Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Dec-2019

أبو صبيح: الوصاية الهاشمية ساهمت بوقف خطط إسرائيلية لتهويد القدس

 الدستور-أجرت الحوار- نيفين عبد الهادي

هو مأزق اللغة، في بحثك عن مفردات وكلمات ومعان، وأعمق ما في اللغة من بلاغة التعبير، لينقل حقيقة تعابير وجه زينات أو صبيح، رئيسة حارسات وإحدى مرابطات المسجد الأقصى في القدس الشريف، عندما تتحدث عن مشاعرها عند بدء عملها اليومي بالدخول إلى الأقصى، فهي تعابير تحكي ألف حكاية.. حكاية مجد، ونضال.. وفخر.. وجوهر الدين الحقيقي، حكاية عمل تتداخل به الوطنية بالإنسانية، بالإصرار على انتزاع الحقّ مهما طال الزمن.
لعلّ ملامحها تختصر آلاف الكلمات والأوصاف، سيما عندما تتزاحم الدموع الابتسامات على وجهها، وهي تقول «القدس لنا، سنحافظ عليها ونحميها، ونفديها بأرواحنا وأولادنا، وحياتنا»، فهي ليست كغيرها من الأمهات ولا الزوجات، هي تلك المرأة التي تغادر منزلها صباح كل يوم، تاركة أبناءها وزوجها متجهة لحالة نضال حقيقية، لتقوم بمهمّة وطنية، تعجز دول عظمى القيام بها، فهي زينات الفلسطينية حتى النخاع، وابنة القدس التي تحب ترابها وتدافع عنه ما استطاعت إليه سبيلا.
يمكن القول، انني بمجرد وقوفي معها، لإجراء حوار خاص بـ «الدستور» تبخرت كافة الأسئلة التي كنت قد أعددتها، فقد وقفت أمام شخصية، تحمل ملامحها تفاصيل قضية، تناضل بها النساء جنبا إلى جنب مع الرجال، حتى تنال فلسطين حريتها، ويعود الحق الى أصحابه، بإصرار بتنا نظن أنه أصبح حلما في زمننا على حماية الأقصى مهما كلّفها الأمر، ففي طريقتها الهادئة بالحديث تحمل صبرا لم تهزمه الأيام، وتحدّ لم تنال منه انتهاكات الاحتلال، مؤكدة أنها مستمرة في مهمتها بحماية الأقصى بأطر مؤسسية منظمة وروح نضالية تشبه فقط المرأة الفلسطينية.
زينات، هي المرأة الفلسطينية، التي تختلف عن نساء الأرض، وتحديدا في أي دولة شهدت ظروف احتلال، أو حروب، هي المرأة التي لم تقدّم نفسها إلاّ شهيدة، لتعيش مع الرجل مناضلة، وحارسة على بقاء الوطن بقاء دائما، هي المرأة.. ليست المرأة بمفهوم مرادف الكلمة الضيق، وإنما هي أم الأبطال وأختهم وشريكتهم في النضال والمقاومة هي الأسيرة، هي الشهيدة، هي أم الصبر والصمود بكرامة، هي من تجاوزت صفتها التقليدية بأنها نصف المجتمع كونها المجتمع نفسه.
زينات أبو صبيح، ليست سيدة عادية، وليست شخصا يمكن أن تفترس منه المعلومة، رئيسة حارسات المسجد الأقصى المبارك، وإحدى المرابطات في المسجد، التقتها جريدة «الدستور» خلال تواجدها في عمّان، تحدثت عن طبيعة عملها ومهمتها التي تؤكد أنها مدعومة من وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الأردنية، وتزيد من عزيمتها بدعم مباشر، أضف لذلك ما تمنحه الوصاية الهاشمية على المقدسات من ثبات وصمود، واصفة يومها كيف يبدأ وكيف ينتهي، وأصعب الاعتداءات التي تعرضت لها في صمودها أمام الاحتلال الإسرائيلي، تحديدا تلك التي منعتها بها قوات الاحتلال من دخول الأقصى.
