Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Feb-2018

محللون إسرائيليون: أصول اللعبة تغيرت بالمنطقة

 

برهوم جرايسي
 
الناصرة- الغد- قال عدد من المحللين العسكريين الإسرائيليين، أمس، إن إسقاط الطائرة الحربية الإسرائيلية فجر السبت الماضي، يدل على أن أصول اللعبة قد تغيرت في المنطقة، وأن التفاهمات التي أعلن بنيامين نتنياهو عن إبرامها مع الرئيس بوتين أظهرت محدوديتها، ولهذا فإن إسرائيل منذ الآن ليست وحدها في الأجواء.
وقال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في جلسة حكومته الأسبوعية، في سعي للتخفيف من حالة القلق الإسرائيلي في أعقاب إسقاط الطائرة، لقد سددنا أمس (الأول) ضربات قاسية للقوات الإيرانية والسورية. أوضحنا للجميع بشكل لا لبس فيه أن قواعد العمل التي نعمل بموجبها لن تتغير إطلاقا – سنواصل ضرب أي محاولة للمس بنا. هذه كانت سياستنا وهذه ستبقى سياستنا".
وقال المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، إنه "في اعقاب اسقاط طائرة الإف 16 (العاصفة)  بصاروخ أرض – جو سوري هناك منذ الآن من يؤبن حرية العمل الاسرائيلية في سماء سورية ولبنان، ولا أقصد حزب الله وسورية، اللتين يتحدثان بلغة الانقلاب الاستراتيجي.. بتقديري، في سلاح الجو سيستخلصون دروسا وسيتعلمون جيدا لماذا هذه المرة، بخلاف آلاف الطلعات منذ  1982، لم ينجح غلاف الدفاع الجوي في حماية الطائرة، وان كان لا يوجد شيء يسمى دفاعا محتملا. فالطائرات تطير في مهام مركبة ولمسافات طويلة، مثلما كان ذات مرة، والطيارون الذين يتمسكون بمهامهم من شأنهم ان يصابوا".
وتابع ميلمان كاتبا، "ان التقدير الاستخباري الاسرائيلي هو ان ايران ايضا غير معنية بالحرب. ويمكن لهذا أن نعرفه من حقيقة أنها لا تبرز الحادثة وتفضل أن تتخذ هذه صورة الحدث السوري- الاسرائيلي، ومثلما ايضا في نفي ايران للادعاءات بان الطائرة تسللت الى اسرائيل". 
وقال محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي بارئيل، إن "الاستراتيجية المعلنة لاسرائيل بمنع تمركز قوات ايرانية في سورية لا يمكنها تجاهل مجمل الاعتبارات السياسية التي تملي نشاطات روسيا وإيران وتركيا في سورية. على الاقل في المستقبل القريب، فان هذه الدول ستستمر في تنسيق نشاطاتها كحليفات وستعمل على منع دخول عناصر اخرى مثل اسرائيل والولايات المتحدة الى الساحة، لا سيما بعد النجاح في اقصاء واشنطن عن كل عملية سياسية وعسكرية في سورية". 
وقال المحلل أمنون لورد في صحيفة "يسرائيل هيوم"، "في نهاية المطاف، العلاقة الطيبة والتفاهم بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس بوتين لا تساعد الا في التخفيف عن الوضع الذي تفاقم جدا في الساحة الشمالية.
ويحذر ضمنا، المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هائيل، من خطر التدهور الى حرب، إذ قال، "ما يقلق بشكل خاص هو حقيقة أنه في هذه الاثناء لا تلوح في الافق شخصية "البالغ المسؤول" في المجتمع الدولي بحيث يتدخل من اجل كبح الاطراف. روسيا التي تستقبل نتنياهو في سوتشي وموسكو مرة كل بضعة اشهر، يبدو أنها تتوافق تماما مع إيران وسورية، أيضا في عملياتهما ضد إسرائيل. في حين أن الادارة الأميركية برئاسة ترامب من شأنها أن ترى في التصعيد في الشمال فرصة كي تجبي ثمنا من إيران، وبالتحديد حث إسرائيل على مواصلة تشددها. ربما أننا الآن في بداية ازمة عميقة، حتى لو لم تترجم بالضرورة إلى مواجهة عسكرية في الوقت القريب".
وسعى الجنرال احتياط عاموس يدلين في مقال له في "يديعوت أحرنوت"، إلى جعل الصورة انتصارا لإسرائيل وجيشها، إذ قال، "إن المحللين الاسرائيليين الذين قلقوا على ما يبدو من اسقاط طائرة العاصفة ساروا بعيدا في القول انه "تشقق التفوق الجوي الاسرائيلي". ما حصل امس يشير بالضبط الى ميل معاكس: فقد ضربت اسرائيل نموذجا عن قدراتها الجيدة في الدفاع عن سماء الدولة".
وقال يدلين، إن "الرسالة الأهم أرسلت الى طهران والى موسكو وتتعلق بان "المشروع لانقاذ نظام الاسد" – ذاك الجهد الاستراتيجي الذي أداره الروس، الايرانيون وحزب الله في السنوات الاخيرة، في خطر عمليا. اسرائيل ليست المعارضة السورية الضعيفة وهي يمكنها أن تضرب النظام السوري وجيشه، بشكل يؤدي الى اسقاطه.
وقال الصحفي والكاتب التقدمي غدعون ليفي في مقاله في صحيفة "هآرتس"، إن "عشرات السنين من التفوق الجوي، وأحيانا التفرد الجوي مثلما في سماء غزة وسماء لبنان، جعلت إسرائيل تتصرف وكأنها ليس فقط التي تسيطر على السماء في الشرق الاوسط، بل هي أيضا الوحيدة التي لا يمكن بدونها. أمس وصل هذا الافتراض إلى نهايته. فإسرائيل ليست وحدها في السماء والثمن مؤلم.