Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Mar-2019

صفقة القرن*عصام قضماني

 الراي-بلهجة محلية قال الملك عبد الله الثاني: «بيجي واحد بقولي 100 مليار دولار للأردن، على حساب الأردن.. مع السلامة.. ما بنقبل ولا فلس».

 
كان الملك يتحدث عن القضية الفلسطينية والقدس خصوصا, ولكي يكون أكثر وضوحا قال: «موقفنا قوي جدا، ونعرف كل صغيرة وكبيرة عن المباحثات التي تدور حول مستقبل فلسطين المحتلة وأستغرب ربط موضوع المساعدات مع بلدنا بهذا الأمر».
 
حتى التسريبات التي تناولت ما يسمى بصفقة القرن وتتحدث عن أموال طائلة يسيل لها اللعاب لم تتفق أية مصادر على بنودها, وما ينشر حولها ما زال تكهنات وربما بعض بنودها المتداولة في الإعلام بالونات اختبار لقياس ردود الأفعال.
 
ما نشر عن الصفقة ليس مقبولاً أردنيا ولا فلسطينيا و الملك لا يعبر عن مواقفه وراء أبواب مغلقة بل في العلن ودائما يضطر الى تكرار ما يقول ليس من باب تأكيد المواقف بل لتصويب إجتهادات وإشاعة الطمأنينة لدى الأخرين والرد على تفسيراتهم الخاصة لأن نظرية المؤامرة دائما حاضرة.
 
كلما ساد الإعتقاد بأن استبعاد فلسـطين من اهتمامات الشارع العربي قد تحقق يعيدها الملك الى منتصف دائرة الضوء بل ويعزو كل ما حدث في المنطقة من إرهاب وتطرف وغضب إليها.
 
طبيعي أن تسعى أمريكا وإسرائيل، لتمرير صفقة قرن أو غيرها والعروض السخية ليست جديدة والقوى الدولية تسعى إلى إنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، بأي ثمن وحاولت سابقا ولن تتوقف.
 
الشائعات لا ترحم الملك وها هي تلاحقه في زيارته الى واشنطن وصفقة القرن مادتها مع أنها زيارة ليست غامضة الأجندة، فقد اعتاد الملك أن يزور العاصمة الأميركية لعقد لقاءات في الكونغرس مع قيادات مجلسي الشيوخ والنواب، عقب الإنتخابات النصفية للكونغرس الأميركي التي يتمتع الملك مع قياداته بعلاقات قوية وتأثير واضخ يزيد على قوة العلاقة التي تربطه بالإدارة الأميركية.
 
من الواضح في البيان الصحافي الذي نشره إعلام الديوان الملكي أن الغرض من الزيارة بحث حاجات الأردن في هذه المرحلة الحرجة التي يمر فيها اقتصاده ومن الطبيعي أن تكون القضية الفلسطينية وقضايا الإقليم ذات التأثير المباشر على الأردن حاضرة.
 
إن كان وراء صفقة القرن مؤامرة تمس فلسطين والأردن فالشائعات ليست الوسيلة لحماية الأردن والتشكيك في المواقف لا يحمي البلد من الأخطار الداخلية والخارجية بل الوحدة الوطنية هي التي تعزز الموقف الأردني والملك الذي يعبر عن هذا كله يحتاج الى جبهة داخلية قوية حول قيادة تحظى بالدعم والإلتفاف الشعبي.