Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-May-2017

عندما تكون خدمة الإنسانية شرطاً للوجود.. - ناديا هاشم العالول
 
الراي - مبادرات عدة يتم إطلاقها محليا وعربيا بمحطات متعددة تتباين بين الخصب والجدب وما بينهما.. ومع ذلك فالأردن المحاط بإقليم مشتعل يصر على المضي قدما بمبادراته ذات الأبعاد المختلفة المتطلعة لخدمة الإنسانية والإنسان عبر محطات خيْر متنوعة تزداد قوافلها كثافة باقتراب الشهر الفضيل..
 
بالمناسبة أطلقَتْ دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرة «صنّاع الأمل» كامتداد لمبادرة «عام الخير» حيث شاهدنا مؤخرا حفل تكريم كوكبة الخيْر من صنّاع الخير ممّن اشعرونا جميعنا كمشاهدين بان الحياة لا معنى لها بدون عمل الخير.
 
لم اصدق نفسي وانا اشاهد وللمرة الأولى التنافس على صنع الخير عبر بث حي ومباشر تم نقله على صفحة الفيسبووك Hope Makers الخاصة بصناع الخير وكل عام وانتم بخير فرمضان الخير على الأبواب..
 
اما بالنسبة ل «صنّاع الأمل» فهي مبادرة ضخمة أطلقها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كأضخم مبادرة من نوعها، تشكل امتداداً لـ«عام الخير» وتجسيداً لرؤيته، وتسعى لتكريم المشروعات والمبادرات الإنسانية والمجتمعية لأفراد ومؤسسات يسخِّرون جهودهم وطاقاتهم وإمكاناتهم لمساعدة الناس، وتحسين ظروف حياتهم، وإحداث فرْق إيجابي في مجتمعاتهم.
 
وتأخذ «صناع الأمل» على عاتقها التعريف بهذه البرامج الإنسانية، وتوفير الدعم المالي لها لمساعدة أصحابها ودعمهم كي يواصلوا رسالتهم في صنع الأمل ونشره..
 
حيث تم توزيع خمسة ملايين درهم على خمسة فائزين نساء ورجالا من بلاد عربية عدة تكريما لأعمال الخير التي يقومون بها.. في عام الخير..
 
استمعنا الى قصص خمس اثارت فينا الإعجاب العميق المختلط بحزن دفين لبعثرتنا أوقاتنا فيما لا يجدي ولا يفيد على وسائل التواصل الاجتماعي، دون تجييرها لخدمة الانسانية والانسان ولانقاذ ما يمكن انقاذه في اقليمنا المشتعل.
 
الأولى:
 
*نوال الصوفي مغربية تعيش في صقلية – بايطاليا- آلت على نفسها انقاذ الكثير من الغرقى المهاجرين من البحر.. انقذت آلاف السوريين من الغرق عبر تلقيها استغاثاتهم من مكالماتهم الخلوية مستنجدين بها وهم بالقوارب المطاطية التي تتقاذفها الأمواج.. فتترجم استغاثاتهم الى فرق خفر السواحل الإيطالية لإنقاذهم، ثم تتابع مساعدتهم على البر للتاقلم على حياتهم..
 
فهذه آلت على نفسها ان لا تنام على الإطلاق طيلة الليل بانتظار استغاثات المهاجرين لتهديهم كبوصلة خير الى بر الأمان!
 
* والثانية «ماما ماجي»- ماجدة جبران- سيدة قبطية قُتِل ابناؤها الشباب على يد المتطرفين بليبيا بدون اي ذنب ارتكبوه.. سوى انهم وُلدوا في ومِنْ ملّة اخرى..
 
ومن حينها آلت على نفسها ان تطعم وتعتني بأبناء الزبّالين بجبل المقطّم محسّنة من حياتهم بمسيرة خير وعطاء.. سعت لتحسين حياة الإنسان فتصف: «كنت ادخل بيوتهم فاجد الأم تغلي ماء لتوهمهم بوجود طبخ على النار.. شاهدتهم كيف يُغمى عليهم من الجوع»..
 
وفعلا وبالتعاون مع 2000 من المتطوعين أسستْ 92 مركزا لرعاية الأطفال يضم 13 الف طفل.. معيدة لهم انسانيتهم المفقودة..
 
*ومع صانع امل عراقي آخر «هشام الذهبي» الذي التقط مئات من اطفال الشوارع هو وزوجته ليطعمهم ويربيهم ببيته ويعلمهم حتى انه زوّج بعضهم مؤخرا.. محولا بيته الى « البيت العراقي للابداع « حيث درّب المشردين على الفن والرسم والإبداع معلّقا من جهته بأن بعض المشردين تفوقوا على ابنائه بالدراسة..
 
معيدا لهم بذلك انسانيتهم..
 
ثم *الفتاة الكويتية «معالي العسعوس» التي هاجرت لليمن منذ عشر سنوات لمساعدة اليمنيين فعملت 15 مشروعا استفاد منه الكثيرون مثل قنوات شرب مائية لتروي العطاش، ولم تتوقف عند هذا الحد فهي تقيم هي وزوجها باليمن لإرساء المزيد من أساسات الخير هنالك معبرة عن سعادتها العظيمة لكونها تؤسس لعمل الخير..
 
*ناهيك عن اصحاب * «الخُوَذ البيضاء» السوريين الذين انقذوا 94 ألف جريح من تحت الركام وقُتِل العديد منهم اثناء إنقاذ الآخرين، كما اخبرنا مدير المبادرة «رائد الصالح»، وهم مرشحون لجائزة نوبل للسلام خاتما بقوله: نحاول ان نجد الانسانية بمكان انعدمت فيه الانسانية!ُ
 
فعلا ما احوجنا الى تكريم الكثيرين من صناّع الامل ليكونوا نموذجا يُحتذى بها كما يُكَرّم المفكرون والفنانون والمبدعون..الخ
 
والآن آن الأوان لأن نلقي المزيد من الأضواء على هكذا مبادرات لتكون نموذجا يحتذيه الشباب.. والجميل انه تم هذا التكريم على صفحات التواصل الاجتماعي، التي من الممكن ان تكون مصدر فرَج، بدلا من تجيير هذه المواقع والصفحات لكل ماهو سلبي يجلب الشر للإنسانية.. فما احوجنا الى تجييش طاقات الشباب الذي يتثاءب ملّلا لتحويل طاقاته الحبيسة الى طاقات خير وعطاء..
 
متمنين لو يتم إعادة بث حفل تكريم «صناع الأمل» هذا تلفزيونيا ايضا وبشهر رمضان الكريم.. ليكون مشعل خير يهدي الكثيرين للخير..
 
فعلا متابعتنا لمبادرات «صنّاع الأمل» أعادت لنا الأمل الذي يبشّر بان هنالك ثمة خير بين البشر.. بل الكثير منه!
 
hashem.nadia@gmail