Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Apr-2017

مذبحة.. خان شيخون وثوار العصر الرديء ! - صالح القلاب
 
الراي - إعتراض الذين إعترضوا على وصف وزير الخارجية أيمن الصفدي للهجوم الأميركي على مطار «الشعيرات» السوري بأنه :»رد ضروري ومناسب على إستهداف نظام بشار الأسد للأبرياء» إما أنه «مزايدة» رخيصة ومن أجل «الإستعراض» و»شوفيني يا خالة» أو أنه دلالة على أن هناك من لا يزال يخيط بالمسلَّة القديمة نفسها ويعتبر أن هذا النظام، الذي دمر سوريا وأرتكب جرائم حرب بالفعل ضد الشعب السوري، تقدمي وإشتراكي و»أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة»!!.
 
عيب .. وربما أن ثوريي هذا العصر الرديء لا يعرفون أن هذا النظام قد فعل بمخيم «الزعتري» نفس ما فعله في حماه وأن عنوان سيادة سوريا التي يتحدث عنها هؤلاء هو هذا الإحتلال الروسي والإيراني لهذه الدولة العربية وذلك في حين أن عنوان تقدمية هذا النظام هو عمليات التهجير المتواصلة التي هدفها «توطين» كل هذه الشراذم الطائفية المستوردة حتى من أفغانستان من أقلية الـ «هزارا» الشيعية مكان أهل البلاد الأصليين ومنذ فجر التاريخ وكل هذا من أجل إقامة ما يسمونه :»سوريا الجديدة» وتمزيق وحدة هذا البلد العربي ليصبح مجموعة من الـ «كانتونات» المذهبية .
 
لم يعد هناك من «لا يجزم» بأن مذبحة «السارين» في خان شيخون صحيحة وفعلية وأن طائرات نظام بشار الأسد قد أقلعت من هذا المطار الذي تعرض للقصف الأميركي تحمل الموت، بأسلحة الدمار الشامل، لأطفال هذه البلدة المنكوبة إلا حراس الثورة الإيرانية ومعهم بالطبع حزب الله ... وبقايا حزب بهجت سليمان عندنا هنا في المملكة الأردنية الهاشمية وهذا بالإضافة إلى أكثر من ستة وثمانين تنظيماً مذهبياًّ ميليشاوياًّ تم توطينهم في ضواحي دمشق عاصمة هذه الدولة العربية ذات السيادة .
 
نحن في هذا البلد، المملكة الأردنية الهاشمية، نعرف بعضنا بعضاً بصورة جيدة والمفترض أن ثوار وتقدميي آخر زمن يعرفون أن أبواب زنازين سجن المزة قد أُغلقت ولأكثر من ربع قرن على عدد من القادة الأردنيين في حزب البعث العربي الإشتراكي وبدون محاكمة لا عادلة ولا غير عادلة وأن مخيمات بيروت قد أجبر أهلها حصار سرايا دفاع هؤلاء الذين يحكمون هذا البلد العربي وأتباعهم في لبنان على أكل لحم القطط والكلاب السائبة .. وأكل لحم الموتى من بني البشر وبفتوى من بعض شيوخ الدين في هذه المخيمات .
 
ثم والمفترض أن هؤلاء إن ليس يتذكرون فهم يعرفون بحكم أنشطتهم القديمة التي يعرفها معظم الأردنيين أن قوات نظام هذا البلد العربي الذي يرفع شعار :»أمة عربية واحدة.. ذات رسالة» قد قاتلت لإسقاط الحكم البعثي في العراق في إطار القوات الأميركية وبقيادة ضباط أميركيين أصبح بعضهم مسؤوليين كباراً في إدارة دونالد ترمب التي إتخذت قرار ضرب مطار الشعيرات في هذه الدولة السورية «ذات السيادة» .. وأيُّ سيادة ؟!.
 
لقد إعترف الروس «عملياًّ» بإرتكاب نظام بشار الأسد لهذه الجريمة التي هي من أبشع جرائم الحرب، وإن بطريقة ملتوية، والمفترض أن كل من يتعاطى السياسة حتى وإن من قبيل «الهواية» يعرف أن جرائم الحرب تسمح لأي دولة مقتدرة بمعاقبة مرتكبها ولذلك فإن هذا «الإستجواب» التعجيزي لوزير الخارجية الذي عبر ليس عن موقفه وإنما عن موقف الدولة الأردنية من الممكن أن يتحول إلى إستجواب معاكس :»وكيف تجزم أنت بعدم إستهداف هذا النظام لهؤلاء الأبرياء في خان شيخون وبالسلاح الكيماوي»؟!.