Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Apr-2018

خالد مشعل مَزّهُوّاً بـ «النصر» التُركي.. في عِفرين «السورِيّة»! - محمد خروب

الراي -  لا يُوفِّر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السابِق.. خالد مشعل, اي فرصة او مناسبة لاستعادة بعض الاضواء التي انحسرَت عنه بشِدّة, منذ ان وضع حدٍ لـ»زعامَته» بعد «21«عاماً قضاها على رأس الحركة (1996-2017 .(ومشعل في ظهورِه.. لا يتوقّف عن إثارة المزيد من الجدل والسجالات نتيجة المواقِف التي يُطلقها والتي باتت في معظمها, لا تلتقي مع النهج او الخط السياسي الذي بدأت حركة حماس تسير عليه, منذ سطوع نجم رئيس مكتبِها السياسي الجديد اسماعيل هنِية, وخصوصاً «قائد الحركة» في قطاع غزة.. يحيى السنوار، الّلذيْن (هنية والسنوار) نأَيا بالحركة عن خط الإصطفاف الاقليمي «المشبوه» والمعروف, الذي سار عليه مشعل. ما اسهم كثيراً في خسارة الحركة معظم إن لم نقل «كُل» رصيدها السياسي والجماهيري, الذي راكمته طوال عقدين ونيِّف, على بروزها في المشهد الوطني الفلسطيني.

قد يُحاجِج البعض بأن مشعل هو الذي اختار «التنحّي» وعدم ترشيح نفسه مرة اخرى، وإلاّ ـــ قد يقول هؤلاء ـــ لكان استمر في قيادة الحركة، إلاّ أن ما توفّر من معلومات وما بات مُعلَناً,وتحديداً منذ وُضِعت حماس امام السؤال المصيري: ما إذا كانت ستُواصل السير في المسار الانتحاري الذي اختّطه مشعل والجناح المؤيد له في الحركة, على نحو يجعل من القضية الفلسطينية مجرد ورقة في يد انقرة وعاصمة عربية مُعيّنة؟ أم ان عليها التوقف و»ضبط» الإتّجاه واستعادة الحركة لقرارها وبوصلتها الفلسطينية, التي بدأت تفقدها منذ اندلاع رياح ما وُصِفَ بالربيع العربي ورهانه(مشعل وفريقه) على نجاح «محورِه» في إسقاط الدولة السورية؟ عبر المجاميع الارهابية التي قادتها تنظيمات جهادية تكفيرية, وخصوصا عصابات وميليشيات إسلاموية كان «إخوته» في جماعة الاخوان المسلمين «السورية وغير السورية» رأس الحربة, في حرب تدمير سوريا ونشر الفوضى فيها, بهدف إقامة نظام اسلاموي بمرجعية عُثمانِيّة في بلاد الشام.
ما علينا..
خالد مشعل وفي حفل «افطار» جماعي اقامته جمعية اهلية (اقرأ إخوانية) تُركِية تُدعى.. جيهان نوما (تكِيّة الدُنيا.. بالعربية) يوم الاحد الماضي, ورغم ان هدف «المناسبة» كان التأكيد (كما قيل إعلامياً) على «أهمية القدس التاريخية, كمدينة مقدّسة لدى المسلمين».. الاّ ان مشعل الشغوف جدا بالتأكيد على مرجِعيته العثمانية, والترويج للمسعى الذي وضعه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هدفا أسمى لِعهده, وهو استعادة أمجاد وإرث أجداده العثمانيين والسلاجقة في بلاد العرب، اعتبر (مشعل) ان الغزوة التركية في عفرين مثابَة «نَصر» للإرادة التركية (وكذا) داعِياً إلى «تسجيل ملاحم بطولية أخرى لنصرة... امتنا», قاصداً بالطبع الامة الاسلامية.. وليس العربية. لم يتوقّف عند هذا الحد كي يتحدث عن القدس والمؤامرة الكبرى عليها, التي ليست صناعة صهيواميركية فقط, وإنما تحظى بمباركة بعض العرب و»المسلمين».. بل استعاد «أبو الوليد» ليلة الإنقلاب العسكري المزعوم عام 2016 قائلاً في زهوٍ ومزايَدة مكشوفة» «....إن االله لم يتخلّ عن تركيا في ليلة الانقلاب الفاشل عام 2016 , والشعب التركي والرئيس اردوغان حطّموا كل المؤامرات التي حِيكت ضدهم».
مشعل الذي يخرج كثيرا عن النصّ, مستطرِدا ومستحضرِا مناسبات وتواريخ وأحداث, تبدو للمستمع اليه أنه أقرب الى الشرود, منه الى توسّل أو التزام فكرة معيّنة او طرح منهجي مُحدّد,زعَمَ في خطابه الطويل: «ان امّتنا عاشت بزعامة تركيا.. رافعة الرأس، وأحببناها مِن الكتب والتاريخ, ومِن افواه آبائنا واجدادنا». فهل ثمة من يُصدّق ترهات مُرسَلَة وقراءة مُغرِضة كهذه؟ في تقييمه غير الموضوعي وغير العِلمي, لأربعة قرون من الاستعمار العثماني, الذي لم يُخلِّف لنا وفينا, سوى المصائب والنكبات؟ وعِشنا في عصره الميمون, التخلّف والفقر والفاقَة والقمع والمطارَدة والطمس على تاريخنا وهويتنا القومية والثقافية؟ وما أن بدأت الامبراطورية العثماني بالتداعي والسوط, حتى تقدَّم دعاة «التتريك» المشهد, وراحوا يُؤسّسون لعصر آخر, لكن لم تُسعِفهم الظروف, بعد انزلاق الإمبراطورية المُنهَكة في الحرب العالمية الاولى.. والباقي «مكتوب» في كُتب التاريخ, لمن يُريد القراءة او الإستزادة.
رغم سعي قيادة حماس الحالية «الحَذِر» النأي عن «تُراث» خالد مشعل في علاقاته العربية, وخصوصاً تموضعه النهائي (مع الفريق المؤيد له) في الخندق التركي, الذي يضم بعض العرب, على قِلّتِهم وتواضع أدوارهم، الا ان مهمة القيادة الراهنة تبدو صعبة ومعقّدة, وبخاصة انهما(هنية والسنوار) لم يحسِما خياراتهما النهائية, كما فعل مشعل قبل سبع سنوات, وإن كانا يرغبان في «ترميم» ما خرّبه مشعل وبخاصة مع دمشق. التي ادار مشعل(وحركته) لها.. ظهره, رغم كل ما قدّمته للحركة وله شخصيا, وما تعرّضت له من ضغوط وإغراءات للتخلي عنه وعن حركته. لكن الرجل الذي يقول بعض عارِفيه عن قرب» انه لا يتوقّف عن «النطنطة» والتقلُّب والتمسّك بطروحات سيد قطب وحسن البنا, وتقديم «منهجهما» على اي شيء آخر, رفض على الدوام – رغم كل النصائح/ الدعوات.. الى فكّ ارتباط الحركة جماعة الاخوان المسلمين الام (المصرية), والتخلّي عن عضوية التنظيم الدولي للاخوان المسلمين, الذي رَشَحَ انه(مشعل) قد يتولّى قيادته بعد انتخاب هنية لرئاسة المكتب السياسي. وهو قرار «نجحَت» قيادة حماس الحالية في اتّخاذِه, سواء عن رغبة أم نتيجة ضغوط.