Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Nov-2018

دعوا الجيش ينتصر - يوعز هندل

 

يديعوت أحرنوت
الغد- قبل لحظة من النار التي نشبت أمس كان من الصعب التصديق، ولكن التاريخ لعب في صالحنا: حركة السلام الآن ولدت من جديد في داخل الليكود. وبقيت النداءات متشابهة: "السلام يصنع مع الأعداء"، "خير الاحتواء على الحرب"، "ينبغي استنفاد كل الإمكانيات"، وربما الحجة الأكثر مفاجئة هي انه "لا معنى للقتال لانه في كل حال سنعود إلى النقطة ذاتها". 
بالمقابل، فإن اليسار الإسرائيلي مع انفصام للشخصية شديد بقدر لا يقل: مؤيدو السلام والحل الوسط يؤيدون فجأة اليد الحديدية والحملة العسكرية مع مئات القتلى في الطرف الفلسطيني، باستثناء أن نتنياهو هو الآن بمثابة ما كانوا هم عليه. بشكل نظري بالطبع. وقد حصل هذا ليلة أمس. إذ ان الواقع هنا بات يخلط الجميع. 
"دعوا الجيش الإسرائيلي ينتصر"، كان هو الشعار الذي اخترعه اوري اريئيل الذي كان في حينه في مجلس يشع للمستوطنين في وجه قرار القيادة السياسية احتواء الإرهاب في الانتفاضة الثانية. كانت هذه معركة ايديولوجية – فلسفية يقف خلفها مختبر تجارب كامل في الدم. 
من جهة، كانت تصريحات السياسيين، الصحفيين والأدباء من اليسار ممن ادعوا أنه يمكن الانتصار على الإرهاب. النماذج كلها ضدنا. هكذا ادعوا في كل مكان في العالم تراجعت الدول القوية في مواجهة منظمات الإرهاب والعصابات. الأميركيون في فيتنام، السوفيات في افغانستان، الفرنسيون في الجزائر، وحتى نحن انسحبنا من لبنان إذ لم يكن مفر.
في الجانب الآخر كان هناك من دعوا إلى الدخول عسكريا والحاق الهزيمة بالإرهاب. الاخيرون مع شعار اوري اريئيل كانوا محقين. الجيش الإسرائيلي دخل، حسم وانتصر على إرهاب الانتحاريين. في تلك الأيام الغريبة كان اليسار هو الذي ادعى بانه لا معنى للدخول عسكريا إلى غزة، جنين ونابلس، لاننا في نهاية المطاف سنصل إلى الوضع ذاته. اما اليمين فأراد الحسم. واليوم: عالم مقلوب. 
تجدني واعيا لحقيقة أنه لم يعد شعبيا تبني الأراء الشخصية، فالايديولوجيا اليوم هي نتنياهو، هل أنت معه ام ضده. ومع ذلك، أجد صعوبة في أن أتحرر من المفاهيم التي كانت في حينه. من لم يرغب في الحسم العسكري ومن لم يرغب في اي شيء آخر، سيجد نفسه في حملة عسكرية دون حسم. لا الآن، إذن غدا.
أمام حكومة إسرائيل كان خياران فقط منذ انتهت الجرف الصامد: خطة مارشل دولية في القطاع مع تجريد القطاع من السلاح، مثلما تعهد نتنياهو في اليوم التالي للحملة، أو حملة عسكرية مخططة جوهرها الحسم. ضرب مراكز ثقل حماس، لغة عسكرية كان ذات مرة يفهمها الجميع. لا حلا انتقاليا بمبلغ 15 مليون دولار. هذا وهم. دولة العدو التي بجوارنا في الجنوب، يجب لجمها بالردع. أحد الطرق هو أن يكون لهم ما يخسروه. والثاني هو تصفية النظام- أو الضربة الشديدة له- كي يتضح الثمن. 
لقد كان ادخال قطر إلى الصورة هو لغزا ايديولوجيا لا يقل غرابة. فمنذ زمن غير بعيد انضممت إلى رفاقي من المعسكر الوطني في انتقاد بناء استاد من أموال قطر. دولة تعطي رعاية في الدولة لقيادة حماس مع خالد مشعل لقادة حركة الاخوان المسلمين ممن فروا من مصر، دولة مع علاقات مع داعش ومنظمات جهادية أخرى قاتلت في سورية. 
أمس تحدث عن ذلك نتنياهو لاول مرة بصوته. في الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة مع اعلام حر فإن معظم الانباء عن التسوية الغريبة هذه تأتي من حماس. في الكابينيت الوزاري تملصوا من القول انهم صادقوا على شيء ما حتى الآن. بينيت وليبرمان يدعيان بانهما عارضا، كل واحدة بكلماته. نتنياهو يدعي أنهم جميعهم صادقوا. ولا يوجد حتى ولا واحد مستعد لان يقول ما هي الغاية الاستراتيجية؟ ما الذي يريدون تحقيقه.
دعكم من المقترعين، الذين يبدو انهم لا يهمهم ما قالوه أمس وما يقولونه الآن، إذا كان محظورا أمن مسموحا الحديث مع منظمة إرهاب، محظورا ام مسموحا احتواء المس بسيادة إسرائيل. ولكن ماذا بالنسبة لسكان غلاف غزة، الجنود، المواطنين الذي سيستدعون إلى خدمة الاحتياط. ماذا تريد دولة إسرائيل؟ فليغفر لي اولئك الذين قرروا الهدف بكلمات نتنياهو، العودة إلى الوراء في الزمن إلى شهر آذار هو هدف ليس له أي تفسير أو احتمال: في شهر آذار وقفنا أمام حملة مثلما هو اليوم. 
فقط موضوع حظ وصاروخ يسقط في المكان غير الصحيح. في شهر إذا كانت المشاكل الإنسانية مشابهة. باستثناء انها كانت اقل قليلا. شهر آذار مر، 15 مليون دولار لن تعيده. دور الجيش الإسرائيلي ان ينتصر – هذا ممكن رغم الاقوال الانهزامية – أم ان تشرح ما هي الاستراتيجية البديلة.