Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Nov-2018

«التحرش الجنسي» جريمة تستحق العقوبة* د.حسان ابوعرقوب
الدستور - 
التحرش الجنسي هو قول أو فعل يحمل إيحاء جنسيا، يتضايق منه الطرف المقصود بالقول أو الفعل: نفسيا أو جسديا أو جنسيا؛ لأنه حصل دون رغبة منه، ويشعره بعدم الأمان.
ثم إن القول أو الفعل السابق يشكل اعتداء على الآخر، وانتهاكا لحقه بالعيش الآمن، وقد جاء الإسلام ليحافظ على أمن الناس وأمانهم، واعتبر الأمن نعمة من نعم الله على عباده، فقال: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) سورة قريش. وكل ما يخل بأمن الدولة أو الأفراد أو المجتمع يعبّر عملا جرميّا في الإسلام، واعتداءً يجب على الحاكم والمجتمع العمل على إيقافه بكل الوسائل الممكنة، ومعاقبة مرتكبيه.
وإن من أهم المقاصد الشرعية التي بُنيت عليها الأحكام الفقهية، حفظ العرض، فكل فعل يتسبب في الإخلال بهذا المقصد النبيل، يعتبر عملا منافيا للشريعة، فيجب العمل على إيقافه، ليعيش الناس حياتهم بأمان.
وقد حذّر الإسلام من مقدمات الفاحشة ونبّه على الإجراءات الواقية منها، فحذّر من الخضوع بالقول؛ لأنه من مقدمات الفعل القبيح، قال لله تعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا) سورة الأحزاب.
 كما أمر بغضّ البصر عما يحرم والاقتصار به على ما يحلّ، قال سبحانه:( قلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) سورة النور.
 كما أمر النساء بعدم إظهار زينتهن إلا ما ظهر منها، ومنع من إظهارها إلا أمام من يحل لهن فعل ذلك أمامه، كي لا يكون إظهار الزينة ذريعة لضعاف النفوس في الاعتداء عليهنّ، قال الله تعالى:( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ ... وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)سورة النور.
فمن مقدمات الفاحشة ما يكون تحرشا بالكلام أو النظر أو الحركة، وعلى  المسلمين أن يسيروا في طريق الوقاية منها.
إنّ التحرش جريمة محرمة شرعا، وتستحق العقوبة التي تتناسب مع حجمها الفظيع، ولولي الأمر أن يقدّر لها العقوبة التي يراها رادعة عن هذا الفعل القبيح،؛ لأن من يتحرش يخلّ بأمان الفرد والمجتمع، ويحاول نشر الفاحشة فيه، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) سورة النور.