Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Mar-2017

الكتابة رؤية وموقف - ابراهيم العجلوني
 
الراي - الكتابة التي يمكن لغير كاتبها التوقيع تحتها لا تعدو أن تكون تناولاً سهلاً لا يتأبى على عابر السبيل.
 
المعلومات تملأ الطرقات, ومن كان قصاراه من الكتابة أن يملأ وعاءه منها لا يعرف من هذا الفن الخطير الا معنى الجمع والتكديس, وإن بعضهم ليجمع ما لا يملك أن يفهم دلالاته ولا أن يضبطه في ميزان أو يحسن الترجمة عنه ببيان.
 
***
 
يقول أحدهم لنفسه: إن الغفلة متفشية في الناس, وما ثمة رقيب أو محاسب أو متتبع. وهذه الاخبار تتوالى, والمعلومات تتدفق ووسائل الاعلام والاتصال تسيل بما يملأ, الوطاب آناء الليل واطراف النهار, فلم لا أكون كاتباً وأنا ظاهر على هذا كله, ولم لا اعمد الى هذا الكم المتوافر من الكلام فأسلكه في سياقات اضع لها عنوانات, وأرد بعضه الى بعض, وأردف بعضه بعضاً, وأتذاكى هنا, وأدروش هناك وأهوّل هنالك, ثم اتخذ هيئة العالم ببواطن الامور, واعلن نفسي خبيراً مختصاً أو مأمور «تحليل» و»تحصيل», فأكون شيئاً, على رغم آناف الحاسدين, مذكوراً؟
 
***
 
ويقول ناصح أمين لصاحبنا هذا المسكين: أأمنت أن تلتقي بناقد يضرب بمعلوماتك عرض الحائط أو يردها الى مصادرها ثم لا تجد مقنعاً عنده, الا ان يرى لك منطقاً مقبولاً أو فكرة عميقة أو تحليلاً مطابقاً لحقائق الاشياء؟ أم أمنت ان تمنى بمن يقفك على ما في كلامك من لحن اللغة ولحن التفكير في آن, أو بمن يظهر للعيان الخطوط المفضية من «تحليلك» الى تحصيلك, فلا تكون عند الناس الا «اجيراً بكعكة» أو «صنيعة» بالذي يرضيك من مبذول مصطنعيك؟
 
***
 
الكاتب الحقيقي مبدع ذو رؤية وذو موقف, لا بائع كلام يقدّه ويفصّله بحسب الاحجام.
 
والكاتب الحقيقي مرآة روح أمته لا معرض لزيوف الفاسدين فيها ومآرب المتربصين بها..
 
والكاتب الحقيقي ذو شخصية وذو اسلوب وذو لهجة صادقة لا تخطئ أياً من ذلك الذائقة السليمة والوعي العفي.
 
فأين يذهب الادعياء, والى متى ستظل بضاعتهم رائجة والى أي أجل يتبقى هذا الدجل؟
 
***
 
إن خداع الناس, كل الوقت, أمر مستحيل.
 
ومن يطمئن أو يركن الى ذلك تعوزه الفطنة وإن تذاكى.
 
والأمر مرهون – من قبل ومن بعد – بنأمة وعي تكشف المخبّأ من اسباب تكاثر هذا الغثاء, أو بشمعة نور تهزم ما يتفاقم فيه من ديجور.