Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Nov-2017

سلاح الشرعيات في مواجهة « الخيار الأردني» - بلال حسن التل

 الراي - عندما دعوت في مقال سابق,إلى استعادة أدوار عشائرنا الأردنية, كمكون أساسي من مكونات جبهتنا الداخلية المتينة, باعتبارها سلاحنا الأقوى والأمضى, في مواجهة أية مخاطر تواجه وطننا, بما في ذلك طروحات ما سمي بمؤتمر «الخيار الأردني», الذي تبناه اليمين الصهيوني الحاكم في إسرائيل, كنت أهدف من دعوتي تلك, استحضار كل تاريخنا الأردني, الضارب الجذور في أعماق هذه الأرض.

 
إن هذا الاستدعاء للتاريخ هو أحد مكونات الرد المنطقي والعملي على العبث الصيهوني, الذي وصل إلى درجة من الوقاحة جعلت من لا يملكون شرعية تاريخية, أو حضارية, أو دينية, من صهاينة يحتلون فلسطين, يتطاولون على من يمتلكون الشرعية التاريخية والحضارية والدينية, من الأردنيين وملوكهم الهاشميين, أصحاب الحضور الراسخ في هذه الأرض,مما يجعلنا نرفق مع دعوتنا لاستحضار التاريخ دعوة أخرى لاستحضار الشرعية,لأهميتها في مواجهة الكيان الذي تبنى ما سمي «بالخيار الأردني». وهو الكيان الذي لا يمتلك أية شرعية, ومع ذلك يجرؤ على مناقشة شرعية الآخرين.
 
لقد نسي أو تناسى أصحاب نظرية « النظام البديل» بدل «الوطن البديل», أن الدولة الأردنية الحديثة هي الآن على مشارف الاحتفال بمئويتها الأولى, بعد أن قامت على عقد متين وبيعة شرعية بين الأردنيين وملوكهم من آل البيت, في حين أن الكيان الراعي لمؤتمر الخيار الأردني, لا يمتلك أية شرعية تاريخية أو حضارية أو دينية أو قومية,تؤهله لمناقشة شرعية الآخرين. من أصحاب الشرعيات التاريخية والجغرافية والدينية, فقد قام هذا الكيان الدخيل على قصاصة ورقة, منح فيها من لا يملك لمن لا يستحق, أعني بذلك وعد بلفور, فمن هو المؤهل لمناقشة شرعية الآخر؟
 
نحن أبناء فضاء هذه المنطقة بمكوناتها الجغرافية والدينية والحضارية والعرقية,الضاربة في أعماق هذه الأرض, وفي جذور تاريخها وحضارتها,والذين أغنوا البشرية كلها, بما أعطوه لها من قيم ومن علوم ومعارف. أم حفنة الدخلاء من شذاذ الآفاق وإشكناز أوروبا, الذين اغتصبوا في لحظة ضعف قطعة من أرضنا, وأقاموا عليها كياناً دخيلاً أسموه إسرائيل؟.
 
ما أريد أن اقوله هنا أنه في مواجهتنا لطروحات مؤتمر ما سمي «بالخيار الأردني», الذي يستبطن كل النوايا الصهيونية الخبيثة, من استيطان إلى تطهير عرقي, إلى توسع جغرافي, لابد لنا في هذه المواجهة من أن نشهر سلاح الشرعيات كلها, وفي طليعتها الشرعية التاريخية, فالأردنيون وعشائرهم هم أبناء هذه الأرض, التي لم تخل يوماً من أصحابها الشرعيين, مثلما لم تخل مرحلة تاريخية من مشاركتهم في عملية التدافع الحضاري الإنساني. فنحن أحفاد الأنباط وورثتهم, وهم الذين أهدوا للبشرية «بترا» أحدى عجائب الدنيا, والأهم من ذلك أننا من اخترعنا لها الأبجدية, حافظة كل تقدم بشري, وناقلة العلوم والمعارف عبر الأجيال والحضارات, فماذا قدم «يهود» لهذه البشرية, غير القتل والدمار, وغير المكائد والدسائس,وغير اللؤم والخبث,وغير الربا والزنا؟
 
ونحن أيضاً أحفاد المؤابيين ومليكهم العظيم ميشع. الذي سجل له التاريخ, أنه الملك الذي هزم بني إسرائيل سنة 850 قبل الميلاد, وهي الهزيمة التي خلدها مليكنا ميشع العظيم على مسلته, التي تعتبر من أقدم المسلات التاريخية, التي تؤكد على أزلية الصراع بيننا وبين الإسرائيليين, الذين فاتهم أن أكلتنا الوطنية «المنسف» استمدت تسميتها «حسب بعض الروايات»من نسف ميشع العظيم لكل الاتفاقيات مع بني إسرائيل, رداً على غدرهم, وعلى نقضهم للمواثيق على عادة هؤلاء الغزاة, الطارئين على بلادنا, التي طالما أسمتهم بالعبرانيين, لأنهم مجرد عابرين لجغرافيتها وتاريخها, طارئين عليها,ومع ذلك يجرأون على مناقشة شرعية أصحاب البلاد الأصليين وشرعية نظامهم السياسي.
 
في الوقت الذي يحيي فيه كل أحرار العالم, الذكرى المئوية لوعد بلفور, للتذكير بأن الكيان الذي يرعى مقولة «الخيار الأردني» لا شرعية له, لأنه قام عندما أعطى من لا يملك لمن لا يستحق, لتكتمل دائرة العدوان, بتطاول من لا شرعية له على من يمتلك كل الشرعيات, ثم نتحدث عن معاهدات ومواثيق مع من لا عهد له ولا ميثاق, والذين لا يفهمون إلا باللغة التي تحدث بها معهم مليكنا ميشع أحد صناع شريعتنا التاريخية فوق هذه الأرض.
 
Bilal.tall@yahoo.com