كما تحدثت أبو صبيح، عن الدور الأردني في انشاء قسم حارسات المسجد الأقصى انطلاقا من الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، وأهمية هذه الخطوة في دعم صمود أهالي القدس من مرابطين ومرابطات، وجاعلة من مهمّتهم حقا مدعوما ومسنودا، ومحميا.
زينات التي حضرت من أرض السلام، التي لم تر يوما سلاما، كما وصفها محمود درويش، جاءت تحمل معاني جديدة للحياة، تزيد من إصرارنا على الاحتفاظ بها، والمحاربة لانتزاعها، حياة مليئة بالحبّ والنضال والصمود، مثمنة للأردن مواقفه مع توأمه الفلسطيني، ومنادية للعالم أن يسمع صوت فلسطين، صوت المناداة بالحق بوقفة حاسمة وحازمة مع دولة فلسطين، مساندين الأردن بهذا الدور الهام.
سياسات قمع اسرائيلية، منع للمصلين، منع الأذان في الأقصى، اقتحامات المستوطنين للمسجد، رسالتها اليومية لزوجها وأبنائها وهم يغادرون المنزل صباحا، اعتقالات للمصلين، كيف تمضي المرأة المرابطة يومها في المسجد الأقصى، أصعب المواقف التي تمر بها، الموقف الأردني الداعم في حماية المقدسات، أهمية الوصاية الهاشمية للمقدسات في القدس الشريف، منع اسرائيل 72 حارسا من دخول المسجد الأقصى، وغيرها من التفاصيل التي تحدثت بها رئيسة حارسات المسجد الأقصى الشريف زينات أبو صبيح في حوار خاص مع «الدستور» تاليا نصّه:
أسست «حارسات الأقصى» ولم أخف من المهمة
الدستور: بداية، قرار أن تكوني رئيسة لحارسات المسجد الأقصى، ومرابطة من مرابطات المسجد، ليس سهلا، ويحمل شكلا نضاليا كبيرا، كيف جاء قرارك، سيما وأنت سيدة متزوجة وأم؟.
ــ  أنا ابنة القدس والمسجد الأقصى منذ الصغر، نشأت وترعرت في باحات المسجد الأقصى، ومنذ أكثر من 27 عاما، وأنا آتي للمسجد، عايشته بأفراحه وآلامه بكل صغيرة وكبيرة.
ولعلّي أرى بأنه من أشكال الحظ الكبير في حياتي، والحمد لله أنه تم توظيفي من قبل دائرة الأوقاف الاسلامية كرئيسة لقسم حارسات المسجد الأقصى، لتكون إضافة لي ولمسيرتي في خدمة المسجد، والحفاظ عليه وحراسته، إذ أصبح هذا الارتباط يوميا، وبشكل أكبر.
الدستور: هل كنت أول سيدة تشغل هذا المنصب؟.
ـ  بالفعل، عندما تم تعييني كنت أول سيدة تشغل المنصب، فأنا من أسس القسم، وبدأت وكأني أرعى طفلا صغيرا، خطوة بخطوة، وتربيه شيئا فشيئا، إلى أن أصبح اليوم قسما ناجحا، أثبت وجودي في عملي وتمكنت من جعله قسما هاما وناجحا، له مزايا كثيرة في الدفاع عن المسجد وخدمته وحراسته وتنظيم الكثير من أموره.
الدستور: يرادوني سؤال، بحكم كونك أمًّا، ألم ينتابك الخوف عند تكليفك بهذه المهمة؟.
ـــ  على العكس، فقد زادت المهمة من ارتباطي بالمسجد الأقصى الشريف، ولم أخف مطلقا من هذا الدور الذي يعدّ نضاليا، وتمكنت خلال ست سنوات وهي عمر القسم أن أثبت وجودي، واجعل من القسم ناجحا، سيما وأن تواجدي في المسجد ليس حديثا على حياتي وحياة أسرتي، إذ نشأت على هذا الأمر منذ طفولتي، ليزداد تعلقي به، ويتوجه نضالي نحو المزيد من العطاء للمسجد الأقصى وللقدس، ولفلسطين.
 
