Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-May-2016

"داعش" يحصن مواقعه غداة هجوم مزدوج ضده في سورية والعراق

 

بيروت--(ا ف ب) يعمل تنظيم "داعش" على تحصين مواقعه في سورية غداة الهجوم المزدوج الذي تتعرض له أهم معاقله وتشنه كل من قوات سوريا الديمقراطية في شمال سورية، والجيش العراقي في مدينة الفلوجة بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة أميركية.
واطلقت قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية أول من أمس عملية لطرد تنظيم "داعش" من شمال محافظة الرقة، معقله الابرز في سورية، غداة إعلان القوات العراقية بدء هجوم واسع النطاق لاستعادة مدينة الفلوجة في محافظة الانبار، أحد ابرز معقلين متبقيين للتنظيم في العراق.
والهجومان هما الاهم في سورية والعراق منذ إعلان التنظيم المتطرف "الخلافة الإسلامية" صيف العام 2014، وبدء التحالف الدولي بقيادة أميركية شن ضربات جوية تستهدف مواقع وتحركات التنظيم على اراضي البلدين.
في سورية، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "تنظيم "داعش" يعمل على تحصين مواقعه في شمال محافظة الرقة، على رغم تعرضه منذ بدء الهجوم أول من أمس لأكثر من مائة غارة جوية" موضحا ان "المقاتلين لم يتراجعوا برغم شدة الغارات الا لمسافات قصيرة".
وبحسب المرصد، تتركز العملية العسكرية حتى اللحظة شمال مدينة الرقة، وتحديدا في محيط بلدة عين عيسى التي تقع على بعد 55 كيلومترا عنها.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية انها "حررت مزرعتين من تنظيم داعش الارهابي.. تقعان على بعد خمسة كيلومترات جنوب شرق عين عيسى".
واوضح المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية العقيد طلال سلو ردا على اسئلة الصحفيين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف ان "مهام قواتنا حاليا هو تحرير الريف الشمالي للرقة فقط" مضيفا "حاليا لا استعداد أو توجه لدينا لتحرير مدينة الرقة الا في اطار حملة قادمة يُعد لها حسب الظروف".
ويشارك في الهجوم وفق المرصد، ما بين عشرة و15 ألف مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية، في وقت قدر مسؤول أميركي أمس عدد المشاركين بالآلاف، موضحا ان العمليات التي بدأتها هذه القوات "تضع ضغوطا على (مدينة) الرقة".
وبدأ الهجوم على تنظيم "داعش" بعد ثلاثة أيام على زيارة قائد القوات الأميركية في الشرق الاوسط الجنرال جوي فوتيل الى شمال سورية واجتماعه بالقوات الأميركية الخاصة المنتشرة في المنطقة وقوات سوريا الديمقراطية استعدادا "للهجوم على الرقة"، وفق مصادر أميركية.
ونجحت قوات سوريا الديموقراطية في طرد تنظيم "داعش" من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سورية منذ تأسيسها في تشرين الأول(اكتوبر) الماضي. وتضم في صفوفها وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها واشنطن الطرف الأكثر فعالية في قتال تنظيم "داعش"، بعدما خاضت ضده معارك شرسة وطردته من مدن استراتيجية عدة بينها كوباني (شمال حلب) في كانون الثاني(يناير) 2015 ثم تل ابيض وعين عيسى (شمال الرقة).
وتلقت قوات سوريا الديمقراطية، وفق ما قال مصدر في وحدات حماية الشعب الكردية لوكالة فرانس برس الثلاثاء "اسلحة أميركية" كما ان "قوات أميركية موجودة ايضا على الارض" على حد قوله.
ويعتبر الخبير الفرنسي في شؤون التنظيمات المتطرفة رومان كاييه انه "بعد خسارة كوباني حيث ضحى بالآلاف من مقاتليه، ومنذ تل ابيض تحديدا، يخلي التنظيم مواقعه تدريجيا من دون ان يقاتل".
ويوضح انه "على المدى البعيد، تصبح مناطق سيطرته كبيرة جدا ومن المستحيل الحفاظ عليها" مع استمرار المعارك والضربات الكثيفة.
