Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Nov-2019

الملك والفرصة الأخيرة*فايز الفايز

 الراي

الجائزة التي تلقاها جلالة الملك عبدالله الثاني الخميس الماضي رجل الدولة 2019 من قبل معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني الأميركي هي آخر الجوائز التكريمية التي يحظى بها الملك، هذه الثالثة على الأقل خلال عام مضى، وبعيدا عن الشروحات الفضفاضة لما تعنيه تلك الجوائز وقيمتها المعنوية العالية التي تنحاز الى شخصية الملك كأفضل متحدث ومتحدٍ أمام أصحاب ألاعيب الخفة السياسية الذين يسحرون الجمهور الأميركي ببكائيات تجلب التعاطف لتوظيفها ضد الحقوق العربية والفلسطينية والإسلامية، أكانوا من الساسة الأميركان أو جمهور بنيامين نتا?ناهو طيلة سنوات مضت أو اللوبيات الصهيونية.
 
الملك بلغته السياسية الطلّقة يحدد دائما أهدافه باختصار، ولكن للأسف الجمهور المتلقي في الغرب بات مسيطرا عليه من مؤثرات خطابية وإعلامية وسياسية أغرقته في الظلام، فلا زال هناك طيف واسع جدا يتعاطفون مع الحكومة الإسرائيلية ويعتبرون العرب شذاذاً ووحشيين ولا يؤمنون بحق العيش لليهود الذين عادوا بعد خمسة آلاف عام الى أرضهم»، ولهذا فإن صوتا عربيا واحدا فقط أمام أمة تسيطر على العالم كله، يعتبر نجما في سماء مظلمة، فلم نعد نسمع لأي زعيم عربي صوتا خارج مشكلته الداخلية.
 
في الولايات المتحدة تحديداً حيث مطبخ العمليات العالمية، هناك منصات كبرى يمكن أن يكرر جلالة الملك نداءاته من عليها خصوصا في هذه المرحلة المضطربة في من عمر حكومة إسرائيل والأسلاك الشائكة التي بناها اليمين والتي التفت حول رقبة نتايناهو اليوم بمحاكمات الضربة القاضية، وهذا يتطلب خلق أجواء سياسية عالية المستوى على الساحة الأردنية التي باتت مشبعة بالرفض لأي خطاب رسمي لأن الجمهور الأردني لم يعد يرى رجال دولة حقيقيين، فهل استأصلت أرحام الأردنيات؟، بالطبع لا، ولكن العاجز يضع العراقيل أمام المبدعين.
 
في مثل هذه الأيام قبل ثماني سنوات كنت ضمن 260 صحفياً وإعلامياً دولياً مشاركاً في القاعة الكبرى لمعهد «كووبر يونوين» بنيويورك، وإذ بأحد المنظمين يطلبني لمقابلة «جامشيد باروشا» رئيس الجامعة التي تأسست عام 1859م، حيث اثنى على كتاب الملك «الفرصة الأخيرة» واقترح أن يقف الملك على تلك المنصة التاريخية لإيصال خطابه للجمهور الأميركي ليكون أول رئيس غير أميركي يقف عليها بعد عشرة من أشهر رؤساء الولايات المتحدة أولهم إبراهام لنكولن 1861 وبعده يولسيس جرانت وجروفر كليفلاند وثيودور روزفلت ووليم تافت وودوروويلسون حتى بيل ك?نتون وآخرهم باراك أوباما.
 
تحدث جلالة الملك عن أسوأ حالة من العلاقة مع الجانب الإسرائيلي، ونحن نتحدث عن أسوأ حالة سياسية واقتصادية يعيشها المجتمع الأردني، الذي يحتاج الى روافع ضخمة لدفع لتمكين المجتمع السياسي من إعادة إنتاج رجال دولة حقيقيين، يساعدون الملك على البقاء مدافعا الإرث الوطني وإنجازات الدولة وحماية الحقوق الوطنية ودعم القضية الفلسطينية، حسبما يراها من خلال وصفه للفرصة الأخيرة التي كانت عنوان كتابه قبل عشر سنوات، ولهذا يجب تغيير منهجية التعامل مع الطيف الواحد الرأسمالي والسماح للنخبة الوطنية بالمساعدة لتحقيق الفرصة الوطنية?الأخيرة قبل أن تضيع.