للأردن الدور الأكبر في حماية المقدسات
الدستور: وجود قسم لحارسات المسجد الأقصى، قرار أردني، نفّذ، وأصبح واقعا ناجحا، بإشراف مستمر ودائم من وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، كيف تقرأين الموقف الأردني من القدس والمقدسات؟.
ــ  الوصاية الأردنية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف، كان لها دور كبير في دعم تواجد الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى المبارك، نحن نشكر جلالة الملك على الوصاية ونقف بكل قوتنا مع الوصاية على المسجد.
ولا بد هنا من التنبيه إلى أن الاحتلال يحاول أخذ أو سحب الوصاية الهاشمية عن المقدسات، كونها السد المنيع الذي يحمي المقدسات، لكن بإذن الله سيفشل ولن يصل الى ما يسعى له.
 
الوصاية الهاشمية منعت خططًا إسرائيلية ضد القدس
الدستور: إلى أي حد يرى الفلسطينيون أن الوصاية الهاشمية على المقدسات والمواقف الأردنية مهمّة في نضالهم لنيل حقوقهم؟.
ـــ يد واحدة لا تصفق، ونحن نواجه عدوا هو الأخطر في العالم، ودون أدنى شك فإن دعم الأردن وجهوده الجبارة في ابراز معاناة المقدسين ومعاناة المرابطات والمرابطين، ودعم صمودهم، بأدوات عملية، وخطوات ملموسة على أرض الواقع، كان له دور كبير في الاستمرار في نضالنا، اضافة لكونه ساهم بشكل كبير في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية ووقف الكثير من خططها الرامية لتهويد القدس. 
 
72 حارسا يمنعون من دخول الأقصى
الدستور: هل هناك صعوبة تواجه الأردن ودائرة الأوقاف الفلسطينية في تعيين حارسات وحتى حراس للمسجد الأقصى المبارك؟.
ــ  بالطبع، هناك صعوبات بهذا الشأن، تواجه الجانبين الأردني والفلسطيني، إذ يمارس الاحتلال عنجهيته في موضوع الحارسات والحراس، والآن هناك (72) حارسا يمنعهم الاحتلال بشكل نهائي من دخول المسجد الأقصى المبارك، ومن أداء وظيفتهم، لا لسبب سوى سياساته الغاشمة من أجل إفراغ المسجد الأقصى من الحراسة.
أَضف لذلك صعوبات كبيرة تواجه عمل الحراسات والحرّاس في دخولهم وخروجهم من المسجد، وحرية عملهم داخل أسواره، وفي أحيان كثيرة منعهم من الدخول، هي عنجهية الاحتلال، التي تمنع وتشدد على وجود حراس وحارسات، داخل المسجد الأقصى، وممارسات كثيرة تهدف لإفراغ المسجد من الحراسة.
الدستور: مهمّة حارسات المسجد الأقصى المبارك، ليست سهلة، كيف يتم اختيار الحارسات؟.
ــ  يتم اختيار حارسات المسجد الأقصى من قبل لجنة من وزارة الأوقاف الأردنية، ودائرة الأوقاف الإسلامية نجري مقابلات مع المتقدمات بطلبات لهذه الغاية الى دائرة الأوقاف، ومن ثم يتم الاختيار بناء على تقييم معين، بعد التأكد من أنهن يصلحن للعمل في المسجد، وفق أسس تعيين واضحة ومحددة.
وهناك مئات الطلبات مقدمة لدائرة الأوقاف من أجل التوظيف، ونسعى للنظر بها كافة، ولكن للأسف تبقى هناك اشكاليات وعقبات من الاحتلال تمنع وتشدد على وجود حراس وحارسات.
الدستور: ما هي أكثر المواقف الصعبة والمؤلمة في عملك في حراسة الأقصى المبارك، على مدى ست سنوات؟.
ـــ  من أكثر المواقف الصعبة بل والمؤلمة التي لا يمكن أن تمحى من ذاكرتي، اغلاق المسجد الأقصى، وكان يوم جمعة، أذكر أني عندما اقتربت من المسجد، سمعت صدى الاشتباكات الدائرة في المسجد، فأسرعت بخطواتي وذهبت بسرعة حتى اتمكن من دخوله، لكن للأسف لم أتمكن من دخوله، حيث أغلقت الأبواب أمام المصلين.
وأذكر أنه تم إغلاق المسجد الأقصى المبارك (14) يوما، ومنع الأذان، هل يمكن أن نتخيل أن يتخذ قرار بأن لا يرفع الأذان، من أولى القبلتين، نعم، الاحتلال منع الأذان وبقي الأقصى حزينا .   
  14 يوما لم نتمكن خلالها من دخوله، وكنّا نواجه بأداة الحرب الإسرائيلية كلما ذهبنا للمسجد، هي أيام مؤلمة، وقاسية..وأذكر أيضا يوم تم حرق مخفر الشرطة، ودخلت قوات الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك، وأخرجونا بقوة السلاح والضرب وتم اغلاقه.
للأسف هذه حال القدس، والمسجد الأقصى المبارك، يواجه يوميا حربا مع قوات الاحتلال، حرب بقاء، نحن نصلي، وهم يحاربون بالأسئلة، والقرارات التي تحرمنا من حق الصلاة، وفي محصلة الأمر، نحن ماضون بنضالنا ولن نترك القدس والمسجد الأقصى لأي اعتداءات اسرائيلية.
 
