Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Nov-2019

لبنان كـ«مكانٍ» للمُنافَسة العالمِيّة».. عندما تَستثمِر واشنطن «الفَوضى»؟ (1-2)*محمد خروب

 الراي

ما تزال أصداء «الشهادة» التي أدلى بها السفير الأميركي الأسبق في بيروت فيلتمان, أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس حول الوضع في لبنان, تتردّد في جنبات المشهد اللبناني ببعديه..الإقليمي والدولي، إثر خلط هذا الدبلوماسي المُتصهين الأمور, وإن كان سمّى «بعض» الأشياء بأسمائها بعيداً عن لغة الدبلوماسية. لكننا في عصر البلطجة والفجور الصهيوأميركي, على نحو «يُسجّل» لتحالف الشرّهذا, أنه لم يعُد - هل كان أصلاً؟.. يحسب حساباً لأمة العرب أنظمة وشعوباً، ويمضي قدماً في تنفيذ أجندته الاستعمارية العنصرية التوسعية, بعد «اطمِئنانه» أن عرب اليوم في غالبيتهم وبخاصة الأنظمة, قد فقدوا مُقومات وجودهم وجفّ منسوب التضحية والكرامة لديهم, ولم يعد يهم معظمهم سوى المحافظة على كراسيهم.
 
أن يقول فيلتمان: إن لبنان بات «مكان» للمُنافسَة الإستراتيجية العالمية, مُحذِّراًمن «خطورة» وقوع لبنان في أحضان روسيا والصين (وطبعا ايران), يعني أن الأزمة الراهنة في بلاد الأرز والتي بدأت تتكشّف ملامح انخراط سفارات إقليمية ودولية في تأجيجها, وأخذها إلى مربعات جانبية تدعو شعاراتها ضمن أمور أخرى, إلى اسقاط العهد (..) مُتراجِعة عمّا كانت بدأته (مُحِقّة) بالدعوة إلى محاربة الفساد ونهب المال العام, وإسقاط منظومة الفساد, ومحاصصة السلطة بين شخصيات وأحزاب وخصوصاً أمراء حرب وزعماء ميليشيات وطوائف, تلقى دعماً من مرجيعات دينية ذات مصلحة في الشحن الطائفي والمذهبي، يعني أن «المعركة» في لبنان وإن بدت في «ظاهرها» تدور في ميادين وساحات بيروت وطرابلس وصيدا، إلاّ أنها في الواقع تُقاد من غرف السفارات السوداء, التي تُعِز لـِ«احتياطها» الاستراتيجي الذي حافظَت عليه وموّلته وأبقته على قيد انتظار اللحظة المناسِبة, التي حانت ذات شباط من العام 2005 عند اغتيال «مُؤسّس» الحريرية السياسية ببعدها الاقتصادي التدميري, الذي أدخَل لبنان دائرة الفساد والاقتراض المفتوح من الصندوق والبنك الدوليين, ما لبثت ارقام مديونيته ان تجاوزت الأربعين مليار دولار (في عهد الحريري الأب) ثم ها هي الآن تقارِب الـ«90» مليارا.
 
«الثلاثي» الذي يقِف خلف تدهور الأمور في لبنان واحتمال وصولها إلى نقطة اللاعودة.. جعجع، جنبلاط والحريري الابن، نأى بنفسه عن هتافات الجمهور اللبناني الداعية الى مُحاسبة الفاسدين وتقدّمَ الصفوف توهُّماً منه أنه «يَزمُط باللبنانية» (يمزط) من شراكته العميقة في شبكة الفساد الاخطبوطية, التي ميّزت لبنان طوال العقود السبعة التي انقضت على استقلاله (..) وخصوصاً منذ اتفاق الطائف قبل ثلاثين سنة، الامر الذي دعا جنبلاط ليس فقط الى «نعي» الاتفاق الذي كرّسه - بالمناسبة - شريكاً في المعادلة رغم تواضع تمثيله ودوره, وانما ايضا «نعي» عهد الجنرال عون. في انقلاب واضح على ما «تواضع» عليه اللبنانيون واتفقوا, لوضع حد لحرب أهلية كارثية قادها وخطّط لها الانعزاليون اللبنانيون وعلى رأسهم عائلة الجميّل وربيبهم مجرم الحرب سمير جعجع, بدعم مُعلن بالصوت والصورة والوثائق من إسرائيل وأميركا.
 
.. للحديث صلة.