Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jul-2019

احتجاج الأثيوبيين لا يحظى بمساندة

 الغد-يديعوت أحرونوت

حن آرتسي سرور 9/7/2019
 
أمي، ماذا تريد؟ هي تريد أن يكون ابنها آمنا، محميا، سليما ومعافى. تريد أن يكون محبوبا، محوطا بالناس، يرضى عنه الله والانسان. هي تريد الا يحيق به اي ضرّ. هذا ما يريده الابوان. كل ابوين. ولا يهم اذا كان الحديث يدور عن زوجين شابين يبعثان بطفل صغير الى الحضانة أم زوجين مهاجرين يسمحان بتخوف لفتى ابن 15 ان يخرج مع رفاقه.
اذن كيف يحتمل أن يحظى احتجاج سليلي اثيوبيا بكتف باردة، بانتقاد من الحائط الى الحائط ومن القول المنقطع عن الواقع “فقدونا”، وكأننا نحن الزبائن وهم رجل خدمات يقدم الخدمة لزبائن يحاولون لفت انتباهه.
بالمقابل فان احتجاج الاهالي على الرقابة الفورية على الاطر التعليمية استقبل بحرارة، بتفهم، بحب. واكثر من ذلك، حين علم بان بيت المربية المنكلة كرمل معوده احترق قال الكثيرون انطلاقا من الغريزة، من البطن: تستحق! حتى وان كانوا تحفظوا على الفور من العنف كطريق واننا ضد الفوضى بالطبع. هذا الغضب كان مفهوما، وتلقى العطف.
كان واضحا لكل من له عقل من أين ينبع، والتداعي واضح. احتجاج الاهالي واحتجاج سليلي اثيوبيا هما احتجاجان يأتيان من جرح أليم ونازف نهمله نحن منذ سنوات طويلة. وببساطة مرة كل بعض الوقت يأتي المحفز الذي يذكرنا بانه هناك. كونوا واثقين بان العنصرية والتنكيل هما من الامور اليومية وان لم يكونا يبرزان جدا مثلما في الحالات التي اشعلت نار الاحتجاجات الاخيرة.
الاطفال الصغار كانوا دوما جزءا من لحمنا، وبالتالي سهل علينا أن نعانق هذا الاحتجاج بين الاذرع. وبالمقابل فان انصاتنا لاحتجاج “الاخر”، مثلما نصوره في خيالنا هو انصات محدود. يسهل علينا فجأة ان نشكك، ان نقلل، ان نستهين بالشهادات، لان هذا “لهم”، وليس “لنا”. اغلاقات الطرق، مظاهرات ويافطات هي حل مع مفعول جد محدود. من جهة – يدفعوننا جمعيا لان نعنى بالموضوع، من جهة اخرى – واضح بأن الموضوع سيخبو ما أن يفتح الطريق.
من اجل احداث تغيير عميق وتغيير الفكر وسبل العمل مطلوب جهود ممتدة والتزام. فعلى اكتاف الاحتجاج الذي يشعل النار يجب النجاح في انتاج حوار حقيقي بلا مرشحات.
نقول للامهات وللاباء الذين يكافحون لأمن أبنائهم توجد نقطة انطلاق افضل بكثير، وهم بالذات عليهم ان يكونوا اول من يقف كتفا بكتف مع امهات سليلي اثيوبيا ممن ساروا في ميدان رابين على أمل أن يحظى ابناؤهن بان يكونوا آمنين، محميين، وان يحظوا بفرصة متساوية.