Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Mar-2018

عناق الدب - شلومو شمير

 

معاريف
 
الغد- كفى خطابات تنز تعاطفا مع إسرائيل، ويكفي تصريحات عن تأييد إسرائيل وتعابير التضامن معها. فمع حلول الذكرى السبعين لقيام إسرائيل، ينبغي أن يخرج من القدس تصريح رسمي: رجاء، كفوا عن مظاهر المحبة، الود والولاء لإسرائيل. 
ان الثناء ومظاهر العطف التي اغدقت على إسرائيل في الاسابيع الاخيرة في مناسبات تمت في قسمها الاكبر في الولايات المتحدة تجاوزت كل حدود الذوق السليم. فدولة إسرائيل هي قوة عظمى عسكرية اقليمية. في مجالات كالزراعة، التكنولوجيا والطب سجلت الدولة في السنوات الاخيرة انجازات مثيرة جدا للانطباع. ولكن من خطابات التأييد التي ألقيت مؤخرا، تتخذ إسرائيل صورة دولة العالم الثالث او الدولة المستضعفة التي تستجدي بيأس دولة مركزية قوية لتتبناها.
اما الذروة في اثارة الشفقة في مظاهر العطف على إسرائيل فقد سجلت في الاجتماع السنوي لمنظمة مجموعة الضغط "ايباك" الذي انعقد في واشنطن مؤخرا. كان يخيل ان سلسلة طويلة من الخطابات، بما في ذلك لنائب الرئيس مايك بينيس وأعضاء مجلس شيوخ كبار من الحزبين، ممن تنافسوا فيما بينهم من يثني اكثر على إسرائيل، ومن يعرب عن الدعم الاكبر لها، ومن يعانق إسرائيل بقوة اكبر، ومن يخرج عن طوره في محاولة لعرض نفسه كوصي على إسرائيل. "من استمع إلى الثناء على إسرائيل الذي اطلقه نائب الرئيس بينيس كان يمكنه للحظة ان يعتقد بان أخيرا، بعد 70 سنة وجود، حظيت إسرائيل بمكانة الدولة المرعية للولايات المتحدة"، قال في حديث معه زعيم يهودي شارك في الاجتماع. 
ان العطف لإسرائيل في الرأي العام في الولايات المتحدة لم يكن ابدا اقوى مما هو اليوم. وهذا ما تؤكده استطلاعات الرأي العام التي اجريت مؤخرا في الولايات المتحدة. فمعدلات العطف الكبرى لإسرائيل في الولايات المتحدة ليست نتيجة عمل من جانب مجموعة الضغط "ايباك" بل رغم وجود المنظمة. 
وحسب آخر الاستطلاعات، فإن حجم العطف لإسرائيل في اوساط الجمهوريين اكبر بأضعاف من حجمه في اوساط الديمقراطيين (اكثر من 70 في المئة مقارنة بـ 24 في المئة)، بمعنى أن منظمات يهودية مثل "ايباك" والتي تعمل في الولايات المتحدة فشلت في توسيع دائرة الدعم لإسرائيل في أوساط اجزاء من الجمهور الأميركي. فالتأييد لإسرائيل في الرأي العام في الولايات المتحدة هو رد فعل ايجابي طبيعي ومظهر تقدير لدولة إسرائيل، مغروسة في اوساط العديد من الأميركيين ولا تحتاج لتأكيد بخطابات بادرة. 
وحسب رأيه، فإن القسم الاكثر خجلا في مظاهر التأييد لإسرائيل هو خطابات الدفاع عنها والتصريحات عن الوقوف إلى جانبها في المحافل الدولية. وتقود هذا اقسم سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة نيكي هيلي. هي أيضا، مثل نائب الرئيس بينيس، تعرض إسرائيل كدولة أهملتها جدا الادارات السابقة في واشنطن وبحاجة حاجة إلى حقنة دعم. وعليه، فبنشاط لا يكل ولا يمل وبشدة لفظية تلقي السفيرة هيلي خطابات ملتهبة دفاعا عن إسرائيل. 
ولكن هذه الخطابات، ولا سيما في مجلس الامن، تحقق بالضبط العكس مما تتطلع السفيرة إلى تحقيقه. فهي تعرض إسرائيل كدولة مضطهدة. "عندما اسمع خطاباتها في مجلس الامن، والتي تدافع فيها عن إسرائيل، فإنها تبدو لي احيانا كمن تدافع عن قريب عائلة متخلف عقليا"، قال دبلوماسي غربي في نيويورك معروف كعاطف متحمس لإسرائيل. "هذه الخطابات تحدث ضررا بإسرائيل اكثر مما تبعث على العطف عليها".