Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Oct-2018

المفكر البحريني علي فخرو يرى أن التنمية المستدامة مرتبطة بإصلاح الثقافة
الدستور - عمر أبو الهيجاء
 
أكد المفكر البحريني د. علي فخرو أن شرط إصلاح الثقافة العربية مرتبط بإصلاح المنظومات التعليمية المتدهورة بالوطن العربي، خصوصا أنها أنتجت عقولا هشة وأفكارا ضحلة قابلة للسيطرة الايديولوجية.
ولفت فخرو إلى أن الرهانات بالنسبة للثقافة العربية كثيرة وتضع الإنسان العربي في جبهة خطيرة متعددة الجوانب، كما أنشأت وضعًا قمعيًا للوضع الثقافي، مبينا أن أزمة الثقافة لا تنفصل عن الأزمات الأخرى التي يعيشها الوطن العربي.
ودعا في محاضرة القاها، مساء أول أمس، في منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، بعنوان «أعمدة الإصلاح الثقافي في العالم العربي»، وقدمه  د. محمد حمدان، إلى أهمية بناء ثقافة عربية تنقلنا من العجز الحضاري المتخلف الذي نعيشه، إلى حضارة عربية إنسانية تسير جنبًا إلى جنب مع حضارات الآخرين. وقال في هذا السياق «بدون هذه الثقافة الجديدة لا يمكن الحديث عن التنمية الإنسانية المستدامة في الوطن العربي، إذ هي أحد شروط تلك التنمية وأحد غاياتها الكبرى»، مضيفا أن «أصول تلك الثقافة ستكون التراث، والواقع العربي، والواقع العالمي، وحاجات المستقبل العربي».
ونبه فخرو إلى أهمية تفعيل الجوانب العملية التنظيمية المطلوبة لإنجاح عملية إصلاح الثقافة العربية وتجديدها وجعلها ثقافة فاعلة في حياتنا العصرية العربية وقادرة على المساهمة بنديُّة مع بقية الثقافات الأخرى، وإخراج هذا العالم من أزماته وعلله. ووفق منظوره، فإن الثقافة تستند على التراث والتاريخ والدين والغيبيات والعادات والقيم والسلوكيات والفنون والعلوم والمأكل والمشرب والأفكار العامة المجتمعية والنظم الحياتية في الاقتصاد والسياسة والاجتماع.
وبيّن أن كل أمة تحتاج إلى نموذج ثقافي واحد لكل مكوناتها البشرية، لكن ذلك، بحسب فخرو، لا يمنع التعددية التعبيرية الثقافية التي تغني الثقافة المشتركة وتصب في مجراها لتزيد من عطائها وتدفُّقها. وشدد على أهمية وجود خصوصية ثقافية لكل أمة، بشرط تلازمها بالإبداع التجديدي مع الثقافات الأخرى، مبينا أن التنوع المناطقي والتراثي واللغوي والتاريخي مطلوب، ولا ضرر من تواجده.
وتساءل المحاضر عن المداخل العملية المفصلية الفاعلة المطلوبة لإصلاح ثقافتنا من جهة ولإحلال ثقافة جديدة من جهة أخرى، مؤكدا في هذا الإطار، أهمية مراجعة التراث ونقده وإعادة تركيب فهمه وتجاوزه إلى الحاضر.
إلى ذلك، أكد د. فخرو أهمية توفر فلسفة تربوية عربية عامة تركز على بناء ذهنية فكرية قادرة على التحليل والنقد والتركيب والتجاوز، وتؤمن بالتعلم الذاتي مدى الحياة، بالإضافة إلى تركيزها على بناء قيم أخلاقية وإنسانية في عقل وروح الطالب، وتعويده على ممارسة سلوكيات جديدة والابتعاد عن سلوكيات خاطئة عاشت مع الإنسان العربي عبر القرون. كما دعا إلى بناء بيئة مدرسية تمارس المبادئ الديموقراطية؛ ليتعلم الطلبة منهجية الحوار وتقبل الآخر والاستقلالية في الفكر وعدم التلقي السلبي لما يقوله المعلم.
أما حول إشكالية التعامل مع الثقافات الأخرى، فقال فخرو إن «بعضهم قد تعامل مع هذا الملف بالخوف من فكر وأنظمة الثقافة الغربية واتجه نحو الانغلاق على الذات والمناداة بالرجوع إلى التراث وإلى ما قاله وفعله السلف الصالح، كما فعل السلفيون الإسلاميون على سبيل المثال».
وربط فخرو عملية الإصلاح الثقافي بالمشروع النهضوي العربي، قائلا إن «الثقافة الجديدة التي نتحدث عن بنائها لن تكون كافية إذا لم تكن ضمن إيديولوجية قومية عربية جامعة ترسخ في ذهن الإنسان شعارات وأهداف ومتطلبات تلك الإيديولوجية الإنسانية المرنة».
وأعتبر أن وحدة الأمة العربية والوطن العربي الواحد، والاستقلال الوطني والقومي عن التبعية الاستعمارية، بما فيها الرفض التام للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة، والديموقراطية السياسية والاقتصادية العادلة، والعدالة الاجتماعية، جميعها مفاهيم على الإنسان العربي أن يقبع تحت أهدافها والاقتناع بأن الحديث عن الإصلاح الثقافي يقصد به أن يكون مدخلا للتجديد الحضاري العربي الشامل.