حارسات «الأقصى» العين الساهرة داخل المسجد
الدستور: هل يمكن وضعنا بصورة تفاصيل عملك، وعمل الحارسات للمسجد الأقصى؟.
ـ  طبيعة عمل الحارسات في الدرجة الأولى، أمن المسجد الأقصى المبارك، في ظل ما يتعرض له من هجمات شرسة مستمرة من قبل المستوطنين، فالحارسات هن العين الساهرة داخل مصليات المسجد، كما الحرس في ساحاته وعلى أسواره.
ومن مهامهن، تنظيم صفوف النساء ومنع الاختلاط ومنع السرقات في حال حدوثها، ومن المهام المهمة تصحيح مفاهيم خاطئة بالنسبة للزوار، فكثيرون يأتون للمسجد القصى بمعلومات خاطئة ونحن بحكم دورات خضعنا لها نعمل على تصحيح هذه المفاهيم مثلا هناك من يظن أن قبة الصخرة معلقة، نحن نقوم بتصويب مثل هذه المعلومة كون الصخرة غير معلقة، إذ إن من مهامنا الأساسية تصحيح الكثير من الأخطاء والمفاهيم بشأن المسجد الأقصى المبارك.
كما أننا نعمل على مساعدة النساء في شتى الأمور داخل المسجد، بكل ما تحتاجه وتقديم كافة التسهيلات اللازمة، وتوفير ما يلزمهن من خدمات واحتياجات، تحديدا الحماية والحراسة.
الدستور: هل تخضع الحارسات لدورات تثقيفية وغيرها من الدورات التي من شأنها زيادة مهارتهن بعملهن؟.
ــ نعم، بالتأكيد، تخضع الحارسات لعدد كبير من ورشات العمل، والدورات التدريبية، وقد قامت مديرية الأوقاف بتنظيم عدد كبير من هذه الدورات، للارتقاء بعمل الحارسات ورفع سويته، بما يليق بمكان وجودهن، وقد قامت بإعطاء دورات في الإرشاد حول معالم المسجد الأقصى المبارك، ودورة اسعاف أولى ودورة اسعاف ثانية من أجل أن يكن في المقدمة في حال حدوث أي حادث بين النساء، وفي المسجد، حتى يكن في الميدان مباشرة ومزودات بكافة الاحتياجات لذلك، كما نظمت دورات تجويد وحفظ القرآن الكريم، والآن نحن بصدد عقد دورات كثيرة بمواضيع مختلفة.
 
