Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-May-2020

مساندة الأردن في معركته مع إسرائيل وفضح فحوى الضم*سامح المحاريق

 الراي

حتى لو كانت الحلول محدودة فالموقف الأردني المتشدد يمكن أن يجدي نفعاً بالنسبة للفلسطينيين الذين يشعرون في هذه المرحلة بأن قضيتهم لم تعد أولوية بالنسبة للمجموعة العربية، ومع أن اسرائيل حرصت على اقتناص توقيت صعب لتعلن عن خطة استيلائها عملياً على الضفة الغربية ومناطق الأغوار، فإن الوعي بأهمية التوقيت على الجانب الأردني تفاعل ليخرج الملك عبد الله الثاني بتصريحات تبقي الاحتمالات مفتوحة، وتزعج الجانب الإسرائيلي بشكل كبير.
 
لنترك جانباً ما هو استراتيجي ومبدئي بالنسبة للأردن فيما يختص بحل الدولتين، فهو أمر أصبح من المعلوم من الدين بالضرورة للأردنيين، ولنلتقط شيئاً آخر على قدر كبير من الأهمية بين السطور لنتعرف على أهمية النبرة المرتفعة للأردن حتى لو كان توقيتها غير موات نظراً للضغوط الاقتصادية القائمة، وبعض الحيل السياسية التي تمارس من حلفاء اسرائيل في الولايات المتحدة، والتي يبدو أنها تحاول تشويش الأردن بصورة غير مسبوقة سواء من خلال التحدث عن بدائل استراتيجية أخرى، أو مضايقة الأردن بملفات غامضة وحملات يبدو أنها أخذت تنحو إلى عمل ممنهج لاستهداف الأردن داخلياً وخارجياً.
 
ما تفعله اسرائيل اليوم يتمثل في تحويل المناطق الفلسطينية إلى سجن كبير من المعازل العنصرية، وبحيث تتحول الأراضي الفلسطينية إلى جحيم طارد سكانياً، وتحاول اسرائيل أن تضع الكثير من المبررات الأمنية وأن تؤسس حالة من اغضاء الطرف على المستوى العربي لتحولها إلى جزء من التغاضي العالمي عن واقع عنصري لم يستطع العالم أن يتقبله في نموذج جنوب افريقيا.
 
ظهرت في السنوات الأخيرة وقبل الوصول إلى محطة الدراما الفاقعة مجموعة من محاولات الاختراق للجمهور العربي من خلال وجود أطراف اسرائيلية ناطقة بالعربية تحظى بمتابعة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، واستطاعت هذه الحملات أن تجعل الوجود الاسرائيلي أمراً واقعاً، سلباً أو ايجاباً، خاصة مع تشاغل القوى القومية في مطبات الربيع العربي وتفاعلاته، وفي ظل هذه المشاغلة بدت الظروف مهيأة لعملية الالتهام الكبرى من طرف اسرائيل، وهو ما جعل عبارات مثل الصدام أو التهديد مستبعدة عملياً حتى عاودت الظهور مرة أخرى في لقاء الملك مع صحيفة دير شبيغل الألمانية.
 
ستنطلق معركة سياسية صعبة ومرهقة بعضها سيظهر إلى العلن، وكثير منها سيبقى في الكواليس لفترة طويلة من الزمن، ولكن بينما تمضي هذه المعركة فإن فضح الممارسات العنصرية والانتهاكات الإسرائيلية لحقوق وكرامة الإنسان الفلسطيني مسؤولية تقع على عاتق الجميع لمساندة الأردن في معركته التي تأتي في توقيت حرج وظروف صعبة ومعقدة.