Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Feb-2019

الحسين في «الرأي».. ماذا قال عنها، ولماذا طلب كأساً من الشاي؟*عبدالحافظ الهروط

 الراي

ضاقت الدنيا بالعاملين في «الرأي» التي احبوها اكثر من بيوتهم، ومع ذلك اشتد الخلاف بين بعض الزملاء، منهم من رحّب بقدوم رئيس التحرير الجديد، الا ان الأغلبية «الصارخة» ظلت تستذكر رئيس التحرير المغادر مكرهاً، المرحوم الاستاذ محمود الكايد، ولكن ليس على حساب المؤسسة التي جمعتهم تحت سقفها.
 
ولأن الراحل الحسين رحمه الله، بذكائه الحاد، يعرف كيف يعيد الأمور الى نصابها، صغيرة كانت، او كبيرة، وبعيداً عن الضجيج الاعلامي، اعلن زيارته الى المؤسسات الاعلامية، أما الهدف الرئيس فهو «الرأي» حيث فيها التململ.
 
استقبل رئيس التحرير في مكتبه، الملك واطلعه على سير العمل، وان الصحيفة على ما يرام وكل الامور تسير بما يوجّه به جلالته، فخطّ الحسين عبارة الثقة والاعتزاز بالصحيفة الاولى مشيداً بالعاملين فيها واسرة التحرير.
 
ولأنه الحسين بحكمته ومعرفته بأسرته الاردنية، لا يسمع لطرف دون آخر، فقد طلب من رئيس التحرير ان يلتقي الزملاء في المؤسسة، واذ بالمنادي ينادي «الملك يريد السلام عليكم».
 
كان المكان ضيقاً، والاتكاء على ظهور بعضنا بعضاً، الوسيلة التي تمكننا من مصافحة جلالته، وقلنا في انفسنا انها دقائق معدودة،مع شعورنا بأننا نحرج الملك في هذا المشهد، اذ لم تكن «الرأي» هي «رأي» اليوم في بنائها واتساع عمرانها.
 
فاجأنا «ابوعبدالله» وهو يرحب بنا بأدبه الجّم «انا جيت اسمع الكم»، وما ان انهى عبارته حتى «ثارت مدبرة» من الحديث الذي أظهر ان «القلوب مليانة» فتقاطعت الكلمات بين من يدافع ومن يتهم، حتى ان بعض المتحدثين نسي نفسه انه في حضرة الملك، ومنهم من استدرك الموقف الحرج، وطيّب بكلماته خاطر جلالته.
 
ومن الطبيعي ان الحسين عندما يتحدث فإن الآخرين يلوذون بالصمت احتراماً وهيبة ورهبة، فأخذ يرّد بكلمات رغم هدوئها الا ان وقعها كان كالسيف على من تجرّأ وارتفع صوته بغير وعي وادراك، فقال «ان هذه المؤسسة الوطنية نعتز بها جميعاً وبرسالتها الهادفة وهي محط تقديري وثقتي وكل العاملين فيها»
 
وزاد جلالته على هذه العبارة، بكلمات رداً على من اتهم اقلاماً أردنية، ووصفها بـ المأجورة: ان الأقلام الاردنية اقلام نظيفة عرفناها دائماً تدافع عن الوطن، ولم نكن نشك يوماً من الايام بوطنية أصحابها، واقول للأخ الكريم اننا واجهزتنا في الدولة نعرف من هم اصحاب الأقلام المأجورة.
 
صافحنا الحسين، طيب الله ثراه، واحداً واحداً، ولكن الراحل وعلى مسمع من تبقى منا، طلب كأساً من الشاي، استطاب مذاقه، الا انها كانت سبيلاً لجلسة ضيقة، ابدى خلالها جلالته توجيهاته التي أنهت ما يدور في «الرأي» من خلافات، وعاد الكايد الى الصحيفة على اثر تلك الزيارة.
 
استذكر هذه الصورة، بمرور عشرين عاماً على رحيل فقيد الاردن والامة، وهي الصورة التي تؤكد حرص الحسين على المؤسسات الاعلامية وثقته بالأقلام الوطنية، سائلاً الله العلي القدير له الرحمة، وان يحفظ الاردن ويعلي شأن «الرأي» في تأدية رسالتها على الدوام.