Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Feb-2017

هل «الدولة الواحدة» بمواصفات الولايات المتحدة الأميركية ودستورها؟ - د. صفوت حدادين
 
الراي - لا أعرف ما الذي يجعل حل الدولتين أكثر قدسية من حل الدولة الواحدة بالنسبة للقضية الفلسطينية فإذا جئنا لأرض الواقع فإن حل الدولتين يعني قيام كيان فلسطيني هزيل تحت مسمّى «دولة فلسطينية» يجاور دولة متجبّرة هي «اسرائيل» لن تسمح لها بالحياة الطبيعية و هذه الدولة الفلسطينية المفترضة ستقوم على أنقاض المطالبات بفلسطين التاريخية و سيكون عنوان قيامها التفريط بالحقوق الفلسطينية المغتصبة في العام ١٩٤٨ و الاعتراف بدولة اسرائيل و سلطانها بل و أحقيتها بالأراضي المغتصبة و ستتمكن اسرائيل من اعلان الدولة اليهودية و هي حلم المتدينين اليهود.
 
تخلي ادارة «ترامب» عن حل الدولتين جعل البعض يصوّر و كأن فلسطين فقدت للتو بل و رأى البعض في طرح حل «الدولة الواحدة» على أنه ضياع الفرصة الحلم في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، في حين أن حل الدولة الواحدة بإمكانه أن يُحصّل للفسطينيين ما عجزوا عن تحصيله في عقود!
 
سأوفر على القارئ الذي يعتقد أنّي أُروّج لحل «الدولة الواحدة» وقته و جهده بالقول إن حل «الدولة الواحدة» بما تعنيه دولة مدنية ديمقراطية تحتضن قوميتين حل سيهدد كل احلام اسرائيل في اقامة الدولة اليهودية و بالتالي فإن رؤيته للنور أصعب بكثير من رؤية حل الدولتين للنور لأن الدولة الواحدة يجب أن تضمن الحقوق السياسية و المدنية و الدينية لكل من يعيش في كنفها و الواقع الديمغرافي في «اسرائيل» و المناطق الفلسطينية غير متكافئ لدرجة أنه سيدفع بالفلسطينيين لمواقع السلطة في الدولة المنشودة وهذا معناه أن فلسطين قد تعود على طبق من ذهب مع فرق أنه سيكون فيها ١١ مليون مهاجر يهودي هم سكان اسرائيل حالياً و هو ليس بالأمر الجلل لأن الدولة الواحدة الجديدة يجب أن تسمح لكل فلسطينيي الشتات في كل العالم بمن فيهم من حصلوا على جنسيات دول أخرى بالعودة للعيش في الدولة الجديدة و هذا معناه أنها دولة بأغلبية فلسطينية!
 
التفاوض على حل الدولة الواحدة من سابع المستحيلات أن يُفصي إلى نتائج ايجابية سريعة و قد تحترق الفكرة قبل أن يبدأ التفاوض لأنها ليست في مصلحة اسرائيل و حلول لا تعطي الفلسطينيين مواطنة كاملة لن يقبل بها الفلسطينيون. ما يحتاج الفلسطينيون أن يبرزوه للعالم الذي بات يضيق ذرعاً بتعنت اسرائيل و عدم مرونتها تجاه حل للقضية الفلسطينية أن لا حل ممكناً نتيجة عدم جدية اسرائيل في الحل سواء دولة واحدة أو دولتين.
 
من يعتقدون أن الرئيس الأميركي الجديد في صف اسرائيل تماماً عليهم قراءة توجهاته في مؤتمره الصحفي مع نتنياهو إذ بدى «ترامب» كمن يجامل ضيفه فيما التثاقل من الضيف بادياً على محيّاه و من يعتقد أن زيارة «نتنياهو» إلى البيت الأبيض نجحت في دفن حل الدولتين عليه أن يعيد حساباته فالصحافة الاسرائيلية لم تمل من الكتابة عن خيبة أمل نتنياهو من الزيارة خصوصاً أن وعود «ترامب» الانتخابية لاسرائيل ظهرت خجولة في المؤتمر الصحفي الذي صدم «ترامب» فيه «نتنياهو» باعلانه أنه يتوقع تنازلات من أجل الوصول الى الحل متوجهاً إلى نتنياهو بالسؤال: أليس كذلك؟ فكان الرد من نتنياهو ابتسامة شاحبة تعكس الصدمة!
 
القيادات السياسية في أميركا واوروبا لم تعد على ذات المواقف العمياء الداعمة لاسرائيل بل شاب مواقفها الكثير من التغيير و تراجع الدعم لاسرائيل و نمو الاعتقاد بأن اسرائيل وراء المشكلة المتجذرة في الشرق الأوسط. على الفلسطينيين أن يتعاملوا مع حل الدولة الواحدة على أنه فرصة لعودة الحقوق الفلسطينية إلى أصحابها و الواقع على الأرض يفرض تغيير استراتيجيات التفاوض و ١١ مليون يهودي في «اسرائيل» لن تنفتح الأرض و تبتلعهم و قيام دولة واحدة بمواصفات الولايات المتحدة الأميركية و دستورها في فلسطين التاريخية لن يكون تفريطاً بل فرصة منطقية للحل فيما أنا على يقين أنه لن يرى النور لأنه ليس في صالح «اسرائيل»!
 
لا يجب أن يتأخر الفلسطينيون عن التفاوض على الدولة الواحدة.
 
sufwat.haddadin@gmail.com