Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jun-2017

الباميا - عبدالهادي راجي المجالي
 
الراي - أكثر خبر , سر خاطري في رمضان هو تصريح للزميل نمر حدادين حول ارتفاع صادرات الأردن من (الباميا) , حيث بلغت (45) طنا خلال الأيام الثلاثة الماضية .
 
ماهي أخبار الكزبرة ؟ أنا منذ (30) عاما ولدي أزمة حقيقية في التفريق بين الكزبرة والبقدونس , ومؤخرا دلتني سيدة محترمة في السيفوي على الأمر عبر استخدام حاسة الشم ...فلنعد إلى الباميا .
 
في بلادنا تنتج الحكومات في لحظة كما هائلا من الأزمات , والصحافة أيضا قد تدخل في المحظورات , وتعرض لصراعات تؤجج حقد المجتمع ....وحتى المؤسسات الرسمية , والقطاع الخاص هي الأخرى ساهمت في رمضان بخلق جدل كبير , وحنق لدى الناس بعد قضية الدجاج الفاسد ..بالمقابل (الباميا) هي الشيء الوحيد في الأردن ,الذي أدخل الفرح للنفوس فقد ارتفعت صادراتها .
 
من يزرعون الباميا في الغور والشونة , ليس لديهم طموح بأن يكونوا في مواقع عليا , وهؤلاء لايرتدون ربطات عنق من نوع (بيير كارديان) ..والسيارات التي تقلهم إلى المزارع ليست من نوع (تيسلا) الكهربائية بل هي (بكمات) ديانا ...وهم يعرفون (التفتاف) أكثر من (الفاكس) ..وأوفياء (للبرابيش) التي تؤمن لهم طريقة الري بالتنقيط أكثر من وفائهم ...لجهاز الموبايل الرسمي الذي يحملونه ...وليس لديهم مدراء مكاتب بل كل واحد منهم لديه (بكسة بوليسترين) يقوم برصف (الباميا) داخلها ...وسجائرهم من نوع (كريم) ..وحين يقطفون (الباميا) .. يمسكونها من أعلى وتكون اليد حنونة على تلك النبتة , والأهم أنهم عند بدء عملية القطف يذكرون اسم الله ويدعونه أن يمنحهم محصولا وفيرا ..
 
واللافت أنهم حين يعودون لمنازلهم في المساء , تضع لهم (أم العيال) على الظهر (لزقة جونسون) ..لأن عملية قطف (الباميا) تحتاج لحني الظهر مطولا ..حتى تصل إلى كل حبة على الشتلة ...وربما أحدهم وفي لحظة جني المحصول وحتي يبعد عنه الملل ..يدير جهاز الموبايل القديم الذي يحمله على أغنية قديمة لفريد الأطرش تقول :- ( أضنيتني بالهجر...) ..
 
في النهاية الباميا الأردنية انتصرت واقتحمت أوروبا , ومن ينتجونها هم من البسطاء ...لم يكونوا مشاريع شهادة , غير أنهم مشاريع صبر وألم ورضى ..
 
ونحن ماذا أنتجنا ..أقصد نحن :- حكومات وأحزاب وإعلام ...أنتجنا أطنانا من القلق وصدرناها للعالم , وأنتجنا ..أطنانا من الشك والأسئلة ...وفي النهاية وبكل ما في الوجه من قحط وغياب للماء ..نتجرأ ويرعى البعض حفلات توزيع جوائز ..وأخرى للسمر , وأخرى لأطفال الأيتام ..
 
هزمنا وانتصرت الباميا ..هذا هو الواقع.