Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-May-2017

«ترمب» و «نتنياهو»: كيمياء معدومة! - د. صفوت حدادين
 
الراي - برود اللقاء بين «ترمب» و «نتنياهو» عكستها الكاميرات أمس لحظة وصول الرئيس الأميركي «تل ابيب» إذ بدا «نتنياهو» مرحباً بالضيف بحرارة بينما الضيف في وادٍ آخر بل و سعى «ترمب» لتكريس أقل وقت ممكن للتحية مع «نتنياهو» بالالتفات السريع ل»سارة نتنياهو» و تقبيلها!
 
بالتأكيد «نتنياهو» يشعر بضعف الكيمياء مع الرئيس الأميركي الجديد سيما و أن «ترمب» خيب أمل «نتنياهو» باعلان الدعم غير المشروط لاسرائيل خلال لقائهما في البيت الأبيض و طلب منها بصراحة الاستعداد لتقديم تنازلات من أجل حل القضية الفلسطينية.
 
لا شك أن «ترمب» غير مواقفه بعد أن واجه حقيقة ما يجري في الشرق الأوسط و استمع للزعماء العرب و الأكثر أهمية هنا أن «ترمب» الذي كان يتألم على مواقف «اليونسكو» من اسرائيل ابان حملته الانتخابية و يطلب من «اسرائيل» أن تنتظر يوم توليه للسلطة كي تشعر بفرق الدعم من «اميركا» بات يتعامل مع «اسرائيل» مستخدماً نفس لغة «اليونسكو» و هو مالم تعتده «اسرائيل» من الرؤساء الأميركيين السابقين الذين طالما استغلوا زيارة «اسرائيل» لاعلان الدعم غير المشروط و لو لغايات البروباغاندا و ارضاء اللوبي الصهيوني في «دي سي» أما اليوم ف»ترمب» يتوجه للاماكن المقدسة في «القدس» دون وجود رسمي للسلطة الاسرائيلية و هو بذلك يتبنى موقف «اليونسكو» بشكل غير مباشر.
 
حادثة الدهس في «تل ابيب» أمس جرى استثمارها سياسياً بقوة من اسرائيل بشكل يدفع للتشكيك في تزامن الحادثة مع وصول الرئيس الأميركي و هي محاولة مكشوفة للتأثير على مواقف «ترمب» و تخفيف الضغط على «اسرائيل» التي تشعر بالانزعاج من استحواذ السلطة الفلسطينية على جزء من زيارة الرئيس الأميركي ولقاء «ترمب» بالفلسطينيين هي رسالة سياسية إلى «اسرائيل» لتقديم تنازلات لاحياء عملية السلام؛ مثلها مثل تجميد نقل السفارة الأميركية إلى «القدس».
 
عدم وجود جسور ثابته للثقة بين «اسرائيل» و «ترمب» هي فرصة ثمينة يجب على العرب البناء عليها فالرئيس الأميركي الجديد رغم ضغط اللوبي الصهيوني في «اميركا» ليس في جيب «اسرائيل» و «اسرائيل» تشعر بالقلق من كون «ترمب» شخص لا يمكن التنبؤ بردود افعاله.
 
من الواضح أيضاً أن الرئيس الأميركي يتبنى مبادرة السلام العربية بل و قد خرج من لقاءات «الرياض» بحصيلة وضعها على طاولة الاسرائيليين للنقاش الجاد بما يوحي بقرب انقلاب سريع في جمود مفاوضات السلام.
 
«ترمب» القادم من عالم «البزنس» مهتم بابرام الصفقات السياسية الناجحة و بسرعة، و يبدو أننا أمام انطلاقة جديدة لعملية السلام بالتزامن مع تطبيع مبدئي مع دول عربية عديدة!
 
الصفقات الضخمة التي ابرمها «ترمب» مع السعوديين ستمنحه مساحة تحرك ثمينة في «واشنطن» و ستدعم موقفه المهتز داخلياً و ستمكنه من مداعبة اللوبي الصهيوني لاحراز نجاحات خارجياً بما فيها الضغط على «اسرائيل».
 
الفرصة النادرة للسلام التي تحدث عنها «ترمب» في «تل ابيب» و التي التقطها «نتنياهو» بتمني رحلة طيران مباشرة بين «الرياض» و «تل ابيب» قد تتبلور سريعاً.
 
sufwat.haddadin@gmail.com