Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Jun-2019

حين يحكم نتنياهو العالم*إسماعيل الشريف

 الدستور-الليكود هم المتحكمون بالسياسة الأمريكية – روبرت كابسر، واشنطن بوست

هنالك من يسوّق أن ترامب رجل عند كلمته، فقد صرّح قبل انتخابه بأنه سيستولي على أموال العرب وسيعترف بالقدس كعاصمة موحدة للكيان الصهيوني، وغيرها من التصريحات التي ترجمت إلى أعمال تصب في مصلحة الصهاينة على حساب العرب.
في حقيقة الأمر، ترامب هو الناطق الإعلامي ودمية المسرح لمرحلة جديدة في السياسات الأمريكية عنوانها حكم نتنياهو، قد تبدو وجهة النظر هذه غريبة، ولكن لنرى!
لا يختلف اثنان أن سياسات الولايات المتحدة في المنطقة تضر بمصالحها، فقد دفعت الآلاف من أبنائها في حروب عبثية وخسرت تريليونات الدولارات من قوت شعبها، وكرّهت شعوب المنطقة فيها، وزادت العمليات الإرهابية ضدها، وتتنبأ عقول اقتصادية هامة بتفوق الصين القادم على الولايات المتحدة لأن الصين استثمرت في بنيتها التحتية فيما كانت الولايات المتحدة تستثمر في الحروب.
كانت سياسة الولايات المتحدة التاريخية في منطقتنا عنوانها المحافظة على استقرار المنطقة لضمان تدفق النفط، ونعرف جميعا أن اللوبي الصهيوني كان دوما من أهم جماعات الضغط على السياسة الأمريكية، ومع الوقت زاد هذا الضغط ليتغلغل اللوبي في الإدارات الامريكية من خلال المحافظين الجدد.
بدأ المحافظون الجدد كحركة صهيونية في سبعينيات القرن الماضي، وينصب اهتمامها على تحقيق أمن الكيان الصهوني، وفي ثمانينيات القرن الماضي تحالفوا مع المسيحيين المجددين الذين يؤمنون ببناء الهيكل كشرط لعودة المسيح، وبنفس الوقت هاجموا المسيحيين التقليديين الذين حملوهم جرائم النازية، كما وقفوا ضد حزب العمال الذي لم تعجبهم سياساته اللينة مع الفلسطينيين.
ورغم تغلغلهم في الإدارات الأمريكية إلا أنهم لم يستطيعوا تسويق سياساتهم لدى القادة الأمريكان حتى لاحت لهم الفرصة الذهبية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فكانت خطتهم جاهزة بمسمّى محاربة الارهاب، وأحكموا سيطرتهم على السياسة الأمريكية من خلال المستشارين ومراكز الدراسات ووسائل الإعلام، وطغوا بشكل تدريجي إلى أن توّجوا نجاحهم عندما أصبحت الولايات المتحدة ترى الشرق الأوسط بعيون إسرائيلية وتوهمت الولايات المتحدة أن مصالحها تتطابق مع الكيان الصهيوني وأن لا حليف لهم في المنطقة سوى دولة الاحتلال الصهيوني. وبما أن أجندتهم تتطابق مع أجندة الليكود فسيد البيت الأبيض غير المتوّج هو نتنياهو، وويل لكل سياسي يجرؤ على الاعتراض أو التشكيك فتهمة معاداة السامية جاهزة له.
ويعبر المحافظون الجدد عن أفكارهم علانية إلا أنهم ينكرون علاقتهم بالأجهزة الإسرائيلية، وليس شرطا أن يكونوا من اليهود، فثمة طامحون كثر يعرفون أن ارتباطهم بالمحافظين الجدد سيكون بمثابة ورقة الحظ التي ستفتح لهم جميع الأبواب المغلقة.
أبرز سياساتهم هي خلخلة الشرق الأوسط لإضعافه أمام عدوه اللدود، والتصدي للتهديد الديموغرافي داخل الكيان الغاصب، وخلق ظروف من شأنها تقليص دعم الدول العربية المادي والمعنوي للفلسطينيين، حتى يقبل الفلسطينيون بأية تسوية سياسية تعرض عليهم، ثم التخلص من الأيديولوجيا الإسلامية وإخضاع العديد من الدول العربية من خلال مشروع نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط، ومحاربة أي من الدول العربية المتهمة بدعم ما يسمى بالإرهاب، والتمهيد لحكومة موحدة للعالم، وتحقيق مصالح اقتصادية من خلال القوة العسكرية وفرض شروطها على الأسواق.
وهذا يفسرتأجيل صفقة القرن لحين نجاح نتنياهو المدعوم علانية من قبل ترامب  في الانتخابات المقبلة، وفتور وأحيانا تباين من الجانب الأوروبي حيال ما يتعلق بسياسات الولايات المتحدة بالمنطقة، ودق طبول الحرب مع إيران التي لا تشكل أي تهديد للولايات المتحدة، كما كان الحال مع صدام حسين من قبلها فقد ثبت أن تدمير العراق لم يكن سوى لصالح الكيان الصهيوني، وتبرير الحرب بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل كذب، كما هو كذب ادعاء أن إيران تمتلك سلاحا نوويا فقد أوقفت إيران مشروعها النووي حين سقط صدام. وكذلك فقد بينت إيميلات هيلاري كلينتون المسربة في ويكيليكس أن تدمير سوريا ضرورة لبقاء الكيان الصهيوني.
قرار الحرب على إيران ليس بيد ترامب و لا زبانيته، والوحيد الذي يملك هذا القرار هو نتنياهو!