تتجدد فرحتي بدخول الأقصى يوميًّا
 الدستور: هل يمكن ان نعيش معك بالكلمة تفاصيل يومك، كيف تبدئنيه كأم وزوجة، وكيف تتجهين للمسجد ومتى، تفاصيل ربما لا تكتمل صورتها إذا ما تركنا لمخيلتنا رسمها، فهلاّ حدثتينا عنها؟.
ــ  ابدأ بطبيعة الحال بصلاة الفجر، فهي نقطة بداية يومي، ويوم أسرتي، ثم ترتيب أمور الأولاد للذهاب إلى المدرسة، ثم أذهب مباشرة للمسجد، ولا أخفيك أنني يوميا عندما أدخل المسجد أشعر بأني دخلت جنّة الأرض، أشعر بفرحة لا يمكن وصفها، لأنه بالفعل هو جنة الله على هذه الأرض، أسير به يوميا في كافة طرقاته، أتأمل كل حجر وكل شجرة به، فهناك علاقة وطيدة بيني وبين كل جزء وركن من أركانه.
وللمسجد الأقصى حالات وقصص تقرّبك منه يوميا، أكثر فأكثر، ففي كل زواية بالمسجد حكاية، وفي كل بقعة تاريخ، ففي كل زاوية خطا عليها نبي هنا، كما رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام، وهنا استشهد شهيد، وهنا سالت دماء المسلمين، لا يمكنني وصف يومي بتفاصيله الرائعة عند دخولي للمسجد الأقصى المبارك، فهي الحياة التي يصعب نقلها بالكلمة، هو شعور يتجاوز كل معاني العشق.
 
لأبنائي رسالة يومية بحبّ الوطن
الدستور: هل هناك رسالة توجهيها لأبنائك، عندما يغادرون منزلهم، وأنت تذهبين لحماية القبلة الأولى للمسلمين؟.
ــ  في خروجي بهذه المهمة المقدسة، أكبر الرسائل وأعظمها بأن الحق لا يذهب ولا يزول، ففي رؤيتهم لأمهم، وبرضا كامل وتشجيع من والدهم بقيامي بهذه المهمة، ألف رسالة ورسالة، وبطبيعة الحال فلسطين والقدس في عقولهم وقلوبهم، ومشاعرهم، فهذا الجيل يجب أن ينشأ على هذه الثقافة، حتى نحمي مستقبل القضية، ونجعل من قادم الأيام يحمل نصرا يعيد لأصحاب الأرض أرضهم وترابهم، وهذا ما يدركه أبنائي جيدا ويسعون ليكونوا جزءا من مسيرتي بهذا الشأن.
أنا أمّ لبنتين وولد، الكبرى  في الصف الحادي عشر، والتي تليها بالصف العاشر، ثم الصف السابع، وهو الجيل الذي سيحمل القضية ولا بد من رؤيته لنضال حقيقي من أجل الوطن.
الدستور: كيف يتعامل زوجك مع طبيعة عملك، وحياتك، فأنت رئيسة الحارسات والمرابطة في المسجد، اضافة لتعرضك أكثر من مرة للاعتقالات وابعادك عن المسجد الأقصى المبارك؟.
ـــ  زوجي من الداعمين لي في وجودي بالمسجد الأقصى المبارك، وقد وقف بجانبي ودعمني بكل قوة في كل تفاصيل عملي، وكان له الفضل في كثير من خطواتي الناجحة بعملي.
وقد تعرضت لاعتقالات وإبعاد من المسجد الأقصى المبارك، وكان يقف بجانبي ويدعمني، ويسعى لتوفير ما يلزم لعودتي للمنزل بسلامة، ولم يحدث يوما بالمطلق أن رفض عملي، ونضالي، بل على العكس تماما.
ومن الأمور التي أود الحديث عنها هنا، أن زوجي عندما تقدم لخطبتي كان شرطي الأساس للزواج هو الذهاب والإياب والرباط في المسجد الأقصى المبارك، وهذه مسألة جوهرية، منذ ذلك الحين وافق زوجي على هذا الشرط، أو الطلب، فكان أكبر داعم لي ومعين، في عملي ورباطي واعتقالاتي، ومنحني أكبر قوة للسير في هذا الدرب.