Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Feb-2020

«صفقة».. وليست نهاية العالم!*رجا طلب

 الراي

لقد ضُخمت لحظة الإعلان عن «صفقة القرن» للدرجة التي بات الكثير منا يعتقد أنها ربما تكون علامة من علامات يوم القيامة أو نهاية العالم، هذا التضخيم مدروس دراسة جيدة لتوظيفه في اعطائنا المزيد من جرعات الشعور بالهزيمة والانكسار، أو بالاحرى إشعارنا بالضربة القاضية الافتراضية التي ستطرحنا أرضا بمجرد الإعلان عن «الصفقة»، ومن خلال متابعتي لردود الفعل العربية على المستويين السياسي الرسمي او الشعبي او المستوى الاعلامي كان الخطاب «الغالب» في التعليق على إعلان «الصفقة» هو «خطاب تأبيني كربلائي» لفلسطين والقضية الفلسطينية? وهي حالة انتصار معنوية مجانية لصالح نتانياهو وترمب قُدمت بلا وعي و لا تاخذ بنظر الاعتبار الإرادة «التاريخية» للشعب الفلسطيني ولا قدراته «النضالية الخلاقة» مثل ثورة عام 1936 والتي تسمى «الثورة الفلسطينية الكبرى» والتي استمرت حتى عام 1939 أو الانتفاضة الشعبية الأولى عام 1987 التى غيرت تعاطي العالم مع القضية أو إعلان «الكفاح المسلح» عام 1965 بقيادة حركة فتح.
 
لماذا لا تعد هذه الصفقة قدرا؟
 
للأسباب الآتية:
 
أولا: أية صفقة تحتاج إلى طرفين رئيسيين، وفي الوضع الحالي من المفترض أن تكون بين الفلسطينيين من جهة ممثلة بمنظمة التحرير، وبين «إسرائيل»، وهذا لم يحدث وبالتالي فهي صفقة «لقيطة» ليس لها ام ولا اب وبقاؤها على قيد الحياة مرهون بفائض القوة لادارة ترمب فقط.
 
ثانيا: الصفقة قائمة اساسا على «افتراض» أن لا حراك قادما في الشارع الإسرائيلي أو الفلسطيني وتحديدا بعد خطوة ضم المستوطنات وغور الاردن بشكل رسمي أو بعد البدء «بسحب الجنسية الإسرائيلية» من ابناء المثلث وهؤلاء تعدادهم ربع مليون نسمة مازالوا يقبلون «إسرائيليتهم» من اجل العودة إلى فلسطينيتهم، وهو افتراض صبياني يعكس شخصية كوشنير واستخفافه بعلاقة الإنسان بأرضه.
 
ثالثا: وهو سبب شرحته قبل عدة أيام لأحد الوزراء السابقين المهمين حيث قلت له: هذه الصفقة اشبه ما تكون ببناء ضخم جدا ولكنه قائم على «عيدان» من الكبريت، وفي التفصيل فان هذا الجسم الضخم المسمى صفقة القرن سينهار في حال فشل نتانياهو في الانتخابات القادمة أو لاحقا في فشل ترمب بالانتخابات الرئاسية القادمة.
 
رابعا: تجاهل صناع الصفقة للقيمة السياسية والتاريخية للأردن ولقيمة الرفض الذي اعلنه جلالة الملك على الصعيد الإقليمي والدولي واستهتارهم بقوة هذا الرفض، سيكون من بين أهم العوامل التى ستسهم في إفشال الصفقة وإضعاف مصداقيتها داخل أميركا وفي العالم أجمع.