Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Mar-2017

قطيشات: تذليل البيروقراطية وتجاوز الروتين الحكومي عنوان لنجاح التجربة
 
عمان- الغد- عشرة أعوام من العمل والجهد وتطوير الاداء، بعيدا عن البهرجة الاعلامية كانت كفيلة بحفر اسم الباشا مروان قطيشات، نموذجا للمدير العام الناجح، خلال ادارته لاحدى اكبر واهم المؤسسات والدوائر الحكومية، التي تتعامل يوميا مع مئات بل والاف المراجعين.
المدير العام السابق لدائرة الاحوال المدنية والجوازات مروان قطيشات، الذي غادر موقعه قبل ايام، بعد خدمة استمرت عشرة اعوام تقريبا، ترك خلفه عددا من الانجازات على مستوى تسهيل المعاملات الحكومية والخدمات العامة، واختصار الوقت امام المراجع، وهي انجازات يمكن رصدها وقياسها، ما يمكن حينها من الحكم على التجربة، سلبا او ايجابا.
مفتاح سر النجاح في العمل الحكومي الخدمي الذي يمكن ان يشكل حالة فارقة لدى المواطن، هو في الحد من غلواء وسلبيات البيروقراطية والروتين الطويل، وتسهيل تقديم الخدمة للمواطن. من هذا المنطلق يرى المتابعون لاداء دائرة الاحوال المدنية خلال السنوات الماضية ان قطيشات حقق انجازا ملموسا وواضحا للعيان، يتمثل في تطوير آليات العمل بحيث تختصر على المراجع الوقت والجهد لاصدار وثيقته الرسمية، بدءا من شهادة الولادة وصولا الى جواز السفر.
في مؤسسة تقبع وسط صخب العمل اليومي، كان قطيشات جزءا لا يتجزأ من دوامة خدمة المراجع، وتوفير كل ما يحتاجه بأقل وقت وأبسط جهد، حيث أسس لآليات حازمة وواضحة وميسرة للاداء والعمل بحيث يلمس نتائجها المراجع ويمكنه من تلمس الفرق بين فترة مضت وفترة لحقت.
قطيشات، ذلك الشخص الذي أزاح عن كتفيه كل ما يسمى لقبا، حالة لافتة، عكستها الإشادة الكبيرة بانجازاته التي عبر عنها الأردنيون حال سماعهم خبر احالته على التقاعد.
"المدير الإنسان"، الذي تدرج في تعليمه حتى انخرط في سلك القوات المسلحة، قبل الالتحاق بدائرة المخابرات العامة التي غادرها برتبة لواء، يمتلك القدرة على فهم روح القانون وليس حرفية النص القانوني، يسجل له أنه عندما انتقلت مكاتب دائرة الاحوال من جبل عمان إلى طبربور احتفظ بأثاث مكتبه القديم، ورفض تجديده، وحول مخصصات ذلك لشراء مقاعد أخرى للمراجعين، لأن راحتهم هي الأساس.
ورغم إنسانية قطيشات، الذي هو من مواليد عمان العام 1952 والحاصل على شهادة في الحقوق من جامعة دمشق عام 1973، وشهادة مزاولة مهنة المحاماة العام  1975، فإنه لم يتنازل نهائيا عن اتباع الأنظمة والقوانين التي تحكم عمل الدائرة، فهو المدرك بأن الوظيفة العامة هي لخدمة المواطن بعدالة. 
لم يكن قطيشات، الذي عين مديرا عاما لدائرة المطبوعات والنشر 2005 - 2007، قبل استلامه منصب مدير عام دائرة الأحوال المدنية والجوازات من 2007 لغاية  2017/3/18، ينظر إلى الوقت، فقد عرف عنه عمله المتواصل، الذي لم يرتبط بساعات معينة، حتى قال عنه أحد موظفي دائرته: "قد تصل بالباشا إلى أن يفقد بوصلة الليل بالنهار، نتيجة لانهماكه في العمل".
ولمس المواطن فرقا كبيرا في انجاز معاملاته في عهد قطيشات، حيث استخراج جواز السفر الذي كان يحتاج إلى وقت طويل، لم يعد بحاجة سوى لحوالي نصف ساعة أو ساعة للحصول على الجواز أو هوية الاحوال أو دفتر العائلة بعد تقديم المعاملة، حيث لم يعد التوجه لدائرة الجوازات أمرا مقلقا كما كان سابقا.
حجم المسؤولية التي كانت ملقاة على عاتق قطيشات لم تكن سهلة بل مرهقة، فهو أدار مؤسسة تحمل في اجهزتها وملفاتها كل ما يتعلق بالمواطن من وثائق، ما يعني أن مراجعيها بالملايين، إلا أن المعاملات في الدائرة كانت تسير بانسيابية، لأن ربانها نجح في جعل جميع كادرها يعمل بهدوء وجدية، فاتسموا بصفاته، يتعاملون مع كل ملف وكأنه ملفهم الشخصي. 
قطيشات، الذي اطمأن الأردنيون أن وثائقهم وأسرارهم وتاريخم بيد رجل أمين، تدرج قبل تسلمه المطبوعات والنشر في الرتب العسكرية في دائرة المخابرات العامة، حيث عمل رئيسا للمحكمة العسكرية والنائب العام العسكري فيها، إلى أن تقاعد برتبة لواء بتاريخ 2005/4/20، وبعدها تم تعيينه عضو لجنة امانه عمان الكبرى علما أنه كان عضو اللجنة العليا للانتخابات النيابية 2007، والانتخابات النيابية 2010، وحاز على عدة أوسمة منها وسام الاستقلال من الدرجة الأولى.