Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jul-2017

الدقّ على العصب.. النّواقيس - م. باهر يعيش
 
الراي - العصب.. خيط رفيع نحيل أوهى من خيط العنكبوت لكنّ الأقوى مفعولا والأخطر مكانة في الجسد. جميع أوامر الدّماغ (الشيخ) يرسلها عبر العصب الرّئيس الى معشر الأعصاب بواسطة الاتصالات (السّلكية) بغية التواصل مع الولاة العاملين في حقل الرّقابة والحركة والأمن والدّفاع.
 
الأعصاب حرّاس نواطيرعلى تخوم الوطن لا تنام، دائما على أهبة الإستعداد لإطلاق ناقوس الخطر، لتبليغ الدّماغ الشيخ لدى ظهور أي خلل أو متطفّل يتعرّض له الجسد حيث لن تجد عصبا خاملا بلا عمل, فمن يخمل يخلع ولا (قرابة) لا واسطة لا محسوبيّة لا عشائريّة لا طائفية أو جهويّة تشفع في القبول أو الرّفد.
 
في حياتنا بعض من يتولّون أدارة أمورنا بلا عصب. مهامه الرئيسية في الحياة أن (يدقّ على عصب العباد) قد يتعرّض جزء من وطن الجسد الى ما يلزم العصب لأن يقرع جرس الأنذارعبر الأحساس بالألم الشديد فيخرسونه بحبّة مهدّء (مسطّل) ليستمر الهجوم ويستشري وتتّسع الثقوب والكلّ نيام لينتشر سريعا الى باقي الجسد. وأحيانا وبنزق يلجأون إلى خلع العصب وخلع زنّه, بالتضحية بأضراس العقل فتهون لديهم كل الأضراس والأتراس صغيرها وكبيرها فتتوقّف الحياة.
 
مركبات تنقل مواطنين لعمرة بلا تصاريح بلا أذن بلا تأهيل لمركبة أو سائق تمرّ عبر كلّ شرايين الجسد. يقع ضحايا ودماء. يولولون يجتمعون يقرّرون (يدقّون على العصب) ينحرون كبش فداء مسكين وتعود حليمة.
 
آلاف من شبابنا يغرقون في شبر ماء من امتحان راس روس, يمر باص تعليمهم عبر شرايين الجسد سنين طوال والعصب يصيح يئنّ يئزّ يولول لغرقهم في لجّة الأهمال والجهل وسوء التربية وقصور التعليم وما من مجيب. بعد وصول الباص النّكد الى المحطّة الأخيرة يهلّلون فإذا ما فيه ثمرات معطوبة. يفتحون المآتم ودور العزاء (هم عينهم) الدائمون الثابتون يولولون يضعون الخطط (يدقّون على العصب) وإلى باص آخر بحمولات معطوبة أخرى.
 
ديوننا قرعت لها ومنها كلّ نواقيس أعصابنا منذ الفلس الأوّل. طنّشناها ركبنا السهل/ ليركبنا الصعب, بحّت أصوات النواقيس والنواطير, تعطّلت ماتت. يزيد الدين ويبقي من أدمن اللطم و(الدّق على العصب). مركبات تحمل (شغّيلة) عبر أعصاب شوارع مدينة مزحومة دوما يا ولداه. نواطيرها ينظرون في أتّجاه عكس السير دائما. يحولون السير إلى مكان عصب آخر بعيد عن العين في مؤخّرة الجسد فيزيدون الضّغط عليه لينبز خرّاج كبير ضاغط على كلّ الأعصاب.
 
كثير من مواضع الألم والحشر من الممكن حلّها ببعض من أعمال العقل وبالقليل من الكلفة فقط بالنّظر باتجاه السير. على سبيل المثال لا الحصر وفي السير حصرا: شارع السّعادة في عمّان العاصمة لم يعد سعيدا, يصبّ السير فيه من جميع جبال العاصمة الى ساحة المسجد الحسيني. من يريد الولوج الى شارع الرّضا عليه أن يقطع حوالي كيلومترين من أنكد وأصعب مواقع الأزمات وسط حواجز سير(طيّارة) مزمنة يسدون بها كلّ منفذ الى شارع الهاشمي حتى أشارة الساحة الهاشميّة فيزحمونها لتنخرط في سيل يزحف رجوعا الى شارع الهاشمي فنزيد الطين حصا وكدرا لمركباته. تصل إلى شارع الرّضا وقد أهدرت مالا ووقتا وأعصابا. أيّها الساده: المسافة بين مدخل شارع الرّضا ومخرج شارع السعادة عند ساحة المسجد لا تتعدّى عشرين مترا (ما المانع) دام فضلكم برمجة الإشارات الضوئية الموجودة الموؤدة هناك للسماح للمركبات بالعبورعبرها بدلا عن اللف حول (رأس الرّجاء الطالح)؟.
 
نقاط أخرى عديدة مزحومة حلولها سهلة وغير مكلفة إذا ما نظرنا قريبا من أنوفنا منها على سبيل المثال: مجزرة السير في دوار الرئيس (جمال عبد الناصر) السير المزحوم في شارع وادي صقرة من نفقه حتى أشارة دواره النّزقة ومواقع أخرى في شرق العاصمة وغربها.. تئنّ منها مفاصلها.
 
المقصود هنا بالنظر في اتجاه (السير لا عكسه) وبأقرب من الأنف, إدارة العمل بشكل وطني عقلاني مختصّ في (كلّ مرافق الوطن) في أدمغته وشرايينه, في شوارعه دوائره مدارسه جامعاته دهاليزه ومنازله. قد تنتهي لعبة (الدّق على العصب) فنرتاح نحن أصحاب ذلك العصب المدمي من الدّق والزّق... لعلّ وعسى!!
 
mbyaish@gmail.com