع الإسرائيلي على هضبة الجولان هي التنسيق الأميركي الروسي التركي حول مستقبل سورية والمحادثات التي تتم بين الاطراف من اجل التوصل إلى اتفاق تقاسم السيطرة. ومن هو الذي خارج اللعبة؟ إسرائيل نتنياهو. رحلات التنسيق إلى بوتين لم تثمر عن اجابة حقيقية حول المطلب الإسرائيلي بهضبة الجولان. ليس لبوتين مصلحة في الموافقة على الحاق الضرر بحلفائه السوريين والايرانيين وحزب الله. والاشارة الاولى كانت توبيخ السفير في موسكو واطلاق الصاروخ السوري على مركز البلاد.
الاتصالات بين مكتب رئيس الحكومة وادارة ترامب والبنتاغون لا تثمر هي أيضا عن أي شيء. سياسة الولايات المتحدة تتمحور الآن حول رئيس يتصرف وكأنه تقليد أشقر لـ"باربي". يغرد ويتحرك بين فضيحة واخرى. والصحيح هو أن القصف الإسرائيلي خدم ترامب في استعراض العضلات بالشجار الذي امتنع اوباما عن الدخول اليه. 
ولكن منذ متى تحول الجيش الإسرائيلي إلى جيش مرتزقة للولايات المتحدة؟ هناك حاجة إلى استمرار الصراع من اجل السيطرة على هضبة الجولان حينما تنزف سورية، لكن هناك طرق أقل عنفا وأكثر نجاعة، مثلا التوصل إلى اتفاق خطوط حمراء مع بشار الاسد، مثل التفاهم بين رابين وحافظ الأسد. المشكلة هي: من يضع الاهداف القومية هو المستوى السياسي. في اللحظة التي يكون فيها المستوى السياسي هو بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان، اضافة إلى التهديد العسكري الحقيقي أو الوهمي، لديهما حسابات اخرى. نتنياهو الآن هو جثة سياسية محروقة، والجثة السياسية المحروقة هي أخطر من الاسد المصاب. كيف سنعرف توجهه: انتخابات بسبب تعيين غيئولا هار ايفن كمقدمة لنشرة الاخبار، أم جولة من الحرب تضعنا بالضبط في المكان الذي خرجنا منه، اضافة إلى القتلى والاضرار.
في الوضع الطبيعي، نتنياهو ليس حصان المعارك الذي يشم الدم ويتقدم. في هذه الاثناء، حيث وضع في الزاوية وينتظره وزير أمن يعارض الانتخابات الآن ويفضل الرهان على اللعب بالنار. يقولون إن ليبرمان هو البالغ والمسؤول في الحكومة. وقبل الانتخابات يجب أن يقدم لجمهوره، لو مرة واحدة، اثبات على أنه مستعد وقادر على قتل الكثير من العرب. كيف سنعتمد على من يميل إلى القيام بخطوات هي بمثابة النموذج لرئيسه. أو بكلمات اخرى: هل نتنياهو وليبرمان قادرين على تصعيد الهجمات ضد الاهداف السورية؟ حتى لو كان الجواب أن هذا ممكن، يجب أن نفحص الجبهة الداخلية وعدد أكياس الجثث. 
قد يكون باراك على حق عندما انتقد اطلاق صاروخ حيتس. ولكن من الناحية المبدئية، على الجيش الإسرائيلي مواجهة قدرة إيران وسورية وحزب الله. المشكلة هي النوايا. ليست نواياهم، بل نوايا حكومة إسرائيل. لا توجد مشكلة في حرق دمشق وبيروت غدا، لكن توجد مشكلة في الانتصار على حكومة القدس الآن.
FacebookTwitterطباعةZoom INZoom OUTحفظComment