Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Apr-2014

ضجة غير مبررة لفيلم «حلاوة روح»
الراي - محمود الزواوي -  انتهت الحملة الشرسة التي تعرض لها عرض فيلم «حلاوة روح» الذي تؤدي الفنانة هيفاء وهبي دور البطولة فيه بقرار رئيس مجلس الوزراء المصري إبراهيم محلب بوقف عرض الفيلم لحين عرضه على هيئة الرقابة للمصنفات الفنية في مصر لاتخاذ قرار نهائي بشأنه.
وفيلم «حلاوة روح» فيلم بسيط من حيث المضمون وضعيف من حيث المستوى الفني ولا يستحق الاهتمام الذي جلبه والضجة التي أثارها. ومن الواضح أن الفيلم أنتج بميزانية محدودة للغاية. وتتعلق قصة الفيلم بامرأة جميلة تعيش في حارة شعبية، وهي متزوجة ولكن زوجها يعمل في الكويت منذ عدة سنوات، ويطمح بعض رجال الحارة في جسدها وتغار نساء الحارة الساقطات من جمالها، ولكنها تحافظ على شرفها. ويشارك في الفيلم عدد من الممثلين القديرين ومنهم باسم سمرة وصلاح عبد الله ومحمد لطفي والفنانة نجوى فؤاد التي تقوم بدور راقصة سابقة تملك مطعما وناديا ليليا وتحاول أن تعرّف هيفاء وهبي أثناء زيارتها للمطعم على أحد زبائنها الأغنياء، ولكنها تفر من المكان.
أثار قرار رئيس مجلس الوزراء المصري موجة من ردود الأفعال المتباينة ما بين مؤيد ومعارض. ومما قاله مخرج الفيلم سامح عبد العزيز «إن ما حدث يندرج تحت بند التهريج، فلا يحدث في دولة في العالم أن تصرّح الرقابة بعرض فيلم ثم تمنعه الحكومة». أما مؤلف الفيلم علي الجندي فقد طالب مجلس الوزراء المصري بمشاهدة الفيلم قبل منعه. وأصدرت جبهة الإبداع المصرية بيانا نددت فيه بقرار رئيس الوزراء وعبرت عن رفضها التام لتعدّيه على سلطة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية. وانتقد عدد كبير من السينمائيين والنقاد والإعلاميين المصريين القرار، معتبرين إياه تدخلا سياسيا في مجال السينما والإبداع. من جانبه، أيد وزير الثقافة المصري صابر عرب قرار رئيس الوزراء، «نظرا لما يتضمنه فيلم حلاوة روح من محتوى مخالف للقيم والعادات والتقاليد المصرية، كما أنه يتضمن مشاهد تخدش الحياء». وذكرت مصادر صحفية مصرية أن وزير الثقافة قرر إحالة المسؤول عن عرض الفيلم لجهات التحقيق المختصة.
وجاء قرار رئيس مجلس الوزراء المصري بمنع عرض فيلم «حلاوة روح» في صالات العرض المصرية بعد عرضه على مدى 15 يوما شهدت حملة من الاتهامات والاتهامات المضادة التي شملت فنانين ونقادا وإعلاميين ومواقع التواصل الاجتماعي. وتزامن ذلك مع منع عرض الفيلم في بعض الدول الخليجية.
وصدر قرار رئيس مجلس الوزراء المصري إثر موجة الانتقادات التي تعرض لها فيلم «حلاوة روح» على خلفية بعض مشاهد الإغراء فيه. وبين الشائعات المتعلقة بتلك المشاهد أنها تتضمن مشهدا جنسيا بين مراهق صغير وبطلة الفيلم. وقد اعتبر المجلس الوطني للطفولة والأمومة، وهو مؤسسة مصرية حكومية، أن الفيلم يمثل «خطرا أخلاقيا» ومن شأنه أن يحمل آثارا سلبية على الأخلاق العامة، إلا أن منتج الفيلم محمد السبكي رفض هذه الاتهامات، وقال إن الفيلم لا يحتوي على أي مشاهد تمس بالأخلاق العامة. وقد شنّ عضو في المجلس هجوما لاذعا في حوار تلفزيوني على الفيلم، إلا أنه اعترف بأنه لم يشاهد هو أو أي من أعضاء المجلس هذا الفيلم.
ويتضح لكاتب هذا المقال بعد مشاهدة فيلم «حلاوة روح» في إحدى صالات العرض بعمّان أن الغالبية الساحقة لمنتقدي الفيلم على أسس أخلاقية لم يشاهدوا هذا الفيلم، وأنهم يبنون آراءهم على أخبار وشائعات وادعاءات وافتراءات مقصودة ضد العاملين في الفيلم، وفي مقدمتهم الفنانة هيفاء وهبي. ومن الواضح أن المخرج وظف طاقات هيفاء وهبي الجمالية لإبراز شخصية امرأة تتمسك بزوجها الغائب وشرفها، وأمام هذا التناقض في شخصية البطلة أفسح المجال لفتح أبواب الانتقاد على فيلمه. إلا أن الفيلم لا يتخطى حدود الذوق السليم للمشاهد البالغ المسموح له بمشاهدة الفيلم ويخلو من قبلة واحدة، مقارنة بالأفلام المصرية الأخرى التي نشاهدها في هذه الأيام.
ولا يقارن ما نراه من المفاتن الجسدية للفنانة هيفاء وهبي، التي لا تقارن بالمشاهد الجسدية الجريئة التي عهدناها في عروض راقصات الرقص البلدي في الأفلام المصرية منذ 80 عاما، دون أن نسمع انتقادا لها من أحد، أو بعروض الإغراء والقبلات الساخنة على الشاشة التي اشتهرت بها ممثلات مثل برلنتي عبد الحميد وهند رستم ومديحة كامل وناديا الجندي وغيرهن كثيرات.