الا ان السيطرة على مدينة الرقة تبقى هدفا أكثر تعقيدا، لا سيما مع استخدام التنظيم المدنيين المتبقين فيها كدروع بشرية لتجنب الضربات الجوية.
ويقول الناشط عبد العزيز الحمزة، احد مؤسسي حملة "الرقة تذبح بصمت" الموثقة لانتهاكات التنظيم داخل المدينة، ان مقاتلي التنظيم "يستخدمون المدنيين دروعا بشرية. ترونهم في المباني نفسها مع المدنيين، وفي عمارة يسكنها مدنيون من الممكن ان تكون هناك شقتان أو ثلاث بايدي مقاتلي التنظيم" مضيفا ان المدنيين "غير قادرين على مغادرة المدينة بعد ان منعهم تنظيم "داعش" من ذلك".
ويعد طرد تنظيم "داعش" من الرقة، بالاضافة الى مدينتي الفلوجة والموصل العراقيتين، ابرز اهداف التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
في العراق، تسعى القوات العراقية الى التقدم من المحور الجنوبي باتجاه مدينة الفلوجة (50 كيلومترا غرب بغداد)، التي تعد حاليا أحد ابرز معاقل المتطرفين في العراق وهي تحت سيطرة تنظيم "داعش" منذ كانون الثاني(يناير) 2014.
وقال اللواء الركن اسماعيل المحلاوي قائد عمليات الانبار إن "قوات من الفرقة الثامنة للجيش بدأت صباح اليوم عملية عسكرية واسعة من ناحية العامرية وتقاطع السلام نحو نهر الفرات"، كلاهما إلى الجنوب من الفلوجة.
واضاف ان العملية تجري "بدعم من طيران التحالف الدولي وطيران الجيش (العراقي) ومشاركة مقاتلي من عشائر الانبار"، المحافظة التي تضم الفلوجة.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن في وقت متأخر الاثنين الماضي، انطلاق عملية استعادة السيطرة على الفلوجة. وتمكنت القوات العراقية عبر السيطرة على بلدة الكرمة شمال غرب الفلوجة امس، من قطع طريق امداد للمتطرفين وتهميد الطريق للتقدم وتحرير المدينة.
وتفرض قوات عراقية حاليا بمساندة الحشد الشعبي، يمثل اغلبه فصائل شيعية مدعومة من ايران، ومقاتلي من عشائر الانبار طوقا حول الفلوجة.
لكن تقدم القوات العراقية ومحاصرتها للمدينة يثير مخاوف حول مصير الاف المدنيين الذين ما زالوا محاصرين داخلها.
الى ذلك، اعلنت روسيا أمس انها قررت تأجيل قصف فصائل مقاتلة في سورية بغرض اتاحة الوقت أمام المعارضة لكي تنأى بنفسها من الجماعات الإرهابية وتحدد بوضوح المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع ايغور كوناشنكوف في بيان "منذ أيام عدة، تلقينا عشرات الرسائل من الجماعات المسلحة في مناطق مختلفة من سورية، ضمنها حلب ودمشق، تطلب منا عدم القصف قبل ان تنتهي من النأي بنفسها من المقاتلين الإرهابيين في جبهة النصرة" الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
واضاف "علاوة على ذلك، فان بعضا منها على استعداد لتوفير معلومات وتحديد الاراضي الواقعة تحت سيطرته بعد الطرد الكامل للإرهابيين، وسيلي ذلك استبعاد اي قصف استفزازي لمناطق ومدن ومواقع القوات السورية الحكومية".
وتابع المتحدث "مع الاخذ في الاعتبار هذه العوامل، قررنا الاستمرار بالعمل مع هذه المجموعات المسلحة لاشراكها في وقف اطلاق النار، وتركها تبتعد عن الإرهابيين وتحديد مناطقها الخاضعة لسيطرتها بدقة قبل بدء الضربات".
وكانت روسيا أعلنت أن طائراتها ستبدأ ضرب المتطرفين من جبهة النصرة المستثناة من وقف اطلاق النار الذي تم اقراره في 27 شباط(فبراير) برعاية روسية أميركية.
وطالب نحو ثلاثين فصيلا مقاتلا الاحد الماضي واشنطن وموسكو التدخل الفوري لكي توقفا في غضون 48 ساعة خطة النظام للهجوم على الغوطة الشرقية وداريا قرب دمشق. وانتهت المهلة الثلاثاء.
وحضت واشنطن روسيا على ممارسة ضغوط على حليفتها دمشق لوقف عمليات القصف في المنطقة من احل اعطاء فرصة لمحادثات السلام بهدف ايجاد حل للصراع الذي اوقع أكثر من 270 ألف قتيل منذ خمس